في دبي كما أغلب دولة الإمارات كانت الأمطار الغزيرة تروي قبل أيام حكايات تلاقي الماء مع الصحراء بطريقة رائعة.
وكانت الحكومات في مختلف بلدان العالم تروي عطش المهتمين بجديد إنجازاتها وتطورها عبر منصة فريدة من نوعها، حرص من خلالها صناع القرار في دولة الإمارات على تلاقي المسؤولين رفيعي المستوى مع المهتمين والمتابعين ووسائل الإعلام.
"القمة العالمية للحكومات 2024" انعقدت هذا العام تحت شعار "استشراف حكومات المستقبل"، حيث تجمع قادة الفكر والخبراء العالميين من جميع أنحاء العالم للمشاركة والمساهمة في تطوير الأدوات والسياسات والنماذج التي تعتبر من ضروريات تشكيل الحكومات المستقبلية.
وهناك تميز منقطع النظير لهذه القمة المهمة، لابد للقارئ الكريم أن يطلع عليه، من أجل مزيد من المعلومات والمعرفة، وفهم طبيعة هذا التجمع الكبير، وسبر أغوار ما جرى فيه من أفكار وأحداث، ومشاريع أُعلن عنها، ومذكرات تعاون تم توقيعها، عبر النقاط التالية:
أولاً: تلبية دعوة الإمارات العربية المتحدة لأي محفل، هي سمةٌ يحرص عليها جميع قادة العالم، لأن المصداقية التي تتمتع بها الإمارات على الساحة الدولية، أمرٌ يدفع الكثير من الزعماء لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والشاملة عبر زيارة دولة مؤثرة كالإمارات.
ثانياً: الزخم الدولي الذي حظيت به "القمة العالمية للحكومات في دبي" كان بحد ذاته نقطة التلاقي بين الشرق والغرب، كون تركيا على سبيل المثال حضرت ممثلةً برئيسها رجب طيب أردوغان الذي ألقى كلمة خلال المؤتمر، وشارك الحضور والعالم عبر المنبر الإماراتي جديد بلاده و حكومته و آفاق التعاون المستقبلي.
ثالثاً: أما الهند الصاعدة بقوة لحجز مكانة مرموقة في النظام الدولي من خلال اقتصادها الضخم، وموقعها الجغرافي الاستراتيجي القريب جداً من منطقة الخليج العربية، فإن رئيس وزرائها "ناريندا مودي"، جاء إلى هذا المنتدى العالمي ذائع الصيت، ليعرض بضاعة بلاده في مختلف المجالات، ويتحدث للجمهور عن أهمية الربط الآني لسلاسل الإمداد والتجارة الدولية.
رابعاً: دعت دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة العربية الخليجية قطر كي تكون ضيف شرف على هذه القمة، وأتى الوفد القطري رفيع المستوى برئاسة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الذي عبر عن سعادته بمشاركة بلاده في القمة العالمية للحكومات 2024 في دبي، واصفاً هذه المنصة بـ"المهمة في الحوار والتباحث حول تطوير العمل الحكومي عالمياً بأجمل الأوصاف".
خامسا: أما التكنولوجيا الرقمية ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات فقد حققت العديد من النتائج، وباتت منصة صناعة المستقبل ضمن التجمع الحكومي الأكبر، وتم تكريم الفائزين بـ"جائزة تكنولوجيا الحكومات" من أجل أن تعكس تلك الجائزة نهج دولة الإمارات وتوجهاتها بتحفيز الطاقات ودعم الجهود لتأسيس جيل مستقبلي من الخدمات الحكومية التي تسهل حياة الناس وتحتفي بأفضل الحلول المبتكرة عالمياً في التطوير الحكومي.
سادسا: وحتى الشركات العائلية التي تمتلك الإمارات أبرزها وأهمها على مستوى العالم، فقد وجدت في القمة العالمية للحكومات ضالتها، لتعلن دبي عن استضافة ندوات تثقيفية ضمن فعاليات "سلسلة الحوكمة"، وذلك لتعزيز استدامة واستمرارية وتنافسية الشركات العائلية، وتقوية روابط التواصل والتفاعل بين الشركات.
وخلاصة القول في ذلك، يستطيع المرء تلخيصها بالقول: إن الإمارات تعيش حالة استثنائية ومستقرة من التعاون مع كل دول العالم، وتريدُ من الحكومات والشركات والمؤسسات الدولية المعنية، المساهمة الفعالة بخدمة الشعوب والمجتمعات في مختلف القطاعات الحيوية، والإنتاج العالمي لتحسين جودة الحياة وتوفير فرص العمل المناسبة، والاستفادة من التحولات الإماراتية الإيجابية والمشهود لها إقليمياً وعالمياً.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة