"بُنيَ لتحمل قنبلة ذرية".. كيف انفجر سد كاخوفكا؟
بينما كانت الأنظار تتجه إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية، وسط مخاوف بشأن كارثة بيئية هائلة في ظل الحرب، وقعت الكارثة عندما انهار سد نوفا كاخوفكا الهائل للطاقة الكهرومائية في جنوب أوكرانيا، ما أدى إلى تجفيف أحد أكبر الخزانات الاصطناعية في القارة.
اتهامات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا وروايات متضاربة لم تحدد سبب انهيار سد كاخوفكا الذي تسبب في إجلاء آلاف الأشخاص، وتلوث الأراضي، وتدمير مولد كبير للكهرباء، ومشكلات مستقبلية في إمدادات المياه.
كيف انفجر؟
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن خبراء هندسة وذخيرة أن تفجيرا متعمدا داخل سد كاخوفكا، على الخطوط الأمامية للحرب في أوكرانيا، تسبب على الأرجح في انهياره، مشيرين إلى أن الفشل الهيكلي أو الهجوم من خارج السد أمر ممكن، ولكنها تفسيرات أقل منطقية.
وألقى المسؤولون الأوكرانيون باللوم على روسيا في انهيار السد، مشيرين إلى أن القوات الروسية -التي استهدفت البنية التحتية الأوكرانية مرارا منذ بداية الحرب العام الماضي- سيطرت على السد الممتد على نهر دنيبرو، ما جعلها في وضع يسمح لها بتفجيره من الداخل.
وفي المقابل، ألقى المسؤولون الروس باللوم على أوكرانيا، لكن دون توضيح كيفية احتمال حدوث ذلك.
وعلى مدار شهور، اتهم كل طرف بالحرب الآخر بالتخطيط لتخريب السد، دون تقديم أدلة، بحسب "نيويورك تايمز"، مشيرة إلى أن الأسبوع الماضي قالا إن هجوما على السد كان وشيكا، حيث قال مسؤولون أوكرانيون إن الروس أرادوا التسبب في حالة طوارئ بمحطة زابوريجيا للطاقة النووية، التي تستخدم مياه النهر في التبريد، لعرقلة الهجوم الأوكراني المتوقع.
"نيويورك تايمز" قالت إن جانبا واحدا ربما يقول الحقيقة، لكن في خضم منطقة حرب، هناك احتمال ضئيل لإجراء تحقيق جنائي مستقل بشأن تدمير السد، الذي غمر منطقة واسعة أسفل المجرى.
وقال إيهور سيروتا، رئيس شركة يوكرهيدرو إنرجو الحكومية الأوكرانية لتوليد الكهرباء من الطاقة المائية، خلال حوار: "لن تتسبب الضربة الصاروخية في مثل هذا الدمار، لأن هذا السد بني لتحمل القنبلة الذرية. من الواضح أن انفجارا حدث من داخل المحطة وانقسمت المحطة إلى نصفين".
غير أن دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، قال للصحفيين: "نحن نتحدث عن تخريب متعمد من الجانب الأوكراني".
وأضاف جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إنه لا يمكنه التعليق عمن المسؤول عن الأمر، قائلا: "نعمل مع الأوكرانيين لجمع مزيد من المعلومات".
ونبه الخبراء إلى أن الأدلة المتوفر محدودة للغاية، لكنهم قالوا إن تفجيرا داخليا كان التفسير الأكثر ترجيحا لتدمير السد الذي هو عبارة عن هيكل ضخم من الخرسانة المسلحة تم تشييده عام 1956.
وأفاد سكان محليون عبر الشبكات الاجتماعية بأنهم سمعوا تفجيرا قرابة وقت اختراق السد، الساعة 2:50 صباحا.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن انفجارا في مكان مغلق من شأنه أن يحدث أكبر الأضرار. وقال خبراء إنه حتى حينها، سيتطلب الأمر مئات الأرطال من المتفجرات، على الأقل، لاختراق السد.
وقال نيك جلوماك، أستاذ الهندسة وخبير المتفجرات بجامعة إلينوي في أوربانا شامبين: "ستكون محددا في المقدار الذي يمكن أن يحمله رأس حربي. حتى الضربة المباشرة قد لا تدمر السد".
وأضاف: "هذا يتطلب قدرا هائلا من الطاقة. تفكر في القوى المؤثرة على الهيكل قيد التشغيل - إنها هائلة. لديك قوة الماء الهائلة".
وعلى مدى أكثر من عام من القتال العنيف، تضرر سد كاخوفكا بشكل متكرر، واتهم الطرفان بعضهما بعضا بقصفه.
ومع ذلك، ليس واضحا ما إذا كان نوع الضرر الذي لحق بالسد كان قريبًا بدرجة كافية ليتسبب في انهياره.
وفي أغسطس/آب، ضرب صاروخ أوكراني الطريق فوق السد. وفي نوفمبر/تشرين الثاني، مع انسحاب القوات الروسية عبر النهر، دمر تفجير جزءا من الطريق، وبعد ذلك، أظهرت صور تحققت منها "نيويورك تايمز" وجود أضرار ببعض بوابات السد التي تسمح بمرور المياه. لكن لم يكن هنا مؤشر على الضرر الذي لحق بالهيكل الأساسي.
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني، بالكاد تحركت رافعات الجسر التي تفتح وتغلق بوابات السد، رغم أنه لم يتضح ما إذا كانت لا تعمل.
aXA6IDMuMTM3LjIxOS42OCA= جزيرة ام اند امز