الإمارات تعتبر واحة لحرية المعتقدات والعبادة في العالم، وتعمل من أجل تعزيز قيم التعايش الديني والتسامح والأخوة الإنسانية
في يوم الأحد الثالث من فبراير عام 2019 ، ستشهد دولة الإمارات العربية المتحدة والوطن العربي والعالم واحدا من أهم الأحداث التاريخية في القرن الحالي.
ففي هذا اليوم، تحط طائرة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، على أرض الإمارات، ليحل ضيفاً مميزاً بدعوة كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وليتربع في مكانة مميزة في قلوب وعقول الإمارات قيادة وشعباً ومقيمين، وذلك في أول زيارة له إلى منطقة الخليج العربي.
سيجدد البابا فرنسيس التعبير عن سعادته بزيارة الإمارات التي أسماها بأسماء جميلة وحقيقية، أسماها دار زايد ودار الازدهار والسلام ودار الشمس والوئام ودار التعايش واللقاء، ووصفها بأوصاف رائعة وواقعية ووصفها بالبلد العزيز و الأرض التي تسعى لأنْ تكون أنموذجاً للتعايش والأخوة الإنسانية
فما الذي سيجده البابا في الإمارات خلال زيارته التاريخية التي ستتم في الفترة ما بين الثالث والخامس من فبراير الحالي؟!
سيجد البابا فرنسيس نفسه على أرض الدولة التي تحتفل بعام 2019 كـ"عام التسامح"، والتي آمنت وعملت ولا تزال تسعى، منذ تأسيسها عام 1971 على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، ومن بعده على يد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، من أجل تعزيز قيم التعايش الديني والتسامح والأخوة الإنسانية بين جميع المقيمين فيها من مختلف الجنسيات والأديان والثقافات. وهي التي تعيش فيها جاليات من أكثر من 200 جنسية .
تعتبر الإمارات واحة لحرية المعتقدات والعبادة وممارسة الشعائر الدينية في العالم، فقد تأسست أول كنيسة كاثوليكية في أبوظبي عاصمة الدولة عام 1965، لتقيم صلواتها وتمارس شعائرها الدينية في هذه الكنسية وفي 75 كنيسة ودار عبادة أخرى بكل حرية وأمان، علماً بأن دولة الإمارات قد تبرعت بأراضٍ لتشييد بعض من هذه الكنائس. كما وجد علماء الآثار بقايا كنيسة ودير عبادة في جزيرة صير بني ياس يعود تاريخهما للقرنين السابع والثامن الميلاديين، مما يشير إلى الوجود التاريخي للمسيحيين في الدولة.
وسيجد البابا من الإمارات، قيادة وشعباً، الترحيب الكبير من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، والذي سيجدد أمام البابا الأمل بأن تعمق زيارته من الاحترام المتبادل، وترسخ الحوار بين الأديان، وتعمل من أجل تعزيز السلم والسلام والأخوة بين الجميع. وأيضاً عبر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والذي سيؤكد للبابا مجدداً أنه يمثل رمزاً عالمياً من رموز السلام والتسامح وتعزيز روابط الأخوة الإنسانية، وأنه عبر زيارته التاريخية، ينشد تعظيم فرص الحوار والتعايش السلمي بين الشعوب وازدهار السلام كغاية تتحقق بالتآلف وتقبل الآخر.
وسيجد البابا فرنسيس أخاه وصديقه فضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين، والذي يزور الإمارات بالتزامن مع زيارة البابا. إن هذا الحدث هو الأول من نوعه تاريخياً، إذ سيشهد العالم التقاء أكبر مرجعين دينيين إسلامي ومسيحي في وقت واحد ودولة واحدة، حيث اختار كل من قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر دولة الإمارات لاستضافة لقاء تاريخي جديد بينهما سيحمل عنوان "لقاء الأخوة الإنسانية"، وسيعقد في أبوظبي يوم 4 فبراير الجاري، بحضور أكثر من 700 شخصية دينية وفكرية وثقافية من الإمارات والعديد من دول العالم، وذلك لبحث مفهوم "الأخوة الإنسانية" وبلورته لتقديمه للعالم، والتركيز على القواسم المشتركة التي تجمع بين البشر وحقهم في العيش بسلام وتآخ.
وسيجد البابا فرنسيس نفسه يوم الخامس من فبراير الجاري في مدينة زايد الرياضية بأبوظبي، يترأس قداساً يعد أكبر تجمع بشري في تاريخ دولة الإمارات، وسيعتبر وبامتياز "قداس التسامح الديني"؛ لأنه سيجمع أكثر من 135 ألف شخص من داخل الإمارات وخارجها من المسيحيين وغير المسيحيين.
فما الذي سيقوله البابا في جميع محطات زيارته التاريخية لدولة الإمارات؟!
سيجدد البابا فرنسيس التعبير عن سعادته بزيارة الإمارات التي أسماها بأسماء جميلة وحقيقية، أسماها دار زايد ودار الازدهار والسلام ودار الشمس والوئام ودار التعايش واللقاء، ووصفها بأوصاف رائعة وواقعية ووصفها بالبلد العزيز والأرض التي تسعى لأن تكون أنموذجاً للتعايش والأخوة الإنسانية وللقاء مختلف رموز وقادة الحضارات والثقافات، حيث يجد فيها الكثيرون مكاناً آمناً للعمل وللعيش بحرية تحترم الاختلاف.
كما سيجدد البابا التأكيد بأن الإيمان بالله يُجمع ولا يفرق، وأنه يقربنا حتى في الاختلاف، ويبعدنا عن العداء والجفاء، وأننا إخوة حتى وإن كنا مختلفين.
فيا قداسة البابا فرنسيس تحية إكبار وإجلال لقداستك من أبناء وبنات الإمارات "عيال زايد".. وحللت أهلاً ووطئت سهلاً في وطننا واحة التعايش الديني والتسامح والأخوة الانسانية، وكل التوفيق لقداستك في كل محطات زيارتك التاريخية هذه.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة