قنصل في الجبهة.. ماذا يفعل صاحب الـ100 مليون دولار بأوكرانيا؟
طلقات نارية في كل مكان، دوي مكتوم لقنابل يدوية، وجندي يرفع رأسه بحذر في متاهة الخنادق الموحلة.
هكذا تحولت مدينة باخموت شرقي أوكرانيا إلى ساحة معركة فاصلة في الأسابيع الأخيرة، إذ تقاتل كييف وموسكو من أجل السيطرة عليها.
وفي وسط هذا القتال المحتدم، يبرز اسم فسيفولود كوزيمياكو، وهو ليس جنديا عاديا، إذ كان قبل عام من الآن، القنصل الفخري النمساوي في خاركيف، ورجل أعمال ثري للغاية في نفس الوقت.
وليس من السهل الوصول إلى كوزيمياكو حامل الجنسية الأوكرانية أيضا، لكن صحيفة كرونه النمساوية تمكنت من التحدث إلى الرجل المليونير؛ البالغ من العمر 50 عامًا، عبر تقنية الفيديو.
بدا صوته ضعيفا لكنه عبر عن نفسه بشكل واضح، وبدأ الحديث قائلاً: "نعم، أنا رجل أعمال.. وأنا قائد وحدة عسكرية في أوكرانيا".
في الرابعة من صباح يوم 24 فبراير/شباط 2022، أيقظه أحد العاملين لديه، وقال: "لقد بدأت الحرب في أوكرانيا.. هذا كل ما قاله لي على الهاتف".
ويتابع كوزيمياكو: "كنت في عطلة تزلج مع أسرتي في أرلبيرغ في النمسا".
وأضاف: "ركبت سيارتي على الفور وتوجهت إلى أوكرانيا.. لم أتردد للحظة، فيما بقيت زوجتي في النمسا مع أطفالنا الأربعة منذ ذلك الحين".
ودون تفكير كبير، على حد قوله، خلع الدبلوماسي الكبير بدلة العمل في المنزل وخرج مرتديًا زيه العسكري.
جنبا إلى جنب مع أثرياء آخرين، أنشأ رجل الأعمال قوته القتالية الخاصة، ويدفع بنفسه تكاليف التدريب والأسلحة والمركبات.
وهذه التكلفة لا تمثل شيئا بالنسبة لثروته، إذ تقدر مجلة فوربس صافي ثروة كوزيمياكو بحوالي 100 مليون دولار.
وتتلقى وحدته القتالية، التي تتكون فقط من مدنيين متطوعين، أوامر من الجيش الأوكراني. ومع ذلك، يتصرف مع رجاله بشكل مستقل تمامًا أثناء القتال على الجبهة.
وينتقد كوزيمياكو باستمرار دور النمسا، وعدم تقديمها يد المساعدة لكييف؛ خاصة العسكرية، كما ينتقد الدور السيئ الذي لعبته وزيرة الخارجية السابقة كارين كنيسل؛ والمتهمة بأنها مقربة من فلاديمير بوتين، في أزمة أوكرانيا، دون أن يذكر تفاصيل.
وتابع: "يجب على المرء الآن أن يقرر إلى أي جانب يقف"، مضيفا: "بالنسبة لي هناك شيء واحد واضح للغاية: لن تنتهي الحرب حتى تفوز أوكرانيا".
وأصبح كوزيمياكو القنصل الفخري النمساوي في خاركيف في 2016، وتلقى أوراق اعتماده بحضور سفيرة النمسا (آنذاك) في كييف هيرمين بوبلر.
وقاد كوزيمياكو منذ ذلك الحين القنصلية الفخرية النمساوية في خاركيف، والتي كانت تقدم الخدمات القنصلية من توثيق أوراق وقبول طلبات تأشيرة.
والقنصل الفخري هو من يقوم بوظيفة القنصل عن دولة ما في مناطق ليس لها فيها تمثيل دبلوماسي أو قنصلي، وعادة ما يكون القنصل الفخري من التجار وأصحاب الأعمال الحرة، فيمارس القنصلية الفخرية إضافة إلى عمله الأصلي.
aXA6IDMuMTQyLjI0OS4xMDUg جزيرة ام اند امز