نقص القوات.. تحدٍ خطير يواجه أوكرانيا
رسالة واحدة يكررها الرئيس الأوكراني للغرب، مؤكدا حاجة بلاده للأسلحة والذخيرة والتمويل، لكن كييف تواجه تحديا خطيرا يتمثل في نقص القوات.
ومع اقتراب الحرب من نهاية عامها الثاني، يحتاج الجيش الأوكراني إلى المزيد من القوة البشرية لمواصلة الحرب، حسب ما كشفت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.
وفي مقال نشر مؤخراً أقر القائد العسكري الأعلى في أوكرانيا فاليري زالوزني بأن تدريب وتجنيد القوات أصبح تحدياً خطيراً.
وقال "إن الطبيعة المطولة للحرب، والفرص المحدودة لتناوب الجنود على خط التماس، والثغرات في التشريعات حول التعبئة، تقلل إلى حد بعيد من حافز المواطنين للخدمة في الجيش"، وأكد حاجة أوكرانيا الملحة إلى المزيد من الأفراد الذين يرتدون الزي العسكري.
وتحيط السرية بتحدي التعبئة في أوكرانيا، ولا تكشف كييف علناً عن أهداف القوى العاملة لديها، كما أنها لا تكشف عن العدد الإجمالي للقتلى والجرحى، على الرغم من أن عدد الضحايا من الجانبين منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022 يُقدر بمئات الآلاف.
وتفرض أوكرانيا نظام التجنيد الإجباري الذي يسمح للدولة بتجنيد الرجال في سن الخدمة العسكرية، لكنها تملأ صفوفها أيضا بالمتطوعين.
وبعد اندلاع الحرب، فرضت أوكرانيا الأحكام العرفية، والتي بموجبها يعتبر جميع الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاما ملزمين بأداء الخدمة العسكرية، ويمكن تعبئتهم ما لم يكونوا مؤهلين للحصول على تأجيل.
وفي عام 2023 تم تحديث قواعد التسجيل العسكري لتشمل النساء، لكن هذه الإجراءات لم تصل إلى حد التجنيد الإجباري الكامل.
وبموجب الأحكام العرفية فرضت كييف قيودا صارمة على السفر، منعت الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاما بشكل عام من مغادرة البلاد، رغم وجود مجموعة واسعة من الإعفاءات.
ورغم صعوبة الحصول على صورة دقيقة لمدى استجابة الأوكرانيين للخدمة في الجيش، اعترف المسؤولون علناً بأن التهرب من الخدمة العسكرية وإنفاذ قواعد التعبئة يمثلان مشكلة.
وفي مؤتمر صحفي في 9 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، قال المتحدث باسم دائرة الحدود الحكومية الأوكرانية أندريه ديمتشينكو إنه خلال الأشهر العشرة الماضية مُنع 43 ألف مواطن أوكراني من الخروج على الحدود.
وفي بعض الأحيان تبدو الحرب وكأنها مسابقة في صناعة الأسلحة، إذ تتسابق دول الغرب لإنتاج الذخيرة دعما لأوكرانيا، كما تعمل روسيا على زيادة الإنتاج المحلي لقذائف المدفعية.
لكن الحرب أيضًا مسابقة تجنيد ضد روسيا، وهي مسألة بقاء بالنسبة لأوكرانيا في ظل فشل الهجوم المضاد في تحقيق أي اختراقات كبيرة.
كما أصبح الدعم الغربي معرضاً لخطر التذبذب، خاصة مع اندلاع الحرب في غزة وتحول الاهتمام الغربي تجاه إسرائيل.
ونقلت "سي إن إن" عن الرائد فيكتور كيسيل قوله "هناك نقص في الأفراد العسكريين.. وإذا استمرت الحرب بالشدة نفسها التي هي عليها اليوم فلن تكون هناك طريقة لتجنب التجنيد الإجباري".
في المقابل قال يفهين (32 عاما) ومتخصص في تكنولوجيا المعلومات لـ"سي إن إن" إن "كل ما يحدث في أثناء التعبئة غير قانوني وغير عادل"، وأكد أنه يخطط للطعن في أي مسودة استدعاء.
وتساءل "ماذا أعطاني هذا البلد حتى أكون مدينا له بشيء؟ وما الفائدة من وجودي على الجبهة إذا لم يكن لدي أي تدريب عسكري؟".
aXA6IDMuMTUuMjAzLjI0NiA=
جزيرة ام اند امز