الأزهر: علاقة أخوية تجمع الطيب والبابا فرنسيس
الأزهر الشريف يؤكد أن العلاقة مع الفاتيكان شهدت نقلة غير مسبوقة بدأت بتهنئة شيخ الأزهر للبابا فرنسيس بتقلد رئاسة الكنيسة الكاثوليكية.
أكد الأزهر الشريف، السبت، أن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية نجحا في نسج علاقة أخوية عميقة بينهما قائمة على التلاقي الفكري والإيمان العميق بالقيم الإنسانية المستمدة من تعاليم الأديان.
وأضاف أن" شيخ الأزهر وبابا الكنيسة الكاثوليكية يجمعهما السعي بدأب من أجل تشييد جسور الحوار والتعايش بين البشر على اختلاف أديانهم وثقافاتهم، إضافة إلى تمتع كليهما بمسحة شخصية تميل للزهد والبساطة والتعاطف العميق مع الفقراء والمحرومين".
وقال بيان للأزهر الشريف - بمناسبة لقاء القمة التاريخي بين الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي، الأحد- إن العلاقة بين الأزهر الشريف والفاتيكان شهدت في السنوات الأخيرة نقلة غير مسبوقة بدأها الدكتور أحمد الطيب في مارس/آذار 2013 عندما بادر بتهنئة قداسة البابا فرنسيس بتقلد رئاسة الكنيسة الكاثوليكية.
وأكد أن عودة العلاقات بين الأزهر الشريف والفاتيكان مرهونة بما تقدمه مؤسسة الفاتيكان من خطوات إيجابية جادة تظهر بجلاء احترام الإسلام والمسلمين، وجاءت تلك المبادرة تجاوبا مع تأكيد قداسة البابا فرنسيس خلال لقاء جمعه مع سفراء 180 دولة عقب تنصيبه على أهمية الحوار مع الإسلام.
ونجحت تلك المبادرات المتبادلة في الإعلان رسميا في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 عن استئناف الحوار بين الجانبين، وإعادة تفعيل لجنة الحوار المشترك والبناء على القواسم المشتركة التي تنطلق منها الديانتان الإسلامية والمسيحية لتعزيز التعايش المشترك والاندماج الإيجابي للشعوب وتوحيد الجهود لمواجهة الأفكار المتطرفة من أجل العيش في عالم مليء بالمحبة والتسامح والأخوة والسلام.
وعقد اللقاء الأول بين الرمزين الدينيين الكبيرين في الفاتيكان في 23 مايو/أيار 2016، حيث قال قداسة البابا فرنسيس عقب اللقاء إن "الرسالة من الاجتماع هي لقاؤنا بحد ذاته"، فيما أشار البيان الصادر عقب اللقاء إلى أنه ركز على تنسيق الجهود من أجل ترسيخ قيم السلام ونشر ثقافة الحوار والتسامح والتعايش بين مختلف الشعوب والدول وحماية الإنسان من العنف والتطرف والفقر والمرض، حيث يقع على المؤسسات الدينية العالمية مثل الأزهر والفاتيكان عبء كبير في إسعاد البشرية ومحاربة الفقر والجهل والمرض.
وعقد اللقاء الثاني بين الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بالقاهرة في أبريل/نيسان 2017، حيث شارك قداسة البابا في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، واحتلت صورة عناق قداسة البابا والإمام الأكبر صدارة وسائل الإعلام العالمية، فيما شدد فضيلة الإمام الأكبر وقداسة بابا الكنيسة الكاثوليكية في كلمتيهما خلال المؤتمر على القيم الإنسانية التي تحملها تعاليم الأديان ورفضها للعنف والكراهية.
وجاء اللقاء الثالث بين فضيلته وقداسته في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2017، لكن هذه المرة في مقر قداسة البابا بالفاتيكان، حيث حرص قداسة البابا فرنسيس على استضافة شيخ الأزهر الشريف على مائدة غداء في مقره الخاص,
وحينها شدد الدكتور أحمد الطيب على استعداد الأزهر لتقديم "كل ما يملك من خبرة من أجل تعاون بلا حدود لنشر فكرة السلام العالمي وترسيخ قيم التعايش المشترك وثقافة حوار الحضارات والمذاهب والأديان"، واصفا قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية بأنه "رمز نادر في أيامنا هذه، إذ يحمل قلبا مفعما بالمحبة والخير والرغبة الصادقة في أن ينعم الناس كل الناس بالسلام والتعايش المشترك".
وعقد اللقاء الرابع بين شيخ الأزهر وقداسة البابا في 16 أكتوبر/تشرين الأول 2018 بالفاتيكان، حيث أبدى البابا فرنسيس تقديره لتلك الزيارة الودودة من شيخ الأزهر الشريف، مقدرا الدور المهم لفضيلته في دعم قيم السلام والحوار عبر العالم، مؤكدا أن الفاتيكان يتطلع لمزيد من التعاون والعمل المشترك مع الأزهر الشريف، وأن العالم في حاجة إلى جهود من يشيدون جسور التواصل والحوار وليس لمن يبنون جدران العزلة والإقصاء.
وأعرب الدكتور أحمد الطيب عن سعادته بهذا اللقاء الودي الذي يجمعه بـ"أخيه وصديقه" قداسة البابا فرنسيس الذي يجسد أنموذجا لرجل الدين المتسامح والمعتدل والمهموم بقضايا ومعاناة الفقراء والمستضعفين والمشردين، وهو أمر يشاطره الأزهر الشريف الاهتمام به، كونه يمثل جوهر تعاليم الأديان التي ما نزلت إلا من أجل خير البشر وسعادتهم ولحثهم على التراحم والتعاطف فيما بينهم.
aXA6IDMuMTQ0LjI1My4xOTUg جزيرة ام اند امز