كأس أمم أوروبا.. لماذا تأخر الحلم أكثر من 30 عاما؟
رغم أن أوروبا كانت صاحبة الريادة في كرة القدم العالمية على مستوى القارات، فيما يخص كرة القدم، فإن هذا لم يكن الوضع في القارة العجوز.
كأس أمم أوروبا كانت رابع بطولة قارية تنطلق في العالم، بعد كأس أمريكا الجنوبية للمنتخبات (كوبا أمريكا) وأمم أفريقيا وأمم آسيا.
من أوروبا انطلقت فكرة البطولة الدولية الكبرى والأهم تاريخيا؛ كأس العالم، لكنها بقيت متأخرة فيما يخص كأس الأمم، وليبقى السؤال لماذا تأخرت كل ذلك؟.
فكرة قديمة
كأس أمم أوروبا في الأصل فكرة قديمة، بل أقدم من كأس أمم أفريقيا نفسها، وتعود إلى عشرينيات القرن الماضي، حين اقترحها الفرنسي هنري ديلانوي، السكرتير العام الأول في تاريخ الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا".
ديلانوي اقترح فكرة إقامة اليورو عام 1927 ولكن اليويفا لم ينظر إليها إلا عام 1957، تحديدا بعد سنتين من وفاته، وتقرر إطلاق النسخة الأولى من البطولة في 1960 والتي حملت اسمه، ليتأخر حلمه 33 عاما كاملة.
كأس أمم أوروبا انطلقت بعد 44 عاما من كوبا أمريكا، وبعد 4 سنوات من بطولتي أمم أفريقيا وأمم آسيا.
لكن ما السبب؟
لا يمكن إنكار حقيقة أن قيام الحروب العالمية في قارة أوروبا، في خلال الـ5 عقود الأولى من القرن العشرين، كان لها دورا كبيرا في تأجيل انطلاق هذا الحدث.
الحرب العالمية الأولى استمرت بين عامي 1914 و1918، ثم الثانية امتدت 6 سنوات كاملة من 1939 وحتى 1945.
لم يكن منطقياً أن تنظم بطولة بين منتخبات القارة العجوز في تلك السنوات العصيبة، وحتى كأس العالم في تلك الفترة تأجلت مرتين، تحديدا نسختي 1942 و1946.
الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" نفسه أنشىء في 1954، بالتشاور بين بلدان سويسرا وإيطاليا وبلجيكا وفرنسا، وبحضور 25 اتحادا تأسيسيا.
تلك الفترة جاءت بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بـ9 سنوات، وبمرور الوقت تطور اليويفا وزاد عدد أعضائه إلى 51 عضوا بنهاية التسعينيات.