الحسم في أوكرانيا.. أزيز السلاح أم "دبلوماسية الإنذار"؟
أمل عابر أحيته المفاوضات الروسية الأوكرانية سرعان ما تلاشى تحت وقع دوي القصف في تطورات تشي بأن الحسم سيكون عسكريا بالأساس.
طرح تدعمه مخرجات المحادثات الأخيرة التي استضافتها أنطاليا التركية وأظهرت أن الجانبين يعتبران أن السيناريو العسكري هو الرئيسي، أي أن "أوكرانيا لا تخسر الحرب وروسيا لا تكسبها".
سيناريو دفع باتجاه استمرار القتال وهو ما يجري حاليا حيث تتمركز القوات الروسية حول العاصمة الأوكرانية كييف، فيما حاصرت العديد من المدن الكبرى بانتظار معركة الحسم، ما يعني أن الحل في نهاية المطاف لن يكون سياسيا وإنما وفق ما تفرزه موازين القوى على الأرض.
والخميس، خرج وزيرا الخارجية الروسي سيرجي لافروف، والأوكراني دميترو كوليبا، عقب اجتماع برعاية نظيرهما التركي مولود تشاووش أوغلو، بعد أقل من ساعتين من المفاوضات دون الإعلان عن إحراز تقدم، لكنهما تعهدا بمواصلة الحوار.
نتائج متوقعة في ظل التطورات على الأرض، فموسكو لن تقبل بالتراجع وهي التي دخلت أوكرانيا في "عملية عسكرية" لنزع سلاحها وتحييد التهديدات الأمنية المحتملة حال انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو".
كما أن أوكرانيا الباحثة عن الخروج من الحرب بأقل الخسائر السياسية -رغم خسائرها البشرية والمادية-، لن تقبل بشروط موسكو المطالبة بحكومة موالية لها تجنبها صداع الغرب.
وما بين الطرحين، تنحسر أرضية التلاقي وبالتالي تتقلص المساحة القابلة للتفاوض بين الطرفين، ليترك أمر الحسم للسلاح، في قراءة تؤيدها ناتيا سيسكوريا، الباحثة الجورجية في معهد "رويال يونايتد سيرفس" بلندن.
وترى سيسكوريا، في حديث لـ"فرانس برس"، أنه بينما يتواصل الجدل حول موضوع فتح ممرات إنسانية لإجلاء سكان المدن المحاصرة، فإنه "من الصعب مناقشة أي حل للنزاع على الإطلاق أو حتى وقف لإطلاق النار".
واضافت "في هذه المرحلة، تحاول روسيا تحقيق أهدافها القصوى بأوكرانيا، وإذا نجحت في إجبار الأوكرانيين على قبول شروطها على طاولة المفاوضات، فستحصل على ما تريد. ولكن إذا لم يتحقق ذلك فستستمر الحرب".
دبلوماسية الإنذار
لم تشكل الدبلوماسية أبدا بديلا لميزان القوى حين يتعلق الأمر بالنزاعات، وهذا ما يمكن إسقاطه على الحرب الروسية في أوكرانيا، وفق السفير الفرنسي السابق في سوريا ميشال دوكلو.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الدبلوماسي دوكلو تأكيده أن موسكو تفاوض على "مفهوم للدبلوماسية يقضي بإخضاع الآخر وبالتالي فهي دبلوماسية الإنذار".
وأضاف: "نحن في مرحلة يواجه فيها الروس صعوبات لكنهم يتمسكون بفكرة الإنذار"، فمن وجهة نظر موسكو، تهدف محادثات مثل تلك التي جرت في أنطاليا إلى "التأثير على معنويات الأوكرانيين، وإحداث بعض الارتباك لهم وللعالم الخارجي".
كما أن المفاوضات قد لا تجدي نفعا في حال لا تعتبر موسكو نفسها في وضع المهاجم لأوكرانيا، وإنما ترى أنها عملية عسكرية لحماية دونباس وحفظ أمنها القومي، ما يعني أن موسكو تريد إقناع العالم بأنه لا بديل عن القوة
الباحثة ناتيا سيسكوريا عادت لتؤكد أن "روسيا تبحث أيضا عن ذريعة لتكون قادرة على القول إنها جرّبت الدبلوماسية لكن تلك الدبلوماسية فشلت لأن أوكرانيا رفضت مطالبها (...) مبررة بذلك أعمالها العسكرية المقبلة".
فيما يرى المحلل أوليغ إغتانوف أن محادثات من هذا النوع تسمح لكل من الطرفين بتقييم مواقف الطرف الآخر، مشيرا إلى أن "أوكرانيا تأمل في أن تتمكن من وقف العملية العسكرية الروسية بوسائل دبلوماسية"، بينما روسيا "تريد فهم الموقف الأوكراني".
aXA6IDE4LjIyMy4yMzcuMjE4IA== جزيرة ام اند امز