أوكرانيا تواجه شحا بقذائف المدفعية.. السر لدى روسيا
تواجه أوكرانيا معضلة نفاد الذخائر، ناجمة عن حملة روسية سرية لقصف مستودعات الذخيرة الرئيسية في جميع أنحاء أوكرانيا.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن القتال جنوب وشرق أوكرانيا الآن يتمثل في عمليات تبادل القصف المدفعي، حيث أدى نقص الذخيرة المدفعية لدى القوات الأوكرانية إلى اتساع الهوة في المستوى بين القوتين العسكريتين على أرض المعركة، في ظل تفوق الجيش الروسي من حيث العتاد.
وتشير الصحيفة إلى أن روسيا تطلق أكثر من 60 ألف قذيفة يوميا، وهو ما يعادل عشرة أضعاف ما تطلقه أوكرانيا، وفقا لهانا ماليار، نائبة وزير الدفاع الأوكراني، التي قالت "حتى وإن تقاطرت علينا الذخائر من كل جانب، فإنه لن يكون كافيا".
وأشارت إلى أن "معظم قطع المدفعية الأوكرانية تعود إلى الحقبة السوفيتية، ما يعني أنها تستخدم نفس قذائف المدفعية 122 ملم، و155 ملم، التي تستخدمها روسيا“.
لكن الإمدادات قليلة للغاية خارج روسيا حيث السبب الأبرز في ذلك أن موسكو ظلّت على مدار سنوات تستهدف منشآت وإمدادات الذخيرة في أوكرانيا ودول أوروبا الشرقية، قبل أن تبدأ هجومها الواسع لأوكرانيا نهاية فبراير/ شباط الماضين وفقا للصحيفة الأمريكية.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن روسيا اتخذت خطوات أخرى للاستحواذ على هذه الذخائر، أو الحيلولة دون بيعها إلى أوكرانيا.
وقالت ماليار: "حتى وإن أعطانا الجميع هذه الذخيرة، فلن تكون كافية"، مضيفة أن أوكرانيا تستخدم قذائف عيار 152 ملم أكثر مما يتم إنتاجه عالميًا في يوم واحد.
وأوضحت الواشنطن بوست أن الدول الغربية قدمت كميات كبيرة من قذائف الهاوتزر، التي يستخدمها حلف الناتو والولايات المتحدة، لكنها قدمت عدد محدود من المدافع لإطلاقها.
ورغم تعهد الولايات المتحدة وأوروبا بإرسال المزيد من المدفعية، لكن أوكرانيا لا تزال تعاني من نقص القدرات على استبدال العتاد السوفيتي بشكل كامل بأنظمة من طراز الناتو.
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن "روسيا كانت تعلم جيداً أنه خلال حرب الاستنزاف الطويلة الأجل، فإن أوكرانيا ستعاني من نقص الذخيرة".
وتدور حرب في الخفاء على عدد قليل من قذائف 152 ملم المتوفرة في السوق العالمية.
وبحسب مواطن أمريكي يساعد في الوساطة في نقل أسلحة إلى أوكرانيا للصحيفة، فإنه :"اتصل مؤخرًا بدولة في أوروبا الشرقية للتفاوض بشأن شراء طلقات مدفعية".
ويضيف أنه :" المسؤولين في ذلك البلد قالوا إنهم لا يستطيعون إبرام صفقة، وفقا لكلام الرجل، لأن الروس وجهوا إليهم تحذيرا بأنهم "سيقتلونهم إذا باعوا أي شيء للأوكرانيين".
والدول التي لا تزال تمتلك مخزونات من قذائف 152 ملم هي إلى حد كبير جمهوريات سوفيتية سابقة، والعديد منها متردد في البيع لأوكرانيا لأنها ترتبط بعلاقات وثيقة مع روسيا.
وبعض الدول الأفريقية والشرق أوسطية، التي تلقت أسلحة وذخيرة من روسيا على مر السنين، لديها أيضًا مخزون من تلك القذائف، وفقا لواشنطن بوست.
كما تمتلك بعض دول حلف وارسو السابقة القدرة على تصنيع القذائف ولكن ليس بالمقياس والسرعة اللذين تحتاجهما أوكرانيا في ساحة المعركة.
وأضاف المسؤولون: ”في نفس الوقت فإن كييف كانت تعلم جيدا وجود نقطة الضعف هذه، إلا أن الأمر لم يصبح مؤلماً إلا بعد أن اقتحمت القوات الروسية شرق وجنوب أوكرانيا، حيث ركّزت الموجة الأولى من الغارات الجوية الروسية على مخازن الذخيرة الأوكرانية“.
وقال أندري زاجوردنيوك، وزير الدفاع الأوكراني السابق، إنه ”في ظل هذه المخاوف، كانت هناك نقاشات حول ضرورة إنتاج الذخيرة، لكن حتى لو قامت الحكومة الأوكرانية بتصنيع تلك الذخائر، فإن روسيا كانت ستدمر تلك المنشآت من اليوم الأول للحرب“.