أوكرانيا بين مطرقة الناتو وسندان روسيا.. تحذير ووعيد وحرب شاقة
بين رفض حلف شمال الأطلسي (الناتو) انضمام أوكرانيا إلى صفوفه خلال الحرب الجارية على أراضيها، ووعيد روسيا بتنفيذ أهداف عملياتها العسكرية، وجدت كييف نفسها في موقف لم تكن لتتوقعه.
فالبلد الذي يستعد لهجوم مضاد ضد روسيا شحذ له جميع أسلحته السياسية والدبلوماسية والعسكرية، بات في موقف "صعب" بعد إغلاق "الناتو" الأبواب أمام انضمامه إليه في الوقت الحالي، فيما باتت أبواب أوروبا على وشك الإغلاق -كذلك-، وخاصة بعد التئام القمة الأولى للمجموعة السياسية الأوروبية التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال أيام.
فماذا حدث؟
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، صدم أوكرانيا اليوم الأربعاء، بإعلانه أن كييف لن تتمكن من الانضمام إلى الحلف ما دامت الحرب مستمرة.
وفي فعالية نظمها صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة في بروكسل، قال ستولتنبرغ: "أعتقد أن الجميع أدركوا أن الانضمام إلى الحلف وسط الحرب ليس واردا. المسألة هي ما سيحدث عندما تنتهي الحرب".
"صدمة" أضيفت إلى أخرى، تمثلت في تقديم الحكومة السويسرية مبادرة تجاه برلين الأربعاء من خلال مشروع لبيع دبابات ليوبارد 2 غير مستخدمة إلى الشركة المصنعة الألمانية لوضعها في متناول الجيش الألماني أو شركاء في حلف شمال الأطلسي.
وكان وزيرا الاقتصاد الألماني روبرت هابيك والدفاع بوريس بيستوريوس تقدما بهذا الطلب في رسالة مؤرخة في 23 فبراير/شباط إلى المستشارة الاتحادية المسؤولة عن الدفاع فيولا أمهيرد.
وتعهدا في الرسالة بعدم نقل الدبابات إلى أوكرانيا بل الاحتفاظ بها لألمانيا أو لشركاء آخرين في حلف شمال الأطلسي أو الاتحاد الأوروبي راغبين في تعزيز تسلحهم، بحسب بيان صادر عن المجلس الفدرالي، الذي بدا حازماً بشأن إعادة تصدير أسلحة سويسرية إلى أوكرانيا.
وتتمسّك سويسرا بالحياد العسكري بشكل صارم، ورغم ضغوط من كييف وحلفائها، رفضت برن السماح للدول التي تملك أسلحة مصنوعة في سويسرا بإعادة تصديرها إلى أوكرانيا.
وعيد روسي
قائمة من الصدمات اكتمل عقدها، بوعيد روسي، بحسب المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف والذي قال الأربعاء إن روسيا ستحقق جميع أهدافها في أوكرانيا إما من خلال عمليتها العسكرية الخاصة أو من خلال وسائل أخرى.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت روسيا ستدرس إمكانية تجميد الصراع، قال بيسكوف في تصريحات لوكالة أنباء تاس الروسية الرسمية، إن موسكو "تأخذ فقط في اعتبارها استكمال عمليتها العسكرية الخاصة: ضمان مصالحها وتحقيق أهدافها إما من خلال العملية العسكرية الخاصة أو أي وسائل أخرى متاحة".
في السياق نفسه، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الأربعاء إن موسكو سترد "بحزم شديد" على التوغلات المسلحة المستقبلية، بعد يوم من هجوم شنته مجموعات عبرت من أوكرانيا إلى الأراضي الروسية.
وأوضح شويغو خلال اجتماع مع كبار المسؤولين العسكريين "سنواصل الرد بسرعة وبحزم شديد على مثل هذه الأعمال".
وأفاد أن القوات الروسية قتلت "أكثر من 70 إرهابيا أوكرانيا" ودمّرت مركبات مسلحة خلال الاشتباكات، وهي ادعاءات لم تثبت صحتها بشكل مستقل.
وأشار شويغو إلى أن "الجنود الجرحى وعائلات القتلى" سيحصلون على إعانات تصل إلى خمسة ملايين روبل (62,550 دولارا)، بالإضافة إلى سداد القروض.
وأعلن أعضاء مجموعتين مناهضتين للكرملين مسؤوليتهما عن التوغل فيما نفت كييف تورطها رسميا.
تحذير من خسارة "الحرب"
وحذر يفغيني بريغوغن مؤسس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة من أن روسيا قد تواجه ثورة مماثلة لثورة 1917 وتخسر "الحرب" في أوكرانيا ما لم تتعامل النخبة بجدية.
وقال بريغوغن، إن أوكرانيا تعد لهجوم مضاد يهدف إلى دحر القوات الروسية إلى حدود ما قبل 2014 عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، مشيرًا إلى أن أوكرانيا ستحاول محاصرة باخموت وشن هجوم في القرم.
وأضاف في مقابلة نشرت عبر قناته على تطبيق "تلغرام": "على الأرجح لن يكون هذا السيناريو في صالح روسيا، لذلك نحن بحاجة للاستعداد لحرب شاقة"، مضيفًا: "نحن في وضع يمكن أن نخسر فيه روسيا، هذه هي المشكلة الرئيسية ... نحن بحاجة إلى فرض أحكام عرفية".
وأشار إلى أن النخبة الروسية تحمي أبناءها من المشاركة في الحرب بينما يهلك أبناء عموم الشعب على الجبهة، وهو وضع قال إنه يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في روسيا.
وقال إنه إذا استمر المواطنون العاديون في استلام جثامين أبنائهم بينما يستمتع أبناء النخبة بأشعة الشمس في رحلات بالخارج، فإن روسيا ستواجه اضطرابات على غرار ثورة 1917 التي أشعلت حربا أهلية.
aXA6IDMuMTM1LjIxOS4xNTMg جزيرة ام اند امز