تصنيع المسيرات منزليا.. حل أوكراني لمواجهة نقص الذخيرة
على نفس الطاولة التي كانت تستخدمها لتجميع باقات الزهور، باتت ماجدالينا تصنع المسيرات في منزلها بالعاصمة الأوكرانية كييف.
مجدالينا (27 عاما) هي مواطنة أوكرانية حولتها الحرب من بيع الزهور إلى تصنيع الأسلحة منزليا مثلها مثل عدد كبير من الأوكرانيين الذين يخشون تقدم روسيا وفقا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وقالت الصحيفة إن مجدالينا قامت منذ العام الماضي ببناء 150 طائرة بدون طيار معروفة باسم (FPVs) كما أنها أصلحت المئات منها بما في ذلك المسيرات الروسية التي تجمعها القوات الأوكرانية بعد تحطمها على الخطوط الأمامية.
وأضافت أنها جمعت أكثر من 200 ألف دولار لشراء أجزاء المسيرات من الصين حيث جمعت معظمها من خلال التبرعات عبر الإنترنت كما أنها أنفقت هي وزوجها وهو متخصص في تكنولوجيا المعلومات، بعضًا من أموالهما الخاصة.
طائرات (FPV) هي مسيرات مدنية أعاد الجنود الأوكرانيون تصميمها لحمل المتفجرات وجرى نشرها على نطاق واسع في ساحة المعركة وهي صغيرة بما يكفي للمناورة في الخنادق ومفاجأة قوات العدو.
وخلال الأشهر الأخيرة، أصبحت هذه المسيرات أكثر أهمية في ظل نفاد قذائف المدفعية والذخائر الأخرى في أوكرانيا بسبب انتظار دعم الحلفاء في الغرب، بما في ذلك الولايات المتحدة.
ويقوم مشغلو المسيرات بإطلاقها وتوجيهها إلى الأهداف الروسية باستخدام النظارات الواقية وأجهزة التحكم عن بعد مما يؤدي إلى مقتل أو إصابة المشاة وتدمير المعدات وهو ما دفع موسكو لإنتاج هذا النوع من المسيرات بكميات كبيرة بعدما لاحظت فعاليتها.
ورغم إنتاج أوكرانيا لمسيرات (FPV) في المصانع مع تعهد بإنتاج مليون طائرة في هذا العام إلا أن العديد من الطائرات بدون طيار المرسلة إلى القوات الأوكرانية تكون مصنعة على أيدي أشخاص عاديين لا يتعاملون مع أي متفجرات حيث لا يتم لصقها إلا بعد تسليم المسيرات إلى الجبهة.
ومن بين مميزات هذه العملية أنها لا مركزية وبالتالي تكون المنازل الخاصة أقل عرضة للهجمات الصاروخية الروسية من المصنع العسكري الضخم.
وبدلاً من خطوط التجميع المعقدة، يقوم المتطوعون بتحويل منازلهم إلى ورش مؤقتة للمسيرات مثل مجدالينا التي تطلق على مكتبها اسم "غرفة الطائرات بدون طيار".
من جانبها تعمل آنا، (33 عاما) وهي مسوقة منتجات على تطبيق للهواتف المحمولة، لاختبار المسيرات ضمن مجموعة شعبية تسمى "سوشيال درون" وهي إحدى المبادرات المحلية لتعليم مئات المتطوعين كيفية صنع المسيرات.
وتشارك المجموعة قوائم المكونات التي سيتم شراؤها عبر الإنترنت والتعليمات المكتوبة حول كيفية تجميعها معًا كما نشرت مقطع فيديو تفصيليًا على موقع "يوتيوب" يوضح العملية، وقد تمت مشاهدته أكثر من 400 ألف مرة منذ نوفمبر/نشرين الثاني الماضي.
وبمجرد الانتهاء من تصنيعها، يرسل المتطوعون المسيرات إلى المجموعة التي تختبرها قبل شحنها إلى الجبهة سواء إلى جندي أو وحدة معينة يختارها المتطوعون بما في ذلك أصدقائهم أو عائلاتهم، أو يمكنهم السماح للمجموعة باختيار لواء محتاج.
ووفقا للموقع الإلكتروني لـ"سوشيال درون" فإن مسيرة واحدة قيمتها 250 يورو تقريبا يمكنها القيام بمهمة قذيفة واحدة من صاروخ جافلين قيمتها 70 ألف يورو.