الأسلحة الأمريكية تتدفق على كييف.. وقود يؤجج الحرب؟
شحنات أسلحة أمريكية تتدفق على الجبهات الأوكرانية، في ظاهرها دعم سرعان ما تحول إلى وقود يؤجج المعارك ويطيل أمد حرب تنذر بالتوسع.
مساعدات عسكرية دخلت على خط النزاع منذ بدايته، في محاولة لإسناد كييف وتحقيق تقدمها أمام القوات الروسية، لكن ومع استمرار الصراع دون بوادر نهاية، تكتسب الشحنات دورا يمضي عكس المزاج العالمي وآمال وضع نقطة النهاية.
ومع أن واشنطن أكدت مرارا -كما الغرب عموما- أنها انتقائية في الأسلحة والمعدات العسكرية التي ترسلها إلى كييف مخافة التصعيد وتوسيع نطاق الحرب، إلا أن ما عبر الحدود نحو شرقي أوروبا يبدو كافيا لاستمرار النزاع لأكثر من 10 أشهر، وتعطيل الحل السياسي.
لكن واشنطن تصر على أن ما ترسله لكييف لا يتجاوز حدود دعم قدراتها الدفاعية، وأنها رفضت في المقابل تزويدها بالمزيد من الأسلحة، مستشهدة بقرار تزويد أوكرانيا الأخير بصواريخ باتريوت.
وتعتبر واشنطن أنه بعد أن أثمرت زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مؤخرا، عن قرار بتزويد كييف بصواريخ باتريوت منظومة الدفاع الصاروخي الأكثر تطورا في الترسانة الأمريكية، إلا أن إدارة جو بايدن رفضت في المقابل تزويدها بالمزيد من الأسلحة.
وتطالب أوكرانيا بأسلحة نوعية تعتبر أنها قادرة على إحداث الفرق على الأرض، من ذلك صواريخ أتاكمز بعيدة المدى، ودبابات أبرامز الأمريكية.
"برادلي" على الخط
على خط الحرب، تعتزم مركبات المشاة القتالية الأمريكية من طراز "برادلي" الدخول قريبا في أوكرانيا، حيث تنوي الولايات المتحدة تسليمها لكييف، بالتزامن مع تسليم ألمانيا مركبات من طراز "ماردر".
ووفق بيان مشترك صادر عن البيت الأبيض والمستشارية في برلين، تعهدت ألمانيا التي تواجه ضغوطات دولية لتعزيز مساعداتها العسكرية إلى أوكرانيا، بتزويد الأخيرة بمنظومة دفاع جوي من طراز "باتريوت"، في خطوة على طريق واشنطن.
وبحسب البيان، جاء الإعلان عن الإمدادات الجديدة عقب مكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتز، أعرب خلالها الجانبان عن "عزمهما المشترك".
وتضاف وعود واشنطن وبرلين إلى تعهد فرنسي، الأربعاء، بتسليم أوكرانيا دبابات قتالية خفيفة من نوع "AMX-10 RC"، في وقت يؤكد فيه جميع الحلفاء التزامهم بخط أحمر في إمداداتهم، وهو ما تشكك فيه روسيا.
وعلى غرار واشنطن، يقول الأوروبيون إنهم يزودون أوكرانيا بدبابات سوفياتية الصنع، لكن ليس بمركبات غربية التصميم، بالرغم من طلبات كييف المتكررة في هذا الصدد.
روسيا تعلق
تحركات أمريكية وغربية عموما تثير حفيظة روسيا التي جددت، الخميس، اتهاماتها لواشنطن عدم الرغبة في إنهاء الحرب بأوكرانيا، في تعليق على إعلان تزويد كييف بناقلات جند مدرعة.
ونقلت وكالة "تاس" الروسية الحكومية عن السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف، قوله إن جميع التحركات الأمريكية الأخيرة تظهر بشكل مباشر أن واشنطن ليست لديها رغبة في حل سياسي في أوكرانيا.
وأضاف السفير الروسي: "ينبغي ألا يكون هناك أدنى شك لأي أحد بشأن من هو المسؤول عن إطالة أمد الصراع الأخير"، مشددا على أن الأسلحة التي تم تسليمها إلى كييف تفتقر إلى "الطبيعة الدفاعية" كما تدعي الدول الغربية.
وحذر من أن قرار الولايات المتحدة بتزويد أوكرانيا بمركبات برادلي القتالية للمشاة يعد تأكيدا على أنها "لن تستمع إلى الدعوات المتكررة من الجانب الروسي لأخذ التداعيات المحتملة لمثل هذا المسار الخطير لواشنطن في الاعتبار".
aXA6IDE4LjIyNi4yMjYuMTUxIA== جزيرة ام اند امز