مناطيد التجسس.. الصين تفتح شهية بريطانيا
جدد المنطاد الصيني الذي أسقطته الولايات المتحدة على أراضيها، الاهتمام بهذا النوع من أدوات التجسس التي تحلق على ارتفاعات عالية.
أحدث هذه الدول هي بريطانيا التي تدرس شراء أسطول من مناطيد التجسس القادرة على التحليق على ارتفاعات عالية فوق دول معادية، حيث وقعت صفقة أبحاث مناطيد مع شركة أمريكية العام الماضي بقيمة 120 مليون دولار، وفقا لصحيفة "التايمز" البريطانية.
هذه التكنولوجيا التي يجري تطويرها لصالح وزارة الدفاع البريطانية تأتي ضمن برنامج يحمل اسم "إيثر"، والذي يرمز للسماء العليا اللامعة في الأساطير اليونانية. وستتمكن المناطيد الجديدة من التحليق على ارتفاعات تتراوح بين 16 و32 كيلومترا، ما يعني أنها أقل عرضة للضرر بسبب الاضطرابات الجوية.
وعقب التجارب التي أجريت على المناطيد في صحراء "أريزونا" الأمريكية خريف العام الماضي، أكدت الوزارة اهتمامها بشراء المناطيد.
ويشير روس كوربيت، من "مجموعة القدرات المستقبلية" التابعة لجناح المشتريات في الوزارة، إلى أن المستويات المنخفضة من الاضطرابات الجوية في طبقة "الستراتوسفير" تتيح لمناطيد الاستطلاع الطيران بشكل أكثر ثباتًا فوق الهدف.
وقال: "استغلال هذه الطبقة بنجاح يعني فوائد محتملة ضخمة، لكن لا يزال هناك الكثير مما ينبغي علينا معرفته في إدارة المناطيد في تلك الطبقة، خاصة لفترات طويلة من الزمن".
وأوضحت أن الشركة الأمريكية التي تتعاون مع الحكومة البريطانية في البرنامج هي شركة "سييرا نيفادا"، التي نجحت في اختبار منطاد أقلع من جنوب غرب ولاية أريزونا قبل توجهه إلى عدد من الولايات الأخرى في رحلة تجريبية لمدة 60 يومًا هذا العام.
وتستُخدم المناطيد في الحروب منذ عصر نابليون، لكنها لم تعد شائعة بعد اختراع الطائرات، إلا أنها عادت إلى دائرة الضوء مجددا بفضل قدراتها العسكرية، بعد تحليق منطاد صيني فوق مواقع عسكرية أمريكية حساسة الشهر الماضي.
واكتشف المنطاد، الذي يعمل بألواح شمسية ومزود بهوائيات تسمح له باعتراض الاتصالات الحساسة، فوق صوامع الصواريخ النووية الأمريكية في ولاية مونتانا الغربية.
وأسقطت طائرة مقاتلة من طراز إف-22 المنطاد بصاروخ "سايدونار" أثناء تحليقه فوق المحيط الأطلسي، على الرغم من تأكيد بكين أن المنطاد كان جهازا لرصد الطقس انحرف عن مساره.
يشار إلى أن الولايات المتحدة تمتلك مناطيد تجسس وتدير برنامجًا سريًا يسمى "كولد ستار" اختبر 25 منطادا عبر البراري في ولاية ساوث داكوتا في الغرب الأوسط عام 2019.