أزمة أوكرانيا.. وضع "معقد" ودعم أمريكي وزيارة "غير معلنة"
لا تزال العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا تحتل موقع الصدارة في السياسة الخارجية والدعم الأمريكي، وسط تعقد للأوضاع على الأرض.
وفي هذا الإطار أكدت واشنطن دعمها لأوكرانيا، عبر زيارة غير معلنة لوزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين إلى العاصمة الأوكرانية كييف، وإعلان "الحرب الروسية الأوكرانية" موضوعا رئيسيا للنقاش خلال الاجتماع المرتقب بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتز الذي يزور واشنطن الجمعة المقبل.
- إشادة أمريكية بالمغرب.. الشراكة والموقف من حرب أوكرانيا
- "أحدها لا يتمناه أي شخص بالعالم".. 3 سيناريوهات لمستقبل حرب أوكرانيا
موضوع مركزي
وأكد منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، في واشنطن، الإثنين، أن "الحرب في أوكرانيا ستكون موضوعا رئيسيا للمناقشة، وهذا سيمنح الرئيس بايدن فرصة أخرى لشكر المستشار وشعب ألمانيا على كل الدعم الذي قدموه لأوكرانيا".
ولفت كيربي إلى أن "ألمانيا التزمت التزاما قويا وزادت دعمها لأوكرانيا بشكل هادف، كما اتضح مؤخرا من خلال التعهد بدبابات ليوبارد القتالية، على سبيل المثال".
ومن المقرر أن يزور شولتس، الجمعة، بايدن، في البيت الأبيض، للمرة الثانية خلال فترة توليه منصبه منذ نحو 15 شهرا.
زيارة غير معلنة
وقفي إطار الدعم الأمريكي لكييف، وصلت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين إلى العاصمة الأوكرانية كييف، في زيارة غير معلنة لتعزيز دعم إدارة بايدن لأوكرانيا.
وتهدف الزيارة كذلك إلى "إلقاء الضوء على الدعم الاقتصادي الذي يساعد في استمرار المدارس والمستشفيات وغيرها من المنشآت الحيوية في تقديم خدماتها في أوكرانيا، مع دخول العملية العسكرية الروسية عامها الثاني".
وتأتي تلك الزيارة بعد أسبوع فقط من زيارة المفاجئة قام بها الرئيس بايدن للعاصمة الأوكرانية.
وبنفس الطريقة التي اتبعها بايدن، وصلت يلين بالقطار إلى كييف في نطاق من السرية بهدف تأكيد الالتزام الأمريكي بدعم ومساعدة أوكرانيا.
وبحسب وكالة "بلومبرغ"، فإن يلين تسعى لـ"إيجاد المبررات للرأي العام الأمريكي بشأن حاجة أوكرانيا لمليارات الدولارات كمساعدات غير عسكرية".
يأتي ها فيما تشير استطلاعات الرأي إلى تزايد تشكك الأمريكيين في تكلفة دعم أوكرانيا، كما يطالب بعض أعضاء الكونغرس من الحزب الجمهوري بتوفير المزيد من الأموال لمساعدة المواطنين الأمريكيين.
وفي مقابلة مع "بلومبرغ" قالت يلين قبل رحلتها إلى أوكرانيا إنه "بدون المساعدات المالية الأمريكية لن يكون لدي الأوكرانيين القدرة على استمرار إرسال أولادهم للمدارس ولن يتمكن الأباء من مواصلة الذهاب إلى أعمالهم".
وأضافت: "لن يكونوا قادرين على تمويل فرق الطوارئ والإسعاف والمستشفيات وتوفير الخدمات الحكومية الأساسية شديدة الأهمية، حتى تظل الدولة قادرة على القيام بوظائفها".
والتقت يلين التي دخلت العاصمة كييف أثناء دوي صافرات الإنذار جراء الهجمات الليلية الروسية على مختلف أنحاء أوكرانيا، بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ورئيس الوزراء دينس شميال.
وزارت يلين كذلك معلمين وإداريين في مدرسة دمرها قصف صاروخي روسي في أول شهر للحرب، يتم تمويل أجورهم من المساعدات المالية الأمريكية مباشرة.
وأعلنت يلين في كييف تقديم 1.25 مليار دولار كأول دفعة من المساعدات الاقتصادية الجديدة لأوكرانيا المقدرة بحوالي 10 مليارات دولار.
ووصل إجمالي المساعدات الأمريكية لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي إلى حوالي 50 مليار دولار أغلبها عسكرية.
وضع "أكثر تعقيدا"
وميدانيا، قال الرئيس الأوكراني إن "الوضع أصبح أكثر تعقيدا بالنسبة للمدافعين الأوكرانيين عن مدينة باخموت المحاصرة".
وأوضح زيلينسكي، في خطابه المسائي بالفيديو: "يدمر العدو باستمرار كل ما يمكن استخدامه لحماية مواقعنا، للحصول على موطئ قدم وضمان الدفاع".
ويدافع الجيش الأوكراني عن باخموت في معركة استنزاف ضد القوات الروسية وفي محاولة لإلحاق خسائر فادحة بها.
يأتي هذا فيما تهاجم القوات الروسية من الشرق، وتقدمت أيضا إلى شمال وجنوب باخموت، ولم يتبق للأوكرانيين سوى طريق واحد واضح للتراجع.
وأضاف زيلينسكي: "إن أوكرانيا بحاجة إلى دفاعات جوية أفضل، بما في ذلك طائرات مقاتلة، ولا يكتمل الدفاع الجوي إلا عندما يكون مدعوما بالطيران".
ورغم الطلبات المتكررة من كييف يرفض الغرب حتى الآن تزويدها بطائرات مقاتلة.