ضربة لـ«الخصم».. هل أنقذت حرب غزة سوناك من «طوفان العمال»؟
هل أنقذت غزة ريشي سوناك من هزيمة أكثر سوءا بالانتخابات المحلية؟ الإجابة: نعم.. رد مربك في ضوء موقف حكومته الداعم لإسرائيل، لكنه واقعي.
على الرغم من أن حزب العمال المعارض في طريقه لإلحاق خسائر تصل إلى 500 مقعد بحزب المحافظين الحاكم، إلا أن هزيمة حزب سوناك كانت من الممكن أن تكون أسوأ، لولا تصويت عقابي ضد مرشحي العمال في بعض المناطق، بسبب موقف زعيم المعارضة كير ستارمر من الحرب على غزة.
- سوناك في «خطر».. وعين «العمال» على «داوننغ ستريت»
- انتخابات محلية في بريطانيا.. مصير سوناك معلق على «500»
ووفق صحيفة إندبندنت البريطانية، يبدو أن موقف حزب العمال من الحرب الإسرائيلية على غزة قد كلفته بقيادة كير ستارمر خسارة عدد من المقاعد في الانتخابات المحلية.
وفي حين أن حزب العمال فاز بالفعل بـ20 مجلسًا من أصل 38، انتهت عملية عد الأصوات فيها أمس، وكسب 4 آخرون بحلول منتصف يوم الجمعة، مع وجود 69 مجلسًا لم يعلن الحزب فوزه بها بعد، كانت هناك دلائل على أن موقف ستارمر من غزة عاق صعود حزبه في بعض المناطق.
وكان أبرز تجليات ذلك أن حزب العمال خسر أغلبيته التي حافظ عليها طوال 13 عاما مضت، في منطقة أولدهام.
وكان هامش أغلبية الحزب في أولدهام تقلص بالفعل إلى مقعد واحد فقط قبل الانتخابات المحلية أمس، نتيجة انشقاق اثنين من أعضاء الحزب الشهر الماضي، وكلاهما اتهم ستارمر بعدم القيام بما يكفي لإدانة أفعال إسرائيل في غزة.
وصباح اليوم الجمعة، أصبح من الواضح أن الأغلبية الضئيلة لحزب العمال في مدينة مانشستر الكبرى، انهارت، إثر خسارة مقاعد رئيسية، جراء موقف ستارمر من غزة.
واعترف منسق الحملة الوطنية لحزب العمال بات ماك فادن، بأن غزة كانت ”عاملاً في بعض الأماكن“، قائلاً إنه مع ”مقتل الكثير من الأبرياء، لست مندهشًا من أن الناس لديهم مشاعر قوية تجاه ذلك“.
لكنه أضاف أن ”عوامل محلية للغاية“ لعبت دورًا في أولدهام. في حين ألقت رئيسة المجلس المحلي في المنطقة، أروج شاه، باللوم على ”13 عامًا من التقشف“ و”السياسة السامة المثيرة للانقسام“ في المنطقة، وهي أمور سبقت اندلاع الصراع الأخير في غزة.
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت الخسارة مرتبطة بموقف ستارمر من الصراع في غزة، قالت شاه لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): ”لا أعتقد أن هذا تصريح منصف، بالنظر إلى أن قضية غزة كانت على مدى العام الماضي، ولكن ما رأيناه في أولدهام أطول من ذلك بكثير.. ما مررنا به هو 13 عامًا من التقشف وكان ذلك صعبًا للغاية“.
تقدم الخضر
ولكن كانت هناك دلائل على أن موقف حزب العمال الذي شهد العديد من الانشقاقات منذ أكتوبر/تشرين الأول، بما في ذلك خسارة 11 عضوًا في مجلس مدينة بيرنلي في نوفمبر/تشرين الثاني، من حرب غزة، كان له تأثيره في أماكن أخرى، إذ اكتسح مرشحو حزب الخضر والمرشحون المستقلون أصوات حزب العمال، وفق صحيفة إندبندنت.
وانتخبت نيوكاسل أول عضوين بلدية من حزب الخضر لأول مرة على الإطلاق، إذ احتل العضوان مقعدين في مجلس المنطقة الذي يسيطر عليه حزب العمال.
بينما خسر حزب العمال في بولتون مقعدين، في حين فاز الخضر أيضًا بأول مقعد لهم في المنطقة، وحقق المستقلون مكاسب.
وقال زعيم حزب العمال في مجلس بولتون، نيك بيل: ”كنتيجة مباشرة للأزمة الإنسانية المستمرة في فلسطين فإن العديد من الناخبين من جنوب آسيا لم يدعموا حزب العمال أو المحافظين“.
وقال بيل إنه "على الرغم من دعوته لوقف إطلاق النار في غزة، فإن الجمهور قد أعرب عن غضب حقيقي من موقف حزب العمال".
فرصة ضائعة
وفي منطقة "ويست ميدلاندز" التي كان يمكن أن تؤدي خسارة حزب المحافظين لقيادتها، لتهديد بقاء ريشي سوناك رئيسا للوزراء، نظرا لأهمية المنطقة للمحافظين، يبدو أن عمدة المدينة المحافظ آندي ستريت في طريقه للفوز بولاية ثالثة، بفضل غزة أيضا.
ونقلت صحيفة إندبندنت عن أحد مصادر حزب العمال في برمنغهام، قوله إن قضية غزة كلفت الحزب الفوز في انتخابات عمدة ويست ميدلاندز الرئيسية.
ونقل كاتب العمود في صحيفة التايمز باتريك ماغواير عن مصدر آخر قوله: ”لقد تغلبنا عليه [آندي ستريت] قبل الانتخابات، لكن أصوات المسلمين انشقت لصالح المرشح المستقل، أحمد يعقوب“، بسبب موقف الحزب من حرب غزة.
توابع النتائج
بدوره، قال كريس هوبكنز، مدير الأبحاث السياسية في شركة "سافانتا" لاستطلاعات الرأي، إن حزب العمال ”حقق مجموعة قوية من الانتصارات في الانتخابات المحلية حتى الآن“.
لكنه حذر من أن الحزب "قد يخسر المزيد من المقاعد في غزة مع وجود مجالس مثل بيرنلي وبرادفورد لم تعلن عن نتائجها كاملة بعد".
وفي معرض إشارته إلى أن ”الخضر ربما يتجهون لتحقيق أفضل أداء لهم حتى الآن في الانتخابات المحلية“، رأى خبير استطلاعات الرأي، جون كيرتس، أن النتائج أظهرت ”احتمال وجود معركة بين حزب العمال والخضر“ على الناخبين التقدميين أو اليساريين، في الانتخابات العامة المقررة العام المقبل.