تحالف الإرهاب والدم.. كيف موّل داعش منفذي مجزرة أوغندا؟
بمداد الدم كتبت مدرسة أوغندية قبل أيام أسوأ أحداثها بمقتل 37 من تلاميذها في هجوم مروع شكل أبشع نتاج لتحالف الإرهاب والمال.
37 تلميذا من بين 42 شخصا، قتلوا جميعهم في الهجوم الذي استهدف مدرسة لوبيريها الثانوية بمدينة مبوندوي الواقعة بمنطقة نائية غرب أوغندا في ساعة متأخرة من الجمعة الماضي.
مجزرة بشعة يقف وراءها متمردون أوغنديون ينضوون تحت ما يسمى بـ"القوات الديمقراطية المتحالفة"، الفصيل الموالي لداعش، والناشط على الحدود مع الكونغو الديمقراطية المجاورة.
وهؤلاء المتمردون ركزوا بالسنوات الأخيرة هجماتهم شرقي الكونغو الديمقراطية، هناك حيث يستغلون نفوذهم وقوة السلاح للسيطرة على بعض الموارد الطبيعية، خصوصا في منطقة بيني الغنية بالمعادن والثروات.
ولذلك، شكلت المذبحة الأخيرة مفاجأة حتى بالنسبة للجيش الأوغندي نفسه، والذي يقود منذ سنوات عملية عسكرية مشتركة مع نظيره الكونغولي لمطاردة المتمردين على الحدود بين البلدين.
لكن المليشيات فاجأت الجميع بالضرب في معقلها الأصلي (غرب أوغندا)، معولة في ذلك على عنصر المباغتة من جهة، ولكن الأهم على تمويل تحصل عليه من تنظيم داعش.
مخطط معقد
تقرير أممي لم ينشر بعد أكد أن المليشيات التي نفذت مجزرة أوغندا تلقّت تمويلا من تنظيم داعش، حيث كشف خبراء الأمم المتحدة المعنيون بالوضع في الكونغو الديمقراطية الروابط المالية الضبابية بين الجماعتين المتطرفتين.
والتقرير المتوقع نشره في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، يذكر أن "داعش قدم دعما ماليا للقوات الديمقراطية المتحالفة منذ عام 2019 على الأقل من خلال مخطط مالي معقد يشارك فيه أفراد في عدد من دول القارة، انطلاقًا من الصومال ومرورًا بجنوب أفريقيا وكينيا وأوغندا".
وأضاف أن الأدلة تأتي من وثائق وشهادات.
وارتبطت القوات الديمقراطية المتحالفة تاريخيًا بمتمردين أوغنديين غالبيتهم من المعارضين للرئيس يوري موسيفيني ورسخت وجودها في شرق الكونغو الديمقراطية في منتصف التسعينيات.
وهكذا صارت واحدة من عشرات المجموعات الخارجة عن القانون في المنطقة المضطربة، لكنها تحولت في عام 2017 نحو التطرف وبايعت تنظيم داعش الذي يصفها بأنها فرعه الإقليمي تحت مسمى "ولاية وسط أفريقيا".
وفي مارس/آذار 2021، أدرجت الولايات المتحدة القوات الديمقراطية المتحالفة على قائمتها "للجماعات الإرهابية" التابعة لتنظيم داعش.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021، عبّرت القوات الأوغندية إلى شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية وانضمت إلى القوات الكونغولية في شنّ حملة على القوات الديمقراطية المتحالفة بعد سلسلة من التفجيرات في العاصمة الأوغندية كمبالا.
صدى للتوسع
تقرير الأمم المتحدة الحديث يقول أيضا إنّ القوات الديمقراطية المتحالفة "أرسلت مقاتلين ومتعاونين في مهام استطلاعية" سعيًا للتوسع خارج مقاطعتي كيفو الشمالية وإيتوري.
ويضيف أن الجماعة "سعت إلى التجنيد وتنفيذ هجمات في كينشاسا وكذلك في مقاطعات تشوبو وهوت-أويلي وكيفو الجنوبية".
ووقع الهجوم في أوغندا على بُعد أقل من كيلومترين من الحدود مع الكونغو الديموقراطية، وقال مسؤولون إن 37 طالبا في مدرسة لوبيريها الثانوية قضوا 17 حرقًا فيما قُتلت 20 طالبة ضربًا بالمناجل حتى الموت.
وقال الميجر جنرال ديك أولوم الذي يقود الجانب الأوغندي من العملية ضدّ المتمرّدين في الكونغو الديمقراطية لفرانس برس إن المعلومات الاستخباراتية أشارت إلى أنّ القوات الديمقراطية المتحالفة كانت في المنطقة قبل يومين على الأقل من الهجوم.
وأضاف أنّهم كانوا على ما يبدو في مهمة استكشافية للتخطيط لمداهمة المدرسة.
وفي يونيو/حزيران 1998، قضى 80 طالبًا حرقًا في مهاجعهم لدى مداهمة المتمردين معهد كيشوامبا المهني القريب من الحدود الأوغندية مع الكونغو الديمقراطية.