11 يوما من الحرب بأوكرانيا.. الألم لا يقتل الحب "صور"
وسط الصواريخ ورصاص متبادل، تقف عدسات الكاميرات لترسم مشاهد صعبة من معاناة المدنيين، لن تختفي من ذاكرة العالم في وقت قريب.
وأمس الجمعة، أتمت الحرب الروسية الأوكرانية يومها العاشر، وسط قصف روسي كبير لأهداف أوكرانية، ومعارك واسعة في مناطق متفرقة من البلد الأوروبي.
وفي مدينة ماريوبول الساحلية، انهار وقف إطلاق نار إنساني متفق عليه مسبقا، ليل السبت، وخيمت مشاهد الرعب على الأجواء، فيما كانت تحاول مجموعات من السكان بضواحي العاصمة كييف، عبور نهر إيربين رفقة الأطفال والحيوانات الأليفة، تحت جسر دمرته غارة جوية روسية.
مشاهد لم يكن يتصور الأوروبيون أن تخرج من شاشات السينما والتلفاز، لتجلس بجوارهم على الأرائك، وتملأ فراغ المرايا، وترافقهم ليل نهار؛ وكأن ٧٧ عاما ليست كافية لاقناع القارة العجوز بأن الحرب دمار ومعاناة.
وفي تصريحات نقلها التلفزيون الأوكراني، قال رئيس بلدية ماريوبول فاديم بويشينكو إن آلاف السكان تجمعوا انتظارا لفتح ممرا آمنا خارج المدينة، عندما بدأ القصف أمس.
وخلال 10 أيام من الحرب، فر 1.45 مليون شخص من أوكرانيا، وفق منظمة الهجرة التابعة للأمم المتحدة، فيما يتجاوز عدد القتلى الآلاف.
ومع استمرار القصف والقتال أمس، لم يجد عشرات الأوكرانيين إلا جسر دمرته غارة روسية بضواحي كييف، للاحتماء به من الصواريخ ومقذوفات المقاتلات، أملا في هدوء مؤقت يسمح باستكمال رحلة الفرار عبر نهر إيربين، في مشهد صعب رصدته كاميرا مصور وكالة "أشوستيد برس" الأمريكية.
لحظات الأمان المؤقتة قابلها لحظات انتظار صعبة في مستشفى مدينة ماريوبول، حيث وثقت كاميرا مشهد رضيعين يحتميان بغطاء من البرد القارس، حتى ينتهي أقاربهما من العاملين في القطاع الطبي من إغاثة الجرحى.
وفي ضواحي كييف أيضا، حاول جندي أوكراني ومتطوع مساعدة عائلة مسنة هاربة في عبور نهر إيربين، حيث حمل الجندي الرجل بين يديه كطفل صغير، ووضع المتطوع المرأة في عربة تجر بالأيدي، فيما كانت السيدة تضع يدها على وجهها تعبيرا عن الصدمة.
المشهد الأبشع كان في ماريوبول، وأبطاله الأم المكلومة مارينا ياتسكو التي كانت تركض خلف حبيبها الذي يحمل بين ذراعيه رضيعهما الذي يبلغ من العمر ١٨ شهرا، ودمائه تلطخ غطاء يلفه من كل الجوانب إثر قصف جوي روسي، لكن الأسرة لم تكن تعلم في هذه اللحظة أن روح الرضيع تركت الأرض غضبا من أفعال سكانها.
لكن الحرب لا تقتل الحب وإن قتلت الأطفال والكبار، ففي مشهد صعب تنظر سيدة أوكرانية من زجاج حافلة تحملها بعيدا، ربما لبلد مجاور، هربا من الحرب، ويظهر بجانب وجهها "قلب مرسوم باليد" ربما وضعه حبيب منعته قوانين الحرب من المغادرة معها، وأراد أن تونس الرسمة رحلتها، وتذكرها بما يكنه قلبه.
وفي مشاهد أخرى ليست مرتبطة باليوم العاشر للحرب تحديدا، بدا واضحا أن القتال لا يعترف بالشهرة، فملكة جمال أوكرانيا السابقة، أنستازيا لينا، تركت حياة المشاهير، من أجل حمل السلاح، فيما وجد الملاكم السابق وعمدة كييف الحالي، فيتالي كليتشكو، نفسه مضطرا إلى العودة لحلبة القتال مجددا.