روسيا تثخن جراح أوكرانيا.. ضربات مكثفة وخسائر «كبيرة»
هجمات روسية مكثفة على عدة مناطق ومدن أوكرانية على خط المواجهة وفي الداخل، طالت العاصمة كييف التي كانت هادئة فقط لبضع أسابيع.
وأسفرت عن خسائر كبيرة لأوكرانيا في العتاد والجنود، بحسب الرواية الروسية التي لم تنفها أو تؤكدها كييف.
- تحقيق يكشف مفاجأة.. ضابط أوكراني نسق هجوم «نورد ستريم»
- نار الهجوم المضاد تحرق علاقة زيلينسكي بقادة الجيش الأوكراني
محور "كوبيانسك"
وفي إطار الضربات الروسية، أعلن رئيس المركز الصحفي لمجموعة قوات "الغرب" التابعة للقوات المسلحة الروسية، سيرغي زيبينسكي، الأحد، أن "القوات الروسية دمرت 4 أطقم مدفعية للقوات الأوكرانية على محور كوبيانسك".
وقال زيبينسكي، لوكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية: "خلال سجال مدفعي دمر جنود تجمع قوات الغرب مدفعا بولنديا ذاتي الدفع من عيار 155 ملم من طراز (كراب) ومدفعا من عيار 122 ملم من طراز (2 أس1) جوفزديكا ومدفع هاوتزر من طراز (دي – 30) و4 أطقم مدفعية في مناطق بيشاني وبتروبافلوفكا وستيبوفا نوفوسيلوفكا وكيسلوفكا".
وأضاف زيبينسكي أن "خسائر العدو بلغت نحو 50 عسكريا ومركبة مشاة قتالية من طراز برادلي، وناقلة جند مدرعة من نوع (إم 113) و3 طائرات مسيرة"، حسبما ذكرت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية.
ولفت زيبينسكي إلى أن "أطقم الطائرات العملياتية التكتيكية شنت هجمات صاروخية وقنابل على نقطة انتشار مؤقتة للواء الميكانيكي الـ14 في منطقة بتروبافلوفكا".
كما قامت أطقم منظومات قاذفات اللهب الثقيلة بضرب تجمعات للقوة البشرية للواء الميكانيكي 32 في منطقة زاجورويكوفكي، وفقا لزيبينسكي.
كما أشار إلى أنه "خلال الأعمال القتالية على محور كوبيانسك، صدت وحدات التجمع هجمات مضادة نفذتها مجموعات هجومية من اللواءين الميكانيكيين 54 و67 للعدو في مناطق بلدات سينكوفكا وزاجورويكوفكا".
هجمات على كييف
ومن جانبه، أعلن الجيش الأوكراني، أمس السبت، أن روسيا أطلقت موجة من الطائرات المسيرة والصواريخ، على العديد من المناطق، بما في ذلك العاصمة كييف.
وذكر سلاح الجو الأوكراني أنه تم اعتراض 19 من بين الطائرات المسيرة الـ31، التي أطلقتها روسيا، ولم يقدم المزيد من المعلومات حول طبيعة الطائرات المسيرة، التي أسقطها.
وفي سياق متصل، قال رئيس الإدارة العسكرية في مدينة كييف سيرغي بوبكو "بعد توقف طويل دام 52 يومًا، جدّد العدو هجماته الصاروخية على كييف"، مضيفا أن "القوات الروسية شنّت هجومًا صاروخيًا على العاصمة، صباح السبت".
وسمع في وسط كييف دوي انفجارين قويين، وانطلقت صفارات الإنذار بعيد ذلك، لكنه لم تُسجّل أي إصابات أو أضرار في العاصمة الأوكرانية.
وقال رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية رسلان كرافشينكو، إن الصاروخين سقطا في حقل بين أحياء سكنية في منطقة كييف.
وتزامناً مع ذلك، صدّت الدفاعات الجوية في مناطق أوكرانية أخرى هجمات ليلية بالمسيّرات، وأكد سلاح الجو الأوكراني إسقاط 19 من أصل 31 مسيّرة هجومية أطلقتها موسكو.
وقال سلاح الجو الأوكراني: "دُمّرت 19 مسيّرة هجومية من طراز شاهد 136/131. أرسل الروس معظم المسيرات الهجومية إلى مناطق الخطوط الأمامية"، مشيرًا إلى أن "روسيا استخدمت أيضًا عدة صواريخ ليلًا بدون أن يحدّد ما إذا تمّ إسقاطها".
وفي منطقة سومي بشمال شرق البلاد، قتل رجلان السبت في هجوم روسي لم تتضح ملابساته، بحسب مكتب النائب العام، بينما بالشرق، قتل مسنان "بسبب قصف مدفعي على الأرجح" في مدينة توريتسك في منطقة دونيتسك، بحسب المدعي العام، وجنوباً، في أوديسا، أصيب 3 أشخاص جراء غارة روسية، بحسب الحاكم المحلي أوليغ كيبر.
وأضاف كيبر أن هذه الهجمات طالت البنى التحتية للموانئ أيضاً، وهي مهمة لصادرات أوكرانيا، وتشكل بالتالي أهدافاً رئيسية لموسكو.
خيرسون.. خسائر في ذكرى "التحرير"
وقال حاكم ولاية خيرسون أولكسندر بروكودين إنه خلال الساعات ال 24 الماضية، قُتل شخصان وأصيب ثمانية آخرون في منطقة خيرسون، وفي وسط المدينة، أصيب شخصان بقصف على أحد المباني، بحسب الإدارة الإقليمية.
وما زالت مدينة خيرسون تتعرّض لقصف بشكل شبه يومي بعد عام على استرجاعها من روسيا.
وقال زيلينسكي في فيديو على حسابه في تلغرام "هذا اليوم هو إحدى الذكريات التي تعزز ثقة الأوكرانيين بقدراتهم".
وذكّر قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجني بأنّ جنوده "يواصلون القتال والدفاع عن أرضنا بحزم".
ولم تنجح القوات الأوكرانية منذ استرجاع خيرسون في تحقيق انتصارات أخرى، إذ لم يسفر الهجوم المضاد الذي أطلقته في حزيران/يونيو عن تحقيق النتائج المرجوة.
ويتفاقم الوضع بشن روسيا هجمات لدفع القوات الأوكرانية إلى التراجع على غرار ما يحدث حول بلدة أفدييفكا الواقعة على الجبهة الشرقية.
وقال المسؤول في الجيش الأوكراني أولكسندر تارنافسكي إن القوات الأوكرانية تواجه هجمات روسية في محيط هذه المدينة لكنها "صامدة بثبات".
وأعلن رئيس بلدية غورليفكا الذي عينته السلطات الروسية، إيفان بريخودكو على تطبيق تليغرام، أن ضربة أوكرانية أدت إلى سقوط قتيل في غورليفكا التي تحتلها روسيا.
هجمات لم تصل روسيا
وفي روسيا، أُسقِطَت مسيّرات أوكرانية في منطقة سمولينسك قرب الحدود مع أوكرانيا، وفي منطقة العاصمة موسكو، بدون أن تسفر عن وقوع إصابات، بحسب السلطات الروسية.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، الأحد، أن الدفاعات الجوية الروسية دمرت طائرة مسيرة أوكرانية ثابتة الجناحين فوق منطقة بيلغورود.
وقال البيان "تم إحباط محاولة من قبل نظام كييف لتنفيذ هجوم إرهابي على مواقع في أراضي الاتحاد الروسي باستخدام طائرة مسيرة ثابتة الجناحين خلال الليل"، بحسب وكالة تاس الروسية.
وأضاف البيان أن الدفاعات الجوية الروسية قامت بتدمير المسيرة الأوكرانية فوق أراضي منطقة بيلغورود".
نزوح 5 ملايين
يأتي هذا فيما أظهرت بيانات رسمية أوكرانية أن نحو 5 ملايين شخص في أوكرانيا أجبروا على النزوح من منازلهم إلى أجزاء أخرى من أوكرانيا جراء الهجمات الروسية.
وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني والمسؤولة عن قضايا اللاجئين، إيرينا فيريشوك، للتلفزيون الأوكراني، إن 9.4 مليون شخص مسجلين نزحوا داخليا.
وأضافت فيريشوك أن نحو 6.3 مليون شخص فروا داخل أوكرانيا منذ هجوم روسيا في فبراير/شباط 2022.
وقبل العملية العسكرية الروسية، تسببت سنوات القتال في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا في نزوح أكثر من مليون شخص داخليا منذ عام 2014.
وسيطرت القوات الخاضعة لسيطرة موسكو في ذلك الوقت على أجزاء من منطقتي دونيتسك ولوهانسك.
وقالت فيريشوك إنه لم يكن هناك تحرك كبير للأشخاص في الآونة الأخيرة، مضيفة أن بعض النازحين عادوا إلى منازلهم في الفترة من أغسطس/آب الماضي إلى نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
ويتطابق ذلك مع تطورات الوضع العسكري على الأرض، حيث ظلت الجبهات في الشرق والجنوب دون تغيير في الغالب.
ووفقا لأحدث البيانات الصادرة عن الأمم المتحدة، فقد فر نحو 6.2 مليون أوكراني إلى الخارج إما مؤقتا أو بشكل دائم.
وقبل بدء الحرب في عام 2022، بلغ عدد سكان أوكرانيا نحو 41.4 مليون نسمة.
aXA6IDMuMTQuMTM1LjgyIA== جزيرة ام اند امز