طريق أوكرانيا «مسدود».. التحصينات القديمة صالحة لإثارة الدهشة
كان المفترض أن تمكن شحنات الأسلحة الغربية أوكرانيا من تحويل مسار الحرب باختراق الخطوط الروسية والتحرك نحو شبه جزيرة القرم.
لكن ذلك لم يحدث، إذ تداعت آمال أوكرانيا وشركائها الغربيين أمام صمود مئات الآلاف من الجنود الروس وملايين الألغام التي تمتد عبر خط التماس من كوبيانسك في الشمال إلى روبوتاين في الجنوب، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
زرع الروس حقول ألغام تمتد لمسافة تتراوح بين 10 إلى 12 ميلاً على طول خط المواجهة بالكامل تقريبًا، وشهدت بعض المناطق زراعة نحو خمسة ألغام في المتر المربع، ناهيك عن مصائد الدبابات والخنادق.
وتشير إلى أن إحدى المفارقات إيلاما في عصر الطائرات بدون طيار والذكاء الاصطناعي، هو النجاح الكبير الذي حققته التكتيكات السوفياتية القديمة.
فقبل أسبوعين، اعترف القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوزني بأن الأمور وصلت إلى "طريق مسدود"، وهو ما اعتبر اعترافا بالحقيقة.
بدأ هذا العام بالكثير من الأمل، وكان الأوكرانيون قد أرسلوا الروس مسرعين عبر الحدود في منطقة خاركيف أوبلاست في شمال شرق أوكرانيا، كان الجنود على الجبهات التي قامت بتغطية أخبارها مقتنعين بأنهم سينتصرون.
ووفقا للتقديرات الأمريكية كانت التكلفة الناجمة عن ذلك مروعة، فذكر مسؤولون أمريكيون أن الأوكرانيين تكبدوا منذ بدء الحرب ما يقرب من 70 ألف قتيل و100 ألف إلى 120 ألف جريح حتى الآن، وأنهم الآن يفقدون رجالهم بمستويات أعلى من أي وقت مضى.
ومنذ بدء الهجوم المضاد لم تتقدم أوكرانيا سوى عشرة أميال فقط، وخسرت 20% من أسلحتها في ساحة المعركة خلال الأسبوعين الأولين من العملية.
ولفتت الصحيفة إلى مخزونات الناتو من الذخيرة بدأت في النضوب، في الوقت الذي تواصل فيه روسيا عملية التصنيع بكثافة.
ووفقا لتقديرات وزارة الدفاع البريطانية ستنتج موسكو ما بين مليون ومليوني قذيفة العام المقبل.
المخزونات الضخمة وعمليات التصنيع القوية التي تقوم بها روسيا دفعت أوروبا للتحرك لسد فجوة الأسلحة، وسط شكوك حول استمرار التزام الولايات المتحدة تجاه أوكرانيا.
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن ألمانيا والنرويج وبريطانيا ودولا أخرى تعمل على زيادة إنتاج الأسلحة لمساعدة كييف، لكن المساعدات ربما تصل متأخرة للغاية مع اقتراب فصل الشتاء وتوقف الهجوم المضاد الذي تشنه أوكرانيا.
لكن الصحيفة أشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي لن يتمكن على الأرجح من النجاح في الاختبار المبكر لقدرته على مواصلة دعمه لأوكرانيا، ويتوقع الآن على نطاق واسع ألا يتمكن من الوفاء بتعهده الذي روج له كثيرا، بالتبرع بمليون قذيفة عيار 155 ملم في غضون عام واحد.
وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، هذا الأسبوع "لن نتمكن من الوصول إلى المليون، يجب أن نضع ذلك في اعتبارنا"، معترفا بأن الكتلة ستتخلف عن الموعد النهائي في مارس/آذار 2024.
aXA6IDMuMTQ2LjIwNi4yNDYg جزيرة ام اند امز