المرأة الإماراتية.. إبداع عربي على الساحة الثقافية والفنية
إماراتيات لمعت أسماؤهن في قطاعات الأدب والفكر والفن التشكيلي، بعد أن نجحن في التعبير عن ذواتهن، وعن قضايا المجتمع.
في دفتر الإبداع، خطت المرأة الإماراتية سطراً واضحاً، عبرت فيه عن مكانتها على الساحة الأدبية، فأطلت على العالمين، روائية وشاعرة وأديبة وناشرة أيضاً، لتعكس بذلك تميزها وجدارتها بما حققته من إنجازات لافتة على مدار السنوات الماضية، في ظل تشجيع ومساندة القيادة الرشيدة لها، فأضحت الأديبة الإماراتية واحدة من عيون المعروفين على الساحة الخليجية والعربية.
على الساحة الثقافية، أسماء كثيرة لا يمكن غض الطرف عنها، من اللواتي نجحن في التعبير عن ذواتهن، وقضايا المجتمع أيضاً، عبر ما قدمنه من تجارب ثقافية وإصدارات أدبية، استطاعت ان تحجز لها مكانة جيدة على رف الأدب العربي، وهو ما جعل من المرأة الإماراتية ملهمة ومحركاً فاعلاً في عملية التنمية والتطوير والحضارة، ليأتي الحصاد يانعاً وغنياً بقيمة المرأة الإماراتية للعالم.
منذ أن بزغت شمس الإمارات، والقيادة الحكيمة تسعى إلى منح المرأة الإماراتية مكانتها التي تستحقها، في كافة القطاعات، لا سيما قطاع الأدب والفكر، حيث منحتها حقها كاملاً وساوتها بالرجل في التعليم والعمل وتحمل المسؤوليات، وقد وجدت المرأة الإماراتية الروائية والشاعرة والأديبة على الساحة منذ البواكير، حيث أدركت المرأة منذ ذلك الحين أهمية وجودها على الساحة الأدبية المحلية.
أسماء كثيرة فرضت حضورها على الساحة الأدبية، من بينها الدكتورة مريم الشناصي، التي أضحت واحدة من النساء اللواتي تركن بصمة جميلة على المشهد الإبداعي، فكان لها حضور لافت في الأدب الروائي، وكذلك في ساحة الفنون الجميلة والتصوير الفوتوغرافي، وهي التي شاركت في العديد من المعارض والمهرجانات المتخصصة داخل الدولة وخارجها.
عملت الشناصي في وزارة البيئة والمياه سابقاً، كمستشارة لوزير البيئة والمياه، ثم ترقت إلى منصب المدير التنفيذي في الوزارة بدرجة وكيل وزارة مساعد، وبعدها حصلت على منصب وكيل الوزارة بالإنابة في الوزارة، وهي حاصلة على درجة الدكتوراه في ميكروبيولوجيا البيئة والغذاء من جامعة غلاسكو في بريطانيا عام 2002.
دخلت الشناصي الساحة الأدبية بقوة بعد نشرها روايتها الأولى "مذكرات فارسة عربية" التي تناولت فيها قصة امرأة في نهاية الثلاثين تقرر أن تتعلم الفروسية قبل الأربعين، وترجمت الرواية إلى اللغة المليالمية والهندية والأردية، كما نشرت أيضاً كتابها الثاني "المقصف الغذائي" وهو عبارة عن مقالات حول العادات الغذائية المختلفة في الوطن العربي وغيره، كما أطلقت في 2009 دار الياسمين للنشر والتوزيع التي تسعى من خلالها إلى تطوير قطاع النشر في الإمارات.
زمن الهمهمات
على الطرف الآخر، أطلت الكاتبة والمصورة فاطمة الجلاف، صاحبة رواية "زمن الهمهمات"، التي طرقت من خلالها أبواب المجتمع وقضاياها، بينما استطاعت عبر عدستها التقاط العديد من المشاهد الجمالية التي تمتاز بها الدولة، ووثقت من خلال صورها، مرحلة التطور التي شهدتها الجزيرة الحمراء في رأس الخيمة، حيث عكست في معرضها الأخير "10" حالة بعض الأماكن الموجودة في الجزيرة وما شهدته خلال 10 سنوات.
الجلاف التي تشغل حالياً منصب مدير إدارة الفنون الأدائية بالإنابة في هيئة الثقافة والفنون في دبي، أكدت أن يوم المرأة الإماراتية، هو عبارة عن وثيقة تشهد على ما حققته المبدعة الإماراتية من إنجازات لافتة على الأرض. تقول: "بلا شك أن هذا اليوم، يعد ترجمة للثقة التي حصلت عليها المرأة الإماراتية، حيث تتجلى فيه إبداعاتها وإنجازاتها في مختلف المجالات، التي مكنتها من أن تصبح شريكة استراتيجية في النهوض بالمجتمع والدولة".
وتشير الجلاف إلى أن تخصيص يوم للاحتفاء بالمرأة الإماراتية، فيه لفتة مهمة من القيادة الرشيدة، وتذكير بمكانتها وقيمتها في المجتمع، كما فيه إشارة إلى مساهمتها الفاعلة في مختلف جوانب التنمية في دولة الإمارات.
على الساحة الأدبية، بزغ اسم الأديبة والروائية فتحية النمر، التي تمكن شغف الكتابة منها كثيراً، فحولته إلى وقود يزودها بطاقة لا تنضب. فتحية، لمعت كثيراً بعد أن جالت بقلمها في زوايا المجتمع، وأفاضت عليه بحسها الإبداعي الذي ساعدها في صياغة أعمال جريئة تتناول الواقع المعاش. فتحية قدمت العديد من الكتب وعلى رأسها روايتها "النافذة والحجاب" التي تعد آخر إنتاجاتها، حيث نسجت فيها قصة حب انتصر لها القدر، لم تسلم من أحقاد البشر، ليدخل السحر في ثنايا تلك العلاقة الجميلة رغبةً في الرقص على أنقاضها.
بصمة لافتة
الأمر كذلك، انسحب أيضاً على الروائية نجيبة الرفاعي، صاحبة رواية "غالية"، وهي الأولى في جعبتها حيث رأت النور بعد أن عاشت أعواماً طوال في صندوق أحلامها، من خلالها استطاعت نجيبة أن تقفز من ضفة القصة إلى ضفة الرواية، لتنصب نفسها واحدة من ملكات الساحة الأدبية المحلية، ولتبدأ من بعدها مشواراً قوامه ألف ميل.
في الساحة المحلية تتعدد الأسماء المبدعة، ففي التشكيل بزغت العديد من المبدعات الإماراتيات، ممن وضعن بصمة لافتة على طريق الفن التشكيلي، من بينهن تطل الفنانة كريمة الشوملي، التي تعودت الاشتغال على فن التصوير والنحت والأعمال التركيبيّة المنضوية ضمن الفن المفاهيمي، وهي تعمل أستاذاً مساعداً في كلية الفنون الجميلة والتصميم بجامعة الشارقة.
كريمة تحمل شهادة بكالوريوس علوم إدارية وسياسية، اختصاص محاسبة واقتصاد، وحصلت في 2010 على درجة الماجتسير في الفنون الجميلة من جامعة لندن للفنون والتصميم، وفي عام 2016 حصلت على درجة الدكتوراه من جامعة كنغستون في بريطانيا بموضوع «البرقع الإماراتي من زاوية تشكيلية ثقافية»، وهي أول أطروحة دكتوراه تتناول الجماليات التشكيلية للبرقع الإماراتي، والتداعيات الحكائية والأسطورية في الثقافة الشعبية.
كريمة، تعد نجمة على ساحة الفن التشكيلي، حيث أقامت خلال مسيرتها عدداً من المعارض الفردية، من بينها معرض "الأقنعة" الذي سلطت فيه الضوء على البرقع العربي الذي استخدمته رمزاً للقناع غير المرئي.
المتابع للحركة الفنية التشكيلية لا يمكن أن يغض الطرف عن إبداعات الفنانة خلود الجابري التي طالما أكدت على أن المرأة الإماراتية لم تعد تقبل أن تكون على هامش الحياة، وأنها قادرة على تفجير ينابيع الإبداع بمجرد حصولها على حريتها، واختارت خلود طريق الفن التشكيلي ليكون وسيلتها في التعبير عن ذاتها، لتصبح لوحاتها بمثابة كتاب تروي فيه تجاربها وتفاصيل حياتها وحياة مجتمعها.
بفضل تجربتها الطويلة، أصبحت الفنانة التشكيلية الدكتورة نجاة مكي، علامة فنية مشرقة، يسطع نورها في سماء الإمارات والمنطقة العربية، وهي التي تميزت بعطائها المتواصل، وميولها نحو التجريب إلى جانب جرأتها في طرح أفكار تشكيلية جديدة، قادرة على التعبير عن نزعتها في كسر القوالب الجاهزة.
نجاة مكي، لم تكن صاحبة تجربة عادية أو مألوفة، فقد استطاعت من خلال أدواتها وأعمالها الفنية أن تضيف معياراً جديداً للفن التشكيلي المحلي والخليجي والدولي، فباتت النحاتة د. نجاة مكي، واحدة من أهم رموز الحركة التشكيلية في الإمارات، ليس فقط على مستوى الإنتاج الفني بل على مستوى الحضور الفكري والثقافي والإنساني، بسبب نشاطها المستمر ومشاركاتها النشطة في الفعاليات التشكيلية الخليجية والعربية والعالمية.