الإمارات وأمريكا.. أرقام تترجم 5 عقود من العلاقات الاقتصادية الراسخة

شراكة راسخة جمعت الإمارات والولايات المتحدة على مدار أكثر من 5 عقود، كانت كفيلة بتشكيل علاقات اقتصادية تبلغ قيمتها تريليون دولار.
فقد نجح البلدان في وضع أسس متينة لتعاون طويل الأمد في المجال الاقتصادي، وإقامة شراكات مبتكرة في مجالات جديدة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والأمن الغذائي، والطاقة النظيفة، واستكشاف الفضاء، وغيرها من المجالات ذات الأولوية في العلوم والتعليم والثقافة.
- الإمارات وأمريكا.. شراكة الطاقة الوثيقة تفتح آفاق النمو المزدهر للعالم
- تعاون إماراتي-أمريكي في الذكاء الاصطناعي.. شراكة رقمية استراتيجية
1 تريليون دولار استثمارات
بحسب بيانات مكتب أبوظبي الإعلامي في مارس/ آذار 2025، تعتبر الإمارات من المستثمرين الرئيسيين في الولايات المتحدة الأمريكية، وبلغت قيمة الاستثمارات 1 تريليون دولار تتوزع في قطاعات التجارة والطيران والتصنيع والطاقة والتكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي.
وتدعم هذه العلاقة ذات المنفعة المتبادلة جميع الولايات الأمريكية الخمسين، بالإضافة إلى القطاعات التي تخلق فرص عمل أمريكية وتدفع عجلة الابتكار الأمريكي. وتُعد دولة الإمارات العربية المتحدة من أسرع الشركاء الاقتصاديين نموًا للولايات المتحدة.
وبلغت استثمارات الإمارات في الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 3.7 مليار دولار بين عامي 2018 و2023، بينما بلغت استثمارات الولايات المتحدة الأمريكية في الإمارات حوالي 9.5 مليار دولار خلال المدّة ذاتها، وفقا لوكالة أنباء الإمارات "وام".
ويعمل البلدان على تعزيز الاستثمارات المتبادلة في مجال الطاقة، إذ تمتلك الإمارات استثمارات مهمة في سوق الطاقة الأمريكي بأكثر من 70 مليار دولار حتى الآن من خلال أدنوك ومصدر وXRG.
1.4 تريليون دولار.. المزيد في الطريق
خلال لقاء جمع الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني الإماراتي، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في البيت الأبيض، خلال مارس/آذار الماضي، تعهدت الإمارات بإطار استثماري في الولايات المتحدة يمتد لعشر سنوات بقيمة 1.4 تريليون دولار.
وذكر تقرير نشرته السفارة الأمريكية في الإمارات أن هذا الإطار سيزيد بشكل كبير استثمارات دولة الإمارات الحالية في الاقتصاد الأمريكي في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات، والطاقة، والتصنيع الأمريكي.
40 مليار دولار تجارة
يرتبط البلدان بعلاقات اقتصادية واستثمارية متميزة، إذ يقترب حجم التجارة الثنائية (غير النفطية) بينهما إلى مبلغ 40 مليار دولار في 2024.
وارتفع حجم تجارة السلع بنسبة 9.47%، ليصل إلى 34.43 مليار دولار (126.46 مليار درهم)، خلال عام 2024، وفقاً لأحدث بيانات صادرة عن وزارة التجارة الأمريكية، مقارنة مع 31.45 مليار دولار (115.51 مليار درهم) في 2023.
شراكات شاملة
من تطوير التقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي، وقيادة التحول في مجال الطاقة، إلى دعم التصنيع الأمريكي وتوسيع نطاق الحلول الزراعية، يُعيد تعاون القطاع الخاص الإماراتي والأمريكي تعريف الاقتصاد العالمي.
وشهد العام الماضي، توقيع العديد من اتفاقيات الشراكة والاستثمار بين البلدين، في المجال التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، ففي أبريل/ نيسان 2024 أعلنت كل من G42، الشركة القابضة الرائدة في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بدولة الإمارات، ومايكروسوفت عن استثمار استراتيجي قدره 1.5 مليار دولار من مايكروسوفت في G42.
وفي يونيو/حزيران 2024، وقعت شركة World Wide Technology، وهي شركة تكامل تكنولوجي رائدة مقرها الولايات المتحدة الأمريكية، اتفاقية استراتيجية مع NXT Global، لإنشاء وتطوير أول مركز تكامل للذكاء الاصطناعي في مدينة مصدر في الإمارات.
وأعلنت مجموعة "جي 42" ومايكروسوفت في فبراير/ شباط الماضي عن إطلاق "مؤسسة الذكاء الاصطناعي المسؤول" - المركز الأول من نوعه في الشرق الأوسط، ويهدف إلى تعزيز معايير الذكاء الاصطناعي المسؤول وترسيخ أفضل الممارسات في منطقة الشرق الأوسط والجنوب العالمي.
وشهد سبتمبر/ أيلول 2024، الإعلان عن إطار للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، إذ أكد الجانبان عزمهما على التعاون في العديد من المجالات أهمها: تعزيز الذكاء الاصطناعي الآمن والموثوق ودعم البحث والتطوير الأخلاقيين له، وبناء أطر تنظيمية لتعزيز الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى توسيع وتعميق التعاون في مجال حماية الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وتطوير المواهب في هذا المجال، إلى جانب دعم الطاقة النظيفة لمتطلبات أنظمة الذكاء الاصطناعي وتعزيز الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية المستدامة في البلدان النامية.
aXA6IDMuMTI5LjIyLjE1OSA= جزيرة ام اند امز