موسم الطين يهدد بتخثر دعم الغرب لأوكرانيا.. هل كييف بحاجة لخطة جديدة؟
مع تعثر الهجوم الأوكراني المضاد في تحقيق أهدافه، لم يكن الوضع أحسن حالا بالنسبة للخطط والتعهدات الأوروبية بتقديم المال والسلاح للبلد الأوراسي.
وقالت مجلة «بوليتيكو» الأمريكية، إن شعورا بالقلق المتزايد يهيمن على الدبلوماسيين الأوروبيين خوفا من تعثر هدف الاتحاد الأوروبي، تسليم كييف مليون طلقة ذخيرة في غضون عام، مشيرة إلى أن الالتزامات المالية الجديدة تثير نقاشات سياسية متوترة.
وقال أحد كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، إنه تم شحن 300 ألف طلقة منذ 9 فبراير/شباط الماضي ما يبعد كثيرا عن وعد المليون طلقة الذي أعلنته أوروبا في وقت سابق من العام.
إلا أن مسؤولا بالاتحاد الأوروبي قال إن «الهدف لم يمت، فالمشكلة تتعلق بالقدرة الصناعية»، معتبرًا أن الأرقام «متوسطة، وأنه سيتم إرسال آلاف الطلقات الإضافية».
الطلقات الإضافية المتعثرة، جاءت جنبًا إلى جنب مع عدم التوصل لاتفاق، حول صياغة حزمة مساعدات جديدة بقيمة 20 مليار يورو على مدار أربع سنوات من مرفق السلام الأوروبي التابع للاتحاد الأوروبي.
وتمتنع المجر عن دفع 500 مليون يورو بموجب أموال صندوق الطوارئ الأوروبي الحالية بسبب العقوبات المفروضة على أحد البنوك المحلية.
ورغم الاتفاق على دعم أوكرانيا، ينقسم أعضاء الاتحاد حول كيفية توفير المزيد من التمويل، وما إذا كان يجب تعويض الدول عن شحناتها من الأسلحة بمبلغ مقطوع أو على أساس تدريجي سنوي.
خطة جديدة
وفي تقرير لها، اعتبرت صحيفة «التلغراف» البريطانية أن القوات الأوكرانية وصلت إلى طريق مسدود وأن الغرب يحتاج إلى خطة جديدة.
وأشارت الصحيفة إلى عودة «موسم الطين» في أوكرانيا جراء أمطار الخريف، ما يشل قدرات الجيوش على الهجوم، مؤكدة أنه لا يمكن للدبابات المصممة للطرق الوعرة التحرك خارج الطرق المعبدة.
وتحت ضغوط دولية مكثفة، يسعى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى إعطاء الانطباع بأن الهجوم المضاد لم يتوقف كما اقترح القائد الأعلى، الجنرال فاليري زالوزني، الأسبوع الماضي، إلا أنه مع ذلك لا يمكن استمرار القتال في ظل موسم الطين.
ومع دخول فصل الشتاء، يفسح المطر المجال للثلوج وتصبح الأرض ثابتة مجددا، لكنه يجلب مشكلاته الخاصة ما يعني فعليا توقف الهجوم المضاد وهو ما يراه الغرب نوعا من الفشل من قبل الأوكرانيين.
وكان العديد من المعلقين الغربيين، أعربوا في السابق عن رأيهم بأن الدبابات الغربية، إذا جرى استخدامها بشكل صحيح، ستتمكن من تحقيق اختراق وإنهاء الحرب في غضون أسابيع.
ورغم الوعود بتسليم أوكرانيا الدبابات الغربية (ليوبارد الألمانية، وإبرامز الأمريكية، وتشالنغر البريطانية) لكن التسليم الفعلي استغرق وقتا طويلا.
ووصل أوكرانيا 87 دبابة ليوبارد و14 دبابة تشالنغر حتى أغسطس/آب الماضي، وهو ما يراه الخبراء كافيا لتكوين لواء مدرع، إضافة إلى ما امتلكته كييف من دبابات سوفيتية. ورغم ذلك لم تتقدم القوات الأوكرانية سوى 10 أميال فقط.
واعتبر خبراء غربيون أن الأمر غير مريح، قائلين إنه إما أن الدبابات لم تعد سلاحا حاسما وإما أن الأوكرانيين أخطأوا بشكل ما «وهو الرأي الذي لا يُطرح علنا».
حرب خاطفة
ويحتاج تنفيذ حرب خاطفة تجاوز الخطوط الأمامية للعدو وهو أمر صعب للغاية وخاصة إذا كان عددهم كثيفا ومحصنين بشدة، ومحميين بحقول ألغام عميقة والكثير من الأسلحة الثقيلة.
وتقول «بوليتيكو»، إنه من المؤكد أن روسيا اليوم ليس لديها تحصينات قوية في كل مكان ولا تتمتع الحدود الروسية الأوكرانية على طول الطريق من جبهة القتال إلى بيلاروسيا إلا بحماية طفيفة.
ومع ذلك، لا تستطيع أوكرانيا شن سوى عمليات بسيطة ولا يمكنها استخدام أي معدات غربية في الأراضي الروسية؛ لأن ذلك كان شرطاً للدعم الغربي وهو ما يفرض عوائق على كييف.
ويرى بعض الخبراء أنه لم يكن هناك أي فشل عسكري أوكراني لأن الغرب أجبرهم على القتال وأيديهم مقيدة.
حرب استنزاف
ومع توقف الهجوم بسبب الطقس سيكون العام المقبل مثل هذا العام إلى حد كبير مجرد حرب استنزاف طاحنة. ويرى البعض في الغرب أن احتمال الوصول إلى طريق مسدود في أوكرانيا سبب كاف لتقليص أو قطع الدعم العسكري، في حين يرى آخرون أن الدعم العسكري لكييف هو الإنفاق الدفاعي الأكثر فعالية.
وقد يكون مفتاح حل الأزمة في تغيير نوعية الأسلحة التي يرسلها الغرب إلى أوكرانيا بما يحقق لها الهيمنة الكاملة جوا بما في ذلك منظومة الصواريخ التكتيكية العسكرية «أتاكمس» والطائرات المقاتلة «إف 16».
aXA6IDMuMTM4LjM2LjE2OCA= جزيرة ام اند امز