الممر الاقتصادي IMEC.. تعاون الإمارات وأمريكا يهدي العالم جسرا للازدهار
على مدار أكثر من 50 عاما، مثل التعاون الإماراتي الأمريكي العميق في جميع المجالات، جسرا مزدهرا بين الشرق والغرب عبرت من خلاله الكثير من الشراكات والمبادرات الخلاقة التي أفادت الدولتين، ونشرت فرص الرخاء الإقليمي في الدول المجاورة لكليهما.
ومن بين العديد من الشراكات التي أعلنت عنها الإمارات والولايات المتحدة في إطار تعاونهما الوثيق على مستوى التجارة والاستثمار والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والمناخ والفضاء وغيرها، مثّل مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEC) نموذجا واضحا على كيفية خلق مستقبل مزدهر للعالم من خلال التعاون الوثيق العابر للقارات.
- مسؤول هندي لـ«العين الإخبارية»: نتطلع لدور في تطوير الممر الاقتصادي مع أوروبا
- الهند تتوسع أوروبياً.. اتفاقات تجارية تمهيداً لمشروع الممر العظيم
تعاون إماراتي أمريكي
في قمة مجموعة العشرين التي استضافتها الهند خلال سبتمبر/ أيلول 2023، تم الإعلان لأول مرة عن مشروع الممر الاقتصادي العملاق «العابر للقارات» بين الهند وأوروبا عبر منطقة الشرق الأوسط.
وقد لعبت الإمارات دوراً محورياً في إنجاز ذلك المشروع الذي يتألف من ممرين؛ هما «الممر الشرقي»، يربط الهند مع الخليج العربي، و«الممر الشمالي» الذي يربط الخليج بأوروبا، عبر خطوط السكك الحديدية، والنقل البحري.
ويضم المشروع جهود كل من الولايات المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، والاتحاد الأوروبي، لإنجازه.
لكن الولايات المتحدة بالذات مثلت أبرز رعاة المشروع من خلال الاستثمار المكثف، في إطار الرغبة بتطوير خارطة التجارة الدولية وتعزيز التنافسية وإتاحة فرص واعدة للدول.
"شكرا محمد بن زايد"
لدى الإعلان عن المشروع خلال قمة العشرين، سارع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، للإعراب عن شكره للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وخاطب بايدن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قائلا: "أود أن أقول، شكرًا شكرًا شكرًا، محمد بن زايد.. لا أعتقد أننا كنا نستطيع تحقيق ذلك من دونك".
وقد مثلت تلك اللحظة، إعلانا لحالة الحوار البناء بين الإمارات والولايات المتحدة، والروابط الاقتصادية المهمة بينهما، وانعكاسا لالتزامهما بتعزيز التجارة الثنائية والاستثمار والازدهار الاقتصادي، ورغبتهما في بذل المزيد مع الشركاء الاستراتيجيين.
وقد جاء هذا التعاون في سياق كون الولايات المتحدة الوجهة المفضلة لدولة الإمارات للتجارة ورأس المال والاستثمار. فمنذ عام 2009، كانت دولة الإمارات أكبر سوق تصدير للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وقد بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين ما يقرب من 30 مليار دولار (أكثر من ضعف ما كان عليه قبل 15 عامًا) على نحو يجسد عمليا مزايا التعاون البناء بينهما ودوره في رخاء الشعبين.
حكاية "الممر الاقتصاد العظيم"
ينطلق المشروع بحراً من الهند إلى الإمارات، ثم براً خلال السعودية، ومنها إلى الأردن، فإسرائيل، عبر خط سكة حديد، ثم المحطة التالية بحراً، وصولاً إلى اليونان، ومنها إلى أوروبا براً.
ويتكون الممر من قسمين منفصلين: القسم الشرقي، وهو خط ملاحي بحري واصِل بين الهند والإمارات، والقسم الشمالي المتضمن الشق البري الواصل بين دول الخليج وأوروبا.
ويتضمن الممر شبكة للسكك الحديد توفر عند اكتمالها شبكة لدعم ممرات النقل البحري والبري القائمة حالياً، وبالتالي تمكين البضائع والخدمات من التنقل بين الهند والإمارات والسعودية والأردن وأوروبا.
كما يتضمن المشروع كابلاً للكهرباء، وخط أنابيب للهيدروجين النظيف، وكابلاً لنقل البيانات بسرعة فائقة.
وينظر للمشروع باعتباره منصة لزيادة الرخاء وتعزيز تدفق الطاقة، والاتصالات الرقمية، فضلاً عن المساعدة في معالجة نقص البنية التحتية اللازمة للنمو في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
أهمية الممر
ويساهم الممر في تنويع أسواق الطاقة في دول المنطقة ومهمتها للعمل كجسر بين الشرق والغرب.
يشار إلى أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وصفت اتفاقية الممر بأنها "ليست أقل من تاريخية"، في حين قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إن الممر سيكون "أساس التجارة العالمية لسنوات قادمة".
وأكد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس مطلع العام الجاري، على أهمية الممر والحاجة إلى ربط الاتحاد الأوروبي بالهند بشكل أفضل.
وحتى الأمس، وصفت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الممر الاقتصادي بأنه "مبادرة حاسمة".