كيف ظهر دوري أبطال أوروبا إلى النور؟
تعود عجلة دوري أبطال أوروبا للدوران، بانطلاق الجولة الخامسة من دور المجموعات هذا الموسم، مساء الثلاثاء.
ولبطولة دوري أبطال أوروبا مكانة خاصة في قلوب جماهير كرة القدم حول العالم وليس في القارة العجوز فقط، فهي "الحدث الأهم" كما يتم وصفها في النشيد الرسمي الخاص بها.
وفي الوقت الذي ننتظر فيه عودة ليالي الأبطال يمكن للبعض أن يتساءل.. من أين أتت فكرة تلك البطولة؟.
محاولات إقليمية
شهد عام 1895 أول مباراة بين بطلين لدولتين في أوروبا، وجمع بين سندرلاند، بطل إنجلترا، أمام هارت أوف ميدلوثيان، بطل اسكتلندا، وانتهى بفوز الأول 5-3، فيما يشبه مباراة سوبر بين بلدين، لكن هذه البطولة لم تتصف بالاستمرارية.
وبعد سنوات قليلة ظهرت فكرة مشابهة في الإمبراطورية النمساوية-المجرية، وانطلقت هناك مسابقة "كأس التحدي"، التي استمرت حتى 1911، ثم تحولت إلى "كأس ميتروبا" أو بطولة وسط أوروبا، التي ظهرت للنور عام 1927.
كانت بطولة وسط أوروبا تجمع الأندية أبطال الدوري في دول إمبراطورية تضم النمسا والمجر والتشيك وسلوفاكيا حاليا، وأحيانا يتم إشراك الأندية الوصيفة أو أبطال الكؤوس، وشارك فيها أيضا أندية من إيطاليا ورومانيا ويوغوسلافيا.
وفي 1930 لعبت نسخة واحدة من بطولة مشابهة هي "كأس الأمم"، ويصفها البعض بالمحاولة الأولى لتأسيس بطولة كبرى للأندية الأوروبية، حيث جمعت أبطال 10 دول مختلفة من جميع أنحاء القارة العجوز، لكن التوترات السياسية وقتها حالت دون استكمالها.
كذلك فإن الدول الأوروبية اللاتينية -فرنسا وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال- أسست فيما بينها بطولة لأنديتها الأبطال أطلق عليها اسم "الكأس اللاتينية"، وكان ذلك في عام 1949.
التأثير اللاتيني
بعد أن انتهت الحرب العالمية الثانية (1950) وهدأت الأوضاع في القارة العجوز، تأسس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" في منتصف عام 1954 في مدينة بازل السويسرية، بعد التشاور بين الاتحادات الإيطالية والفرنسية والبلجيكية، وبات هذا الكيان يضم حاليا 55 عضوا من دول القارة.
ولكن قبل سنوات من تأسيس الاتحاد، كانت فكرة تأسيس بطولة لأبطال أوروبا تجول في عقل الكثيرين، على رأسهم جابرييل هانوت، المحرر في صحيفة "ليكيب" الفرنسية، الذي يبدو أنه لم يكن مقتنعا بأهمية البطولات الإقليمية السابق ذكرها.
هانوت كان معجبا ببطولة أمريكا الجنوبية للأبطال، التي أقيمت عام 1948 في تشيلي كأول بطولة مجمعة للأندية الأبطال في دول أمريكا اللاتينية، والتي تعد نواة بطولة كوبا ليبرتادوريس الحالية، التي ظهرت عام 1960.
وبالرغم من أن فكرة دوري الأبطال الأوروبي مستوحاة من أمريكا الجنوبية، حسب ما أكده جاك فيران أحد مؤسسيه، إلا أن اليويفا سبق نظيره "كونميبول" بـ5 سنوات، وأطلق بطولته الكبرى للأندية عام 1955 تحت مسمى "الكأس الأوروبية"، والتي تحولت في عام 1992 إلى المسمى الحالي، بعد إجراء تغييرات كبيرة في نظام المسابقة.
جدير بالذكر أن بعض المسابقات الإقليمية الأوروبية استمرت لسنوات قليلة بعد انطلاق دوري الأبطال، أبرزها الكأس اللاتينية التي استمرت حتى 1957، وبطولة وسط أوروبا التي انتهت في 1960.