الصيف يقترب.. لماذا لم يبدأ هجوم الربيع في أوكرانيا؟
على مدار شهور، شحن الحلفاء الغربيون أسلحة وذخائر بمليارات الدولارات إلى أوكرانيا لإيصال إمدادات عاجلة من أجل الهجوم المضاد في الربيع.
لكنه لم يتبق على انتهاء الربيع سوى أسابيع قليلة فقط، ثم يبدأ فصل الصيف، في حين تركز روسيا وأوكرانيا على معركة شرسة من أجل باخموت، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
- زيلينسكي في هيروشيما.. سجاد أحمر على الأرض و"إف-16" بالجو
- هجوم أوكرانيا المضاد.. أسرار التأخر بين "التكتيك" و"الفوضى"
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأسبوع الماضي، إن "الهجوم تأخر، لأن بلاده تفتقر إلى أسلحة غربية كافية للنجاح دون تكبد الكثير من الخسائر".
واعتبر مسؤولون وخبراء دفاع أن الطقس والتدريب يلعبان دورا أيضًا. وبحسب "أسوشيتد برس"، يصر المسؤولون على أن الهجوم المضاد قادم.
وقال مسؤول أمريكي -تحدث شريطة عدم كشف هويته لمناقشة المسألة الحساسة- إن التحركات الأولية التي اتخذتها أوكرانيا لتهيئة الظروف التي تريدها للهجوم بدأت بالفعل.
واستعرضت الوكالة الأمريكية عددا من العوامل التي تؤخر الهجوم المضاد والاستعدادات التي يتخذها الجانبان تحسبا لقرب اندلاعه.
الطقس
وقالت الوكالة الأمريكية إن جزءا كبيرا من التأخير سببه الطقس؛ إذ استغرق الأمر وقتًا أطول من المتوقع حتى تذوب الأرض المتجمدة في أوكرانيا وتجف، بسبب الربيع البارد الرطب الممتد، مما جعل من الصعب الانتقال إلى الهجوم.
وبدلا من ذلك، كانت هناك طبقة طينية عميقة بالأرض، الأمر الذي كان سيصعب حركة المركبات.
التدريب
وعلى مدار الأشهر القليلة الماضية، دربت الولايات المتحدة والحلفاء عشرات الآلاف من الجنود الأوكرانيين من أجل القتال. لكن تقترب الكتيبة الأوكرانية الأخيرة التي تدربها الولايات المتحدة حاليًا من الانتهاء.
وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن "هذا الفصل النهائي يرفع العدد الإجمالي للأوكرانيين الذين دربتهم الولايات المتحدة لهذه المعركة إلى أكثر من 10 آلاف و700".
ولم تتعلم تلك القوات المهارات الميدانية والطبية فحسب، بل أيضًا تكتيكات مسلحة مع المركبات القتالية المدرعة سترايكر وبرادلي ومدافع هاوتزر من طراز بلادين. كما يتضمن القوات الماهرة التي تدربت على تشغيل منظومات باتريوت.
وبحسب الوكالة، ستبدأ قريبا مرحلة جديدة؛ إذ ستبدأ الولايات المتحدة تدريب الأوكرانيين على دبابات أبرامز بمنطقة تدريب غرافينووهر في ألمانيا.
الأسلحة
وخلال الأشهر الخمسة الماضية وحدها، أعلنت الولايات المتحدة أنها سترسل أسلحة وذخائر إلى كييف بقيمة 14 مليار دولار، معظمها يسحب من المخزونات الحالية من أجل إيصال الإمدادات إلى أوكرانيا بسرعة. واستجاب حلف شمال الأطلسي (الناتو) والحلفاء الغربيون أيضًا، وتعهدوا بإرسال دبابات وعربات مدرعة وأنظمة الدفاع الجوي بمليارات.
وقال بن باري، مسؤول استخبارات بريطاني سابق وزميل حالي بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن العديد من تلك المعدات لم يصل بعد.
على سبيل المثال، وصل 100 فقط من حوالي 300 منظومة دبابات تم التعهد بها – مثل دبابات "ليوبارد 2" التي تعهدت بها دول من بينها الدنمارك، وهولندا، وإسبانيا، وألمانيا، بحسب قوله، مشيرا إلى أن حوالي 300 فقط وصلت من بين 700 أو نحو ذلك من المركبات القتالية التي تم التعهد بها، مثل مركبة المشاة الأمريكية برادلي.
وأشار باري إلى أن "أوكرانيا ستحتاج أيضًا إلى ذخيرة كافية لمواصلة وتيرة أعلى للقتال بمجرد بدء الهجوم المضاد".
ولفتت "أسوشيتد برس" إلى أن "كلا من روسيا وأوكرانيا تتخذان خطوات تحسبا للهجوم، إذ نقلت عن مسؤول غربي -طلب عدم تسميته- قوله إن روسيا لديها حوالي 200 ألف جندي على طول خط المعركة الممتد لمسافة ألف كيلومتر، والذين يتموضعون في خنادق في تكتيكات مشابهة لحرب الخنادق المستخدمة في الحرب العالمية الأولى".
ومن جانبها، بدأت أوكرانيا تشكيل العمليات، مثل استهداف الخطوط الأمامية لروسيا بنيران مدفعية بعيدة المدى. وربما يشير ذلك إلى أن أوكرانيا على وشك المضي قدما - أو ربما يكون ذلك تمويها للفت انتباه روسيا بعيدا عن ضربتها الأولى المخطط لها.
aXA6IDMuMTQ5LjIzMi44NyA= جزيرة ام اند امز