الغرب في «جبهات مزدوجة».. وأوكرانيا تطالبه بزيادة جرعات السلاح
جبهة جديدة تحظى بالدعم الغربي ما ينذر باحتمال تراجع الإمدادات إلى شرقي أوروبي ويدفع أوكرانيا للمطالبة بزيادة إنتاج السلاح.
وفي مقابلة مع مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، قال وزير الصناعات الاستراتيجية الأوكراني، أولكسندر كاميشين: "يجب على العالم الحر أن ينتج ما يكفي لحماية نفسه ولهذا السبب يتعين علينا إنتاج أسلحة أكثر وأفضل للبقاء آمنين".
وأضاف أن "الدول الغربية بحاجة إلى تسريع إنتاج الصواريخ والقذائف والطائرات العسكرية بدون طيار بالقرب من الخطوط الأمامية قدر الإمكان".
وخلال زيارته إلى العاصمة الألمانية برلين لإقناع منتجي الأسلحة بالاستثمار في أوكرانيا التي مزقتها الحرب المتواصلة منذ فبراير/شباط 2022، حذر الوزير الأوكراني من أن طاقة الإنتاج الحالية سيئة للغاية.
غير كاف
وحول الوضع الراهن على طول خط المواجهة النشط في أوكرانيا والذي يبلغ طوله أكثر من 1000 كيلومتر، قال كاميشين "إذا جمعت كل القدرات العالمية لإنتاج الأسلحة والذخيرة، فلن يكون ذلك كافياً لهذه الحرب".
ومع استمرار إسرائيل في قصف غزة وتزايد وتيرة القتال على طول خط التماس في أوكرانيا، تستهلك الجيوش الذخيرة بمعدل لم يسبق له مثيل منذ عقود.
ويتساءل صناع السياسات عما إذا كان الحلفاء في الغرب قادرين على دعم كلا البلدين بأنظمة الدفاع الجوي والمدفعية في وقت واحد.
وردا على ذلك، قال كاميشين في المقابلة التي طالعتها "العين الإخبارية"، إن "الحل يكمن في البدء ببناء مرافق الإنتاج الآن.
وأضاف "ما يحدث في إسرائيل الآن يظهر ويثبت أن صناعة الدفاع على مستوى العالم هي وجهة للاستثمارات منذ عقود".
وبحسب الوزير فإن أوكرانيا التي كانت في السابق مركزا عسكريا رئيسيا في الاتحاد السوفيتي، تحاول الآن زيادة إنتاج المركبات المدرعة والذخيرة وأنظمة الدفاع الجوي، وتريد من الشركاء الغربيين الاستثمار فيها.
إعلان مرتقب
بالمقابلة نفسها، أشار كاميشن إلى الإعلان المرتقب للمستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال عن مشروع مشترك جديد بين شركة رينميتال الألمانية للصناعات الدفاعية وشركة الدفاع الأوكرانية أوكروبورونبروم.
وفي مارس/ آذار الماضي، تعهدت دول الاتحاد الأوروبي بإرسال مليون قذيفة مدفعية إلى أوكرانيا خلال العام التالي كجزء من برنامج لزيادة الإنتاج.
وقد تحتاج أوكرانيا إلى ما يصل 1.5 مليون قذيفة سنوياً لمواصلة جهودها الحربية، وهي مهمة شاقة يأمل كاميشين أن يتمكن الإنتاج المحلي من الوفاء بها على الأقل جزئيا.
وإجمالا، تلقت أوكرانيا أكثر من 350 نظام مدفعية من دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) وأستراليا.
وإلى جانب القطع التي تعود إلى الحقبة السوفيتية في المخزون الأوكراني قبل الحرب، تمتلك كييف ما يقرب من 1600 قطعة مدفعية في الخدمة.
وختم كاميشن قائلا إن "هذه الحرب يمكن أن تستمر لعقود.. يمكن للروس العودة دائما"، معتبرا أن "مفتاح الحل يكمن في وضع خطط طويلة المدى".