«العين الإخبارية» ترصد فرص وشروط السلام بأوكرانيا.. مناظرة بذكرى الحرب
في ذكرى انطلاق الحرب في أوكرانيا، لا يزال كل طرف يرى الوضعية الحالية بعينه، ويضع خططه وأهدافه بناء على رؤيته لسير المعارك.
فالجمود العسكري المستمر في ميدان القتال وجد طريقه إلى السياسة وحديث التسوية والسلام، فكل طرف يضع شروطه ولا ينظر لمطالب الطرف الآخر، ما يؤجل وضع نهاية للحرب الدموية في أوكرانيا.
وفي هذا السياق، ومع دخول الصراع عامه الثالث، تعرض "العين الإخبارية" مواقف الطرفين من الحرب والسلام، فيما يمكن اعتباره مناظرة سياسية تعيد التذكير بوجهة نظر أوكرانيا وروسيا.
البداية من أوكرانيا التي تجري على أراضيها المعارك، إذ قال يفهين ميكيتينكو مستشار وزير الخارجية الأوكراني، في حديث لـ"العين الإخبارية": "لا يوجد أي خوف أو قلق بين الأوكرانيين، وإنما هناك ثبات وإيمان فيما نحن به مقتنعون، وهو حماية وطننا وشعبنا وعائلاتنا".
وتابع "روسيا هي أكبر دولة في العالم فيما يخص البعد الجغرافي والأراضي، وهي دولة يعيش فيها أكثر من 140 مليون نسمة، ودولة غنية وكل شيء متوفر عندها"، مضيفا "لم نكن نتوقع الهجوم الروسي".
وحول وضعية تسلح كييف في ضوء تجمد الدعم الأمريكي إثر خلاف في الكونغرس، قال "هناك إعلانات يومياً بأن دولة ما تؤكد أنها سترسل أسلحة جديدة لتزويد أوكرانيا، ونحن قد بدأنا منذ زمن إنتاج أسلحة محلية"، مضيفا "أنا لدي قدر من التفاؤل بهذا الأمر وإن كان حذراً".
وحول فرص السلام، قال مستشار وزير الخارجية الأوكراني "وفقاً للموقف الرسمي الأوكراني الذي أعلن عنه الرئيس فولوديمير زيلينسكي فإن انسحاب روسيا من الأراضي الأوكرانية سيجلب السلام فوراً، مع التعويضات المناسبة وضمانات الأمن المناسبة".
في المقابل، قال الخبير الاستراتيجي الروسي الدكتور رولاند بيجاموف، في حديث لـ"العين الإخبارية"، "المبادرة الاستراتيجية في الوقت الحاضر انتقلت إلى جانب الروس وهذا منذ أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، بعد أن نجح الجيش في الضغط الموازي على طول الجبهة مع أوكرانيا في 5 أو 6 نقاط".
وتابع "أبرز مظاهر نجاح هذه الاستراتيجية كان فرض السيطرة على أفدييفكا -وأنا أسميه تحريرا-، إذ أسهم ذلك في تحريك الجبهة في أول نجاح استراتيجي للروس، ومن المتوقع أن تحدث هجمات روسية مضادة في أماكن أخرى".
بيجاموف قال أيضا "الأوكرانيون في موقف الدفاع وقد انتقلوا إلى الضفة الأخرى، لأن الهجوم المضاد الذي كانوا يروجون له هم والقائمون عليه منذ العام الماضي فشل، وهذا بدا واضحاً في منتصف الصيف، ولكن البروباغندا الأمريكية كانت تحاول تغطية الحقيقة والإخفاق".
وحول شرط أوكرانيا الانسحاب من كل أراضيها بما في ذلك شبه جزيرة القرم لتحقيق السلام (حدود ١٩٩١)، قال "هذا غير واقعي بالطبع، إنها دعاية مضادة، ولكن فلنعد إلى حدود 1991 التي هي حدود الاتحاد السوفياتي، وأي روسي سيرحب بذلك، لأنه كما نعلم فإن الحدود السوفياتية كانت مجرد خطوط إدارية داخل الدولة الواحدة، وهي الاتحاد الروسي، التي لم يكن لأوكرانيا في إطارها أي دور، فقد كانت حدودا أشبه بالخطوط الإدارية بين محافظات".
وعاد ليبدي بعض التشكيك في إمكانية حدوث التسوية، وقال "الجميع بات يدرك ويدري أن أي مصالحة مع الأوكرانيين وتوقيع سلام سيكون شيئا مؤقتا كما حدث باتفاقية مينسك 2، فالأوكرانيون ومن خلفهم يقدمون ورقة ثم يسحبونها، وبالتالي الخيار الوحيد أمام موسكو هو تنفيذ جميع أهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة، والروس مضطرون لذلك".
وحول شروط موسكو في أي تسوية مستقبلية، قال "أن يكون هناك اتفاق بشأن جمهوريتي دونباس لوهانسك ودونيتسك، ونزع النازية الجديدة من أوكرانيا، وعدم عسكرة أوكرانيا، أي أن يتم نزع سلاحها، وأن تكون محايدة، لأن عدم حياد أوكرانيا السبب الرئيسي للحرب، وكذلك مساعي حلف شمال الأطلسي "الناتو" لضم أوكرانيا وجورجيا".