شراكة إماراتية أممية لبناء قدرات المرأة العربية عسكريا
المذكرة تهدف إلى بناء وتطوير قدرات المرأة العربية في مجال العمل العسكري وحفظ السلام، تحت رعاية الشيخة فاطمة بنت مبارك.
شهد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، على هامش زيارته إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، مراسم التوقيع على مذكرة تفاهم بين كل من وزارة الدفاع والاتحاد النسائي العام وهيئة الأمم المتحدة للمرأة.
- ميرفت التلاوي لـ"العين الإخبارية": وضع المرأة العربية في تقدم ملحوظ
- الإمارات تستضيف ملتقى مجلس المرأة العربية 12 نوفمبر
وتهدف المذكرة إلى بناء وتطوير قدرات المرأة العربية في مجال العمل العسكري وحفظ السلام، وهي المذكرة التي تم التوصل إليها تحت رعاية الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الإمارات"، وبفضل جهود مكتب الاتصال التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة لمنطقة الخليج في دولة الإمارات.
أٌقيمت احتفالية التوقيع على مذكرة التفاهم بمقر بعثة دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة في نيويورك، حيث وقع على المذكرة اللواء الركن طيار عبد الله الهاشمي، الوكيل المساعد بوزارة الدفاع لشؤون الخدمات المساندة، ونورة السويدي، المدير العام للاتحاد النسائي العام، وفومزيلي ملامبو-نغكوكا، وكيلة الأمين العام والمديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة.
كما حضر الاحتفالية ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي بالإمارات، والدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة، والسفيرة لانا زكي نسيبة، المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، والدكتورة موزة الشحي، مديرة مكتب اتصال هيئة الأمم المتحدة للمرأة بدولة الإمارات.
وسيبدأ برنامج تدريب المرأة العربية على العمل العسكري وحفظ السلام خلال شهر يناير القادم، والذي سيشمل إقامة دورة تدريبية عسكرية أساسية مدتها 3 أشهر للنساء المدنيات تليها دورة تدريبية في مجال حفظ السلام مدتها أسبوعان.
وسيسهم هذا البرنامج في إعداد ضابطات الجيش للعمل في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، وزيادة عدد النساء المؤهلات للعمل كضابطات في الجيش، وإنشاء شبكات تواصل بين النساء المهتمات بالعمل في المجال العسكري وحفظ السلام، والنهوض بالأهداف الاستراتيجية لقرار مجلس الأمن رقم 1325 والتركيز بشكل خاص على أهمية بناء القدرات والتدريب.
وبهذه المناسبة، قال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، إن التوقيع على مذكرة التفاهم يمثل لحظة تاريخية في تاريخ الشراكة الممتد بين دولة الإمارات وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وإن دولة الإمارات ستواصل الدعوة إلى التمكين الكامل للمرأة تحت رعاية الشيخة فاطمة بنت مبارك، وستعمل جنباً إلى جنب مع وزارة الدفاع بدولة الإمارات والاتحاد النسائي العام وشركائنا في هيئة الأمم المتحدة للمرأة لضمان حصول النساء في المنطقة وجميع أنحاء العالم على التدريب الذي يحتاجونه للعمل في القطاع الأمني.
وأضاف أن عمل النساء في القطاع الأمني سيزيد من فعالية عمليات هذا القطاع وسيعزز السلام والاستقرار على مستوى العالم.. وتلتزم دولة الإمارات بالنهوض بجدول أعمال المرأة والسلام والأمن وتعزيز مبادئ قرار مجلس الأمن 1325 في الداخل والخارج وتأمل أن يكون هذا البرنامج التدريبي بمثابة أحد المبادرات العديدة المُقبلة التي تهدف إلى دعم جدول أعمال المرأة والسلام والأمن.
من جانبه، صرح اللواء عبد الله الهاشمي بأن دولة الإمارات تلتزم بتزويد النساء بالمهارات اللازمة ليتمكن من المساهمة في تحقيق السلام والأمن العالميين بدءاً من الدفاع عن مصالح الإمارات وانتهاءً بتقديم المساعدات الإنسانية أثناء الأزمات.. ولذلك ستقود وزارة الدفاع عملية التدريب في المجالين العسكري وحفظ السلام بأكاديمية خولة بنت الأزور العسكرية للنساء والتي تتلقى النساء فيها التدريب العسكري منذ 27 عاماً.
تجدر الإشارة إلى أن أكاديمية خولة بنت الأزور العسكرية التي تأسست عام 1991 بتوجيهٍ من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، تُعد أول أكاديمية من نوعها مُخصصة لتدريب النساء على العمل العسكري.
ومن جانبها، قالت نورة السويدي، إن الاتحاد النسائي العام يقود منذ عام 1975 الجهود الوطنية لتمكين المرأة تحت رعاية الشيخة فاطمة بنت مبارك، ونحن نؤمن بأن هذه الجهود يجب أن تشمل تمكين النساء في جميع القطاعات بما في ذلك القطاع الأمني، حيث تقدم النساء بصورة يومية مساهمات حقيقية وملموسة في الحفاظ على سلامة العائلات والمجتمعات.
وبدورها، أكدت السفيرة لانا نسيبة أن دولة الإمارات ستواصل النهوض بدور المرأة في جميع جوانب السلامة والأمن لإيمانها بأن تمثيل المرأة في كافة نواحي المجتمع -وخصوصاً كقائدات وصانعات قرار- سيجعل مجتمعاتنا أكثر تسامحاً وازدهاراً واستقراراً.. وأن بناء قدرات المرأة لتمكينها من الانضمام إلى القطاع الأمني بصفتها الوطنية وتزويدها بالتدريب اللازم للمشاركة في مهام حفظ السلام ليس فقط تصرفاً صحيحاً ينبغي علينا القيام به بل هو أيضاً تصرف ذكي.
ومن ناحيتها، قالت السيدة فومزيلي ملامبو-نغكوكا: "لقد عرفنا منذ زمن طويل أن النساء العاملات في مجال حفظ السلام يُضفن قيمة هائلة إلى فعالية عمليات حفظ السلام.. ويدعو قرار مجلس الأمن رقم 2242 الدول الأعضاء إلى زيادة مشاركة النساء كأفراد نظاميين في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام بحلول عام 2020.. وتُعد الشراكات والمبادرات المبتكرة في هذا المجال مثل المبادرة التي تم توقيعها اليوم عنصراً أساسياً في تحقيق هذا الهدف".
ومن جانبها، قالت الدكتورة موزة الشحي، إنه يسعدنا أن يكون هذا التعاون بين دولة الإمارات وهيئة الأمم المتحدة للمرأة هو أول مشروع يتم على نطاق عالمي واستراتيجي تحت قيادة مكتب اتصال هيئة الأمم المتحدة للمرأة في دولة الإمارات.
كما نتطلع للعمل مع وزارة الدفاع والاتحاد النسائي العام ومع شركائنا في حكومة دولة الإمارات لتطوير هذا البرنامج ليصبح شراكة استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى زيادة عدد النساء العاملات في المجال العسكري وعمليات حفظ السلام.. وبالعمل معاً نستطيع مواجهة القضية العالمية.
الجدير بالذكر أن هناك تاريخا طويلا من الشراكات بين دولة الإمارات وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، حيث كانت دولة الإمارات في طليعة الدول الداعمة والمساهمة في هيئة الأمم المتحدة للمرأة منذ إنشائها في عام 2010.
كما شغلت دولة الإمارات عضوية المجلس التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة خلال الأعوام من 2013 إلى 2018 وشغلت منصب نائب رئيس مجموعة آسيا والمحيط الهادئ ورئاسة المكتب خلال هذه الفترة.. وتم افتتاح مكتب اتصال هيئة الأمم المتحدة للمرأة في أبوظبي خلال عام 2016 من أجل مساعدة حملة الأمم المتحدة لدعم المرأة في المنطقة ودفع جهود الشراكة.