الهجوم المضاد.. عملية أوكرانية بدروع أمريكية

بأسلحة ودروع غربية وتدريبات على تكتيكات "الناتو"، بدأت القوات الأوكرانية هجومها على القوات الروسية جنوبي أوكرانيا.

وذكر تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الأسلحة المتطورة، والتي تحمل بعضها مزايا خطيرة في ساحة المعركة، قد ترجح كفة الوضع لصالح أوكرانيا رغم أن بعضها قد يستغرق وصوله والتدريب عليه قدرا من الوقت، مما يعني أنها يمكن أن تلعب دورًا أكبر في الأشهر المقبلة.

• كاخوفكا وزابوريجيا.. هل تناور أوكرانيا بالماء والنووي؟
• "نيران صديقة".. روس يقاتلون مع أوكرانيا

وكانت الاستعدادات للهجوم المضاد الذي طال انتظاره جارية منذ شهور، مع التركيز بشكل كبير على تكثيف الأسلحة والمعدات الغربية، بالإضافة إلى استكمال التدريب اللازم لأنظمة التشغيل الجديدة للعديد من القوات الأوكرانية.

ويسمح هذا النهج، الذي يتجاوز إغراق البلاد بالمعدات فقط، بأن تعمل المعدات والأنظمة المختلفة بتناسق في ساحة المعركة.

ويركز نهج "الأسلحة المشتركة" على فكرة عمل الدروع والمشاة والطيران والقدرات الأخرى بشكل متضافر لحماية وتعزيز بعضها البعض، وهي استراتيجية رئيسية في الهجمات المضادة للتغلب على نقاط الضعف والثغرات في دفاعات روسيا واستغلالها.

ومع حاجة أوكرانيا لشاحنات كبيرة، قدمت واشنطن 90 ناقلة جنود "سترايكر" وأكثر من 100 مركبة قتالية من طراز "برادلي" للمساعدة في تحقيق استراتيجية الأسلحة المشتركة.

ناقلات سترايكر وبرادلي التي قدمتها الولايات المتحدة بشكل عام أسرع وأكثر تقدما وتوفر حماية أفضل من المركبات السوفياتية والروسية القديمة التي يستخدمها الأوكرانيون.

وتم تصميم "سترايكر" لتسريع المشاة في المعركة، فيما يمكن لمركبات برادلي مواجهة المركبات المدرعة الأخرى بمدافعها القوية.

كما أعلنت الولايات المتحدة أيضا عن إرسال 31 دبابة أبرامز، المزودة بدروع وأنظمة متقدمة من الدبابات الأوكرانية، وبدأ ما يقرب من 200 جندي أوكراني برنامجا تدريبيا مدته 12 أسبوعا في ألمانيا على الدبابات، في أوائل يونيو/حزيران، ولن يكونوا مستعدين للقتال، حتى أواخر سبتمبر/أيلول المقبل.

معدات القتال عن قرب

وزودت الولايات المتحدة أوكرانيا بأسلحة بمدى أقل من 3 أميال لهذه العمليات، بما في ذلك 4000 صاروخ تاو لتنفيذ هذه العمليات.

ويمكن وضع هذه الصواريخ على حامل ثقيل ثلاثي القوائم أو على عربة "همفي"، مما يسمح للقوات بإطلاقها والمغادرة بسرعة، (الكر والفر) لتجنب قيام الخصم بضرب موقعها.

وأرسلت الولايات المتحدة لأوكرانيا أيضا مدفعية من عيار 105 ملليمتر، التي تتحرك بسرعة في ساحة المعركة مقارنة بمدافع "هاوتزر" الأثقل مثل "M777".

وهناك أسلحة أخرى مثل 3 أنظمة مضادة للدروع، وصواريخ "جافلن"، وصواريخ إيه تي4 المضادة للدروع وبنادق "كارل غوستاف"، المخصصة ليستخدمها جنود المشاة في مهاجمة المركبات.

كما أرسلت الولايات المتحدة إلى أوكرانيا مركبات مقاومة للقنابل تعرف باسم إم آر إيه بي مزودة بكرات مثبتة في المقدمة مصممة لتفجير الألغام قبل أن تتمكن من ضرب المركبة ذاتها، كما قدمت معدات واقية ستساعد خبراء إزالة الألغام.

ويرى مارك كانسيان، مستشار أول بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن المركبات غير القتالية التي تلقتها أوكرانيا مثل شاحنات الوقود تلعب دورا حاسما في تزويد المركبات بالوقود، كما تساعد شاحنات النقل في الحفاظ على المركبات العسكرية من التآكل، وتنقل أيضا المركبات المدمرة والمتضررة لإصلاحها للعودة إلى القتال.

وتبلغ القيمة الإجمالية للمساعدة 2,1 مليار دولار، وتشمل ذخيرة لأنظمة باتريوت المضادة للطائرات، وأنظمة هاوك من الجيل الأقدم وصواريخ مرتبطة بها، وذخيرة مدفعية من عياري 105 و203 ملم، وطائرات بوما مسيرة، وصواريخ موجهة بالليزر بالإضافة إلى دعم تدريب قوات وصيانة هذه المعدات.