الوثائق المسربة.. ثغرة بالبنتاغون تفتح سماء أوكرانيا أمام الروس
الثغرة الأمنية في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) والتي تدفق عبرها عشرات الوثائق السرية فتحت سماء أوكرانيا أمام الروس.
إذ كشفت الوثائق التي تحقق السلطات الأمريكية بشأن طريقة تسريبها أن أوكرانيا تواجه خطر فقدان الهيمنة على مجالها الجوي بحلول مايو/ أيار القادم، نتيجة لنفاد آخر مخزوناتها من صواريخ إس-300.
وتشير الوثائق الأمريكية المسربة التي استعرضتها صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن هذا النقص سيتيح لروسيا إمكانية تحقيق هدفها الذي سعت طويلا لتحقيقه والمتمثل في الهيمنة على سماء أوكرانيا، وهو ما أكده الكولونيل يوري إيهنات، المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، الذي اعترف بأن "الدفاعات الجوية الأوكرانية تواجه تحدياً كبيراً بسبب نفاد الذخيرة والصواريخ المضادة للطائرات".
وقال إيهنات "إذا خسرنا معركة السماء فستواجه أوكرانيا عواقب كارثية"، مناشدا الحلفاء المسارعة في تزويد بلاده بمنظومات الدفاع الصاروخي.
وبعد أكثر من عام على انطلاق العملية الروسية، تواجه أوكرانيا صعوبة بالغة في العثور على الذخيرة المصممة بالطريقة السوفياتية، التي تتلاءم مع أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بها من إس-300 و بوك.
ورغم تزويد الولايات المتحدة والنرويج وكندا وألمانيا الجيش الأوكراني ببطاريتي صواريخ ناسامز النرويجية وبطارية دفاع جوي من طراز إيريس-تي مؤخرا، لكن هذه الأنظمة تواجه هي الأخرى نفاد الذخيرة بحلول مايو/ أيار.
وتشير وثيقة سرية مؤرخة في 28 فبراير/ شباط، أن أوكرانيا ستستنفد كامل مخزونها من صواريخ بوك بحلول 13 أبريل/ نيسان، وصواريخ إس-300 بحلول 3 مايو/ أيار، وهو ما يترك معظم البنية التحتية الحيوية لأوكرانيا في كييف ومنطقتين أخريين دون غطاء للدفاع الجوي، وهو ما يرفع عدد المواقع الحساسة غير المحمية من ستة إلى أكثر من 40 موقعاً.
ووفقا للتقارير، لم تتمكن المقاتلات الروسية والمروحيات الهجومية تجاوز المناطق القريبة من خطوط الجبهة في أوكرانيا، منذ ما يقرب من عام، بعد إسقاط الدفاعات الجوية الأوكرانية عدة طائرات في الأسابيع الأولى من الحرب. ونتيجة لذلك، لجأت روسيا إلى صواريخ "كروز" المكلفة، والطائرات المسيرة بعيدة المدى لضرب عمق أوكرانيا.
إحدى النتائج المحتملة الأخرى لفقد الهيمنة على الأجواء الأوكرانية هي فقد أوكرانيا قدرتها على حشد القوات البرية بالقرب من الخطوط الأمامية، وشن الهجوم المضاد المتوقع خلال الأسابيع المقبلة، والذي تسعى كييف من خلاله لاستعادة الأراضي التي سيطرت عليها القوات الروسية.
ووفقا لتقديرات الجيش الأمريكي في أوروبا أن أوكرانيا بحاجة إلى 12 بطارية "باتريوت" أو سامب تي، و16 بطارية من فئة ناسامز أو آيريس-تي لتوفير تغطية سمائها، وفقا للوثائق. .
على المدى القصير، أوصت الوثيقة بمحاولة العثور على ذخائر إس-300 وبوك إضافية في الخارج، وهو مسعى صعب لأن معظم حلفاء أوكرانيا الذين يمتلكون مثل هذه الأنظمة قد نقلوها بالفعل، والاستثناء الرئيسي الوحيد هو اليونان، التي تمتلك بطاريتين من طراز إس-300. وقد زار وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف أثينا لإجراء محادثات بشأن الإمدادات العسكرية الشهر الماضي، لكن لم يتم إعلان أي نتيجة عن ذلك.
على المدى الطويل، كان الحل الوحيد المقترح هو تقديم أنظمة دفاع جوي غربية كافية لتغطية الدولة بأكملها، ودمجها رقميًا.
aXA6IDE4LjIyMi41Ni43MSA= جزيرة ام اند امز