كيف تحول دوري أبطال أوروبا إلى أهم بطولة في العالم؟
بقيت بطولة أوروبا للأندية أبطال الدوري، حتى مطلع التسعينيات من القرن الماضي بطولة مهمة لكنها لم تكن بنفس الأهمية التي هي عليها الآن.
البطولة تغير اسمها من بطولة رابطة الأندية إلى دوري أبطال أوروبا في 1992، ومع زيادة العوائد المالية وعدد الرعاة وحرص أهم نجوم العالم على التتويج بالكأس "ذات الأذنين"، باتت بطولة كرة القدم الأهم في العالم.
البطولة تحولت للمقياس الأهم وأحياناً الأوحد على نجاح مدرب أو لاعب، رغم حقيقة أن دوري الأبطال تبقى في النهاية بطولة خروج مغلوب، وليست بطولة دوري أعدل في الحكم.
وتعيش البطولة في أبهى فتراتها حاليا مع اهتمام معظم أندية أوروبا للمشاركة في المنافسات، لاسيما وأنها تعد بطولة كرة القدم الأقوى والأشهر في الوقت الراهن.
لماذا حدث هذا التحول؟
في 1992 حاول الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" تحدي هيمنة نظيره الدولي ببطولة يستغل فيها صفوة أندية العالم وصفوة نجوم العالم في البطولة، من أمريكا الجنوبية وأفريقيا وبقية القارات.
وبالفعل نجح اليويفا في جلب رجال الأعمال والرعاة، مما منح الأندية المشاركة والفائزة امتيازات مالية غير موجودة في أي بطولة أخرى، بالإضافة للمكاسب المالية القادمة من حقوق البث التليفزيوني، وعام تلو آخر، باتت البطولة الحدث الأهم.
ولقد أثر هذا الأمر على بطولات اليويفا الأخرى نفسها مثل اليوروبا ليج، التي كانت في الماضي من أهم وأنجح البطولات، قبل أن تتحول لبطولة لا أحد يريد المشاركة بها ولا يهتم بخسارتها.
هناك عوامل أخرى اعتمد عليها اليويفا لم تكن موجودة في الأنظمة السابقة للبطولة، وهي مشاركة أكثر من فريق من بلد واحد.
فكرة أن يلتقي فريقان من نفس البلد في بطولة أوروبا كان أمراً نادراً ويحدث بظروف محددة، لكن في الوقت الحالي بات أمراً معتاداً، حتى أن دوري أبطال أوروبا في المباراة النهائية جمعت بين فريقين من بلد واحد، أكثر من مرة في أعوام 2000 و2003 و2008 و2013 و2014 و2016 و2019.
تلك النوعية من المواجهات زادت، وتزيد الاهتمام الإعلامي والجماهيري بالحدث، وحتى على مستوى اللاعبين.
الإيرادات
أما العنصر الرئيسي الأكبر في هذا الاهتمام بالطبع "العوائد المالية"، في نسخة 2019/2020 حصل البطل بايرن ميونيخ على 19 مليون يورو كونه بطل المسابقة.
الوصيف باريس سان جيرمان الفرنسي حاز على 15 مليون يورو، بينما قيمة الفوز في مباراة واحدة بمجموعات دوري أبطال أوروبا قرابة 3 ملايين يورو، والتعادل بـ900 ألف يورو.
التأهل لنصف النهائي بـ12 مليون يورو، وربع النهائي 10.5 مليون يورو وثمن النهائي بـ9 ملايين و500 ألف يورو.
حتى الأدوار التمهيدية، فالمشاركة في الدور التمهيدي الأول بـ230 ألف يورو والتمهيدي الثاني 280 ألف يورو، والثالث 380 ألف يورو والرابع المؤهل للمجموعات 480 ألف يورو، بينما قيمة مرحلة المجموعات 15 مليونا و250 ألف يورو.
من لم يحقق دوري الأبطال؟
منذ منتصف العقد الأول من الألفية تحول عدم التتويج بدوري أبطال أوروبا بمثابة أزمة للأندية وللاعبين وللمدربين.
جوزيه مورينيو مدرب توتنهام الحالي وتشيلسي السابق، صرح في إبان توليه تدريب البلوز خلال فترة الولاية الأولى بأن عدم التتويج بدوري أبطال أوروبا لا يجعل المدرب عظيماً.
بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي الحالي وبايرن ميونيخ السابق، اتهم بالفشل لعدم قيادته بايرن وسيتي للقب الذي توج به في مناسبتين مع برشلونة.
فترات تدريب فابيو كابيلو ومورينيو لريال مدريد اتهمت بالفشل لأنها لم تشهد إحراز "ذات الأذنين".
زلاتان إبراهيموفيتش وتيري هنري انتقلا لبرشلونة الإسباني لإحراز دوري أبطال أوروبا، ومثلهما سيسك فابريجاس حين قام بنفس الخطوة في 2011، بغض النظر عمن فاز بها ومن لم يحققها.
جائزة أفضل لاعبي العالم فاز بها بطل دوري أبطال أوروبا في أعوام 2007 ريكاردو كاكا، و2008 و2014 و2016 و2017 كريستيانو رونالدو، ولوكا مودريتش في 2018 وليونيل ميسي في 2009 و2011 و2015.
يقول سيمون تشادويك، مدير مركز الأعمال الدولي الرياضي "CIBS" إن دوري أبطال أوروبا باتت في العقود الأخيرة حدثا استثنائيا، أصبحت ظاهرة رياضية".
العوائد المالية لدوري أبطال أوروبا من البث التليفزيوني والتي يقوم اليويفا بتوزيعها بناء على حصة كل اتحاد وطني، بناء على شعبية كل فريق مشارك في البطولة.
يحصل أي فريق في إنجلترا على أكثر من 60 مليون يورو فقط من حقوق البث، برشلونة يحصل على 24.6 مليون يورو بينما ريال مدريد أقل من 20 مليون يورو.
كما أن التتويج بدوري أبطال أوروبا يمنح الأندية الفائزة زيادة غير عادية في الحصة أيضاً.
aXA6IDMuMTQwLjE5OC4yMDEg جزيرة ام اند امز