جرعة إف 16 تذكي حرب أوكرانيا.. تصعيد يكتب تفاصيل "يوم الألم"
على أنغام التصعيد العسكري بين كييف وموسكو، حاولت القوى الغربية إنقاذ الهجوم الأوكراني المضاد الذي بدأ يتداعى، بمساعدات عسكرية في شرايين أوكرانيا، وبتدريب لقواتها.
مساعٍ يهدف من خلالها الغرب إلى موازنة التفوق الجوي لروسيا على أوكرانيا؛ ما دفع الولايات المتحدة الأمريكية لمنح الدنمارك وهولندا الضوء الأخضر لإرسال مقاتلات أمريكية من طراز "إف-16" إلى أوكرانيا بعد أن ينهي الطيارون الأوكرانيون تدريبهم على استخدامها.
وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف يوم السبت، إن تدريب الأوكرانيين على تشغيل طائرات مقاتلة أمريكية من طراز إف-16 بدأ، مشيرًا إلى أن الأمر سيستغرق ستة أشهر على الأقل وربما فترة أطول.
وقال ريزنيكوف في مقابلة تلفزيونية إن 6 أشهر من التدريب تعتبر الحد الأدنى للطيارين، لكن لم يعرف بعد كم من الوقت سيستغرق تدريب المهندسين والفنيين.
وتريد أوكرانيا الطائرات الحربية المتطورة أمريكية الصنع حتى تتمكن من مواجهة التفوق الجوي لروسيا، التي شنت عملية عسكرية على البلد الأوراسي، في فبراير/شباط 2022.
وأوضح المسؤول العسكري الروسي: "لذلك، لبناء توقعات معقولة، نضع في الاعتبار ستة أشهر كحد أدنى، لكن لا تصابوا بالإحباط إذا استغرق الأمر وقتا أطول".
وقال مسؤول أمريكي يوم الخميس إن واشنطن وافقت على إرسال طائرات إف-16 إلى أوكرانيا من الدنمرك وهولندا للدفاع ضد روسيا بمجرد اكتمال تدريب الطيارين، مشيرًا إلى أن التدريب سيشمل تدريبا فنيا على اللغة، إذ إن المستوى الأساسي المعتاد للغة الإنجليزية ليس كافيا.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال في يوليو/تموز الماضي، إن موسكو ستعتبر إرسال مقاتلات "إف-16" إلى أوكرانيا تهديدًا "نوويًا".
ماذا عن الوضع الميداني؟
في مدينة كورسك في غرب روسيا، أصيب خمسة أشخاص في هجوم بطائرة مسيّرة أوكرانيّة استهدف محطّة للسكك الحديد، حسبما أعلن حاكم المنطقة الأحد.
وقال رومان ستاروفويت على تلغرام إن "هجوما أوكرانيا بطائرة بلا طيار استهدف كورسك" مضيفا: "وفق المعلومات الأولية، تحطمت على سطح مبنى المحطة، وبعدها اندلع حريق على السطح".
وأشار إلى أن "خمسة أشخاص أصيبوا بجروح طفيفة من شظايا الزجاج"، مؤكدًا أن مسعفين موجودون في المكان. وتبعد كورسك حوالى 90 كيلومترا فقط عن الحدود الفاصلة بين روسيا وأوكرانيا.
من جهته، أفاد رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين بأن طائرة مسيرة حاولت التوجه نحو موسكو وبأن الهجوم أحبِط، مضيفًا: "تم اعتراضها بواسطة قوات الدفاع الجوي"، شاكرا الجيش على عمله.
ونقلت وكالة تاس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية، قولها إن المسيّرة رصِدت فوق منطقة ستوبينسكي في منطقة موسكو بينما كانت متجهة نحو العاصمة.
وقالت الوزارة إنها دُمرت بوسائل إلكترونية وتحطمت في منطقة مهجورة دون التسبب في أي إصابات أو أضرار، منددة بمحاولة "هجوم إرهابي" من جانب "نظام كييف".
كما ذكرت تاس أن مطاري دوموديدوفو وفنوكوفو اللذين يخدمان العاصمة الروسية قد أغلقا موقتا.
التصعيد الأوكراني، جاء غداة قصف روسي، تعرضت له مدينة تشيرنيغيف في شمال أوكرانيا، مما أسفر -بحسب كييف- عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة 110.
من جهته، أعلن الجيش الروسي "القضاء" على 150 جنديا أوكرانيا حاولوا عبور نهر دنيبرو الذي يشكّل خط الجبهة في جنوب أوكرانيا حيث تسعى قوات كييف لاختراق دفاعات موسكو.
يوم الألم والخسائر
وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تلغرام: "أصاب صاروخ روسي وسط المدينة في تشيرنيغيف"، مضيفا "أصيبت ساحة وجامعة بوليتكنيك ومسرح. يوم سبت عاديّ حوّلته روسيا إلى يوم ألم وخسائر. هناك قتلى وجرحى".
أسفر الهجوم عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل و110 جرحى، بحسب حصيلة أوردها السبت
وفاجأ القصف سكان هذه المدينة التي بقيت بمنأى عن الهجمات الواسعة النطاق خلال الأشهر الأخيرة، بعدما حاصرتها القوات الروسية لفترة وجيزة في بدء العملية العسكرية في فبراير/شباط 2022.
وقالت إيرينا، وهي نادلة تبلغ 24 عامًا: "ما زلت في حالة صدمة لأن ذلك لم يحدث منذ فترة طويلة"، موضحة: "اعتقدنا أن شرفة انهارت. لكن عندما خرجنا، وجدنا أن الواجهة تحطمت وكان هناك دخان، والناس يتراكضون وهم يبكون أو يئنون".
وندّدت الأمم المتّحدة بالهجوم الروسي في وسط مدينة تشيرنيغيف. وقالت المنسّقة الإنسانية للمنظمة في أوكرانيا دونيز براون في بيان: "من الشنيع مهاجمة الساحة الرئيسية لمدينة كبيرة، صباحاً، فيما الناس يتنزّهون، ويتوجّه بعضهم إلى الكنيسة لإحياء مناسبة دينية".
وقالت الخارجية الفرنسية: "بموجب القانون الدولي، يشكل الاستهداف المتعمد لأهداف مدنية جريمة حرب. إنه مثال جديد على جبن روسيا". بدورها، نددت منظمة اليونسكو باستهداف الوسط التاريخي للمدينة، وخصوصا مسرحها.
جرى القصف بعدما أعلنت كييف هذا الأسبوع إحراز تقدّم محدود في شرق البلاد وجنوبها في إطار هجومها المضاد لتحرير المناطق التي تسيطر عليها روسيا.