"أحدها لا يتمناه أي شخص بالعالم".. 3 سيناريوهات لمستقبل حرب أوكرانيا
"انتصار موسكو، أو اندلاع حرب نووية، أو انسحاب روسي يليه مؤتمر سلام".. 3 سيناريوهات وضعها خبراء لمستقبل حرب أوكرانيا.
ودفعت الحرب الروسية في أوكرانيا، التي دخلت عامها الثاني والتغييرات اليومية الكبيرة التي شهدتها تلك المعركة، بين تراجع روسي وتقدم أوكراني والعكس، الكثير من المحللين إلى الإحجام عن توقع سيناريوهات العام الثاني من الحرب.
- عام من القتال.. كيف غيّرت حرب أوكرانيا العالم في 8 خطوات؟
- عام ثان من حرب أوكرانيا.. كيف يواجه بايدن الضغوط الداخلية والخارجية؟
لكن موقع "ديلي إكسبريس" البريطاني، أجرى مقابلة مع 3 من الخبراء حاولوا توقع ما قد تحمله الأشهر الـ12 المقبلة للحرب.
انتصار بوتين
وترى ناتيا سيسكوريا، مؤسسة ومديرة المعهد الإقليمي للدراسات الأمنية، ومقره جورجيا، استنادًا إلى خطابه السنوي في 21 فبراير/شباط، فإن بوتين "ليس مستعدًا للانسحاب أو التفاوض لإنهاء الحرب".
واعتبرت أن "الحد الأدنى من الانتصارات الذي تتطلع روسيا إلى تحقيقه هذا العام هو السيطرة على منطقة دونباس، لكنني لا أعتقد أنه سيتوقف بالضرورة عند منطقة دونباس".
وتوقعت أن "تكون الخسائر فادحة، حيث يتم نقل مئات الآلاف من المجندين غير المؤهلين إلى أوكرانيا من روسيا، والذين يفتقرون إلى المعدات اللازمة، ناهيك عن مشكلات خطيرة في التخطيط واللوجستيات".
وعبرت سيسكوريا عن اعتقادها بأن "بوتين أصبح الآن أكثر وعيًا من أي وقت مضى بأن الحرب تشكل تهديدًا وجوديًا لإرثه، لأن مستقبله بالكامل والطريقة التي سيسجل بها التاريخ تعتمد على هذا العملية العسكرية لهذا السبب، لا توجد استراتيجية أخرى لروسيا غير النصر"، على حد قولها.
ويعول بوتين على مثل هذا النصر "لأنه يعتقد أن حلفاء أوكرانيا سيتعثرون في مرحلة ما. وسيواصل هذه الحرب من منظور طويل الأمد بأن الغرب قد ينهار في مرحلة ما".
انسحاب روسي ومؤتمر سلام
فيما يرى الدكتور نيل ملفين، مدير دراسات الأمن الدولي في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، أنه "سيكون من الصعب على أوكرانيا استعادة جميع الأراضي التي فقدتها في الأشهر الـ12 المقبلة. لكنه برغم ذلك متفائل بشأن قدرة الأوكرانيين على إحراز تقدم إقليمي كبير."
وقال: "إذا تمكنت قوات الرئيس فولوديمير زيلينسكي من إدارة المعركة ووصلت إلى مرحلة تمكنها من تهديد شبه جزيرة القرم، فقد تكون هناك فرصة لعقد مؤتمر سلام، والذي سيكون بمثابة إعادة ضبط للعلاقات الأمنية الأوروبية".
لكن هذا هو "السيناريو المتفائل". فما هو السيناريو المتشائم؟ يقول: "ربما لا يزال الأوكرانيون يحرزون بعض التقدم ولكنه لكن يكون غير كاف لوقف الحرب في النصف الثاني من العام. وفي هذه المرحلة قد تبدأ الوحدة الغربية في التداعي والانهيار، بسبب سأم الشعوب الغربية من طول الحرب والأعباء التي يتحملونها جراء تلك الحرب."
ويعتقد الدكتور ملفين أن روسيا قد تبدأ في تسخير كل الموارد للحرب "بالدفع بأكبر عدد ممكن من الجنود، وتكبد أي تكلفة اقتصادية".
وتابع: "ربما تبدأ الصين في تزويد روسيا بالسلاح، وعند هذه النقطة قد تجد أوكرانيا نفسها مضطرة إلى التوصل إلى تسوية مع روسيا تفقد بموجبها أجزاء كبيرة من أراضيها، بما في ذلك منح شبه جزيرة القرم لروسيا. وفي تلك المرحلة، سيظهر تقسيم جديد لأوكرانيا ".
الحرب النووية
في المقابل، يبدي بافيل سلونكين، الزميل الزائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، ترددا في توقع ما يمكن أن يشهده العام الثاني من الحرب.
لكنه يعتقد أن "بوتين قد يدعو إلى تعبئة جماهيرية لجميع المواطنين الروس في سن القتال خلال الأشهر الـ 12 المقبلة".
واعتبر أن "روسيا قد تتحرك لابتزاز الغرب لحمل أوكرانيا على الرضوخ لمطالبها"، قائلا إنها "قد تفعل ذلك بالأسلحة الكيماوية، وربما بأخطر الأسلحة: الأسلحة النووية التكتيكية"، وهو سيناريو لا يتمناه أي شخص.
ويقول: "لا أعتقد أن هذا ممكن الحدوث في المستقبل القريب، لكنني متأكد تمامًا من أن روسيا ستبدأ في الابتزاز بالأسلحة النووية وأنا متأكد من أنها ستكون جاهزة لاستخدامها [في مرحلة ما في المستقبل".
ولا يتوقع سلونكين أنه سيكون هناك وقف لإطلاق النار في أي وقت قريب، أو على الأقل طالما بقيت القوات الروسية في أوكرانيا - وهو أمر يعتقد أنه سيستمر إلى أجل غير مسمى.
aXA6IDMuMTQ0LjIwLjY2IA== جزيرة ام اند امز