من حرب أكتوبر إلى أوكرانيا.. روسيا تعيد تكتيك "الضرب والارتقاء"
تكتيك "قديم" يتبناه الطيارون الروس لتفادي صواريخ الخصم في تقنية سبقهم إليها الإسرائيليون خلال حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.
تكتيك غير معتاد يعتمد على إطلاق صواريخ غير موجّهة بدل إطلاقها على هدفها بشكل مباشر أثناء تحليقها، بحسب تقرير لمجلة "الإيكونوميست".
المجلة أوضحت أن الطيارين الروس يميلون إلى التحليق على ارتفاع منخفض قبل إطلاق مجموعة كاملة من الصواريخ بشكل حاد إلى الأعلى، ثم الانحراف بالطائرة بعيدا.
وهذا التكنيك المعروف باسم "الارتقاء" أو "القذف"، له بعض المزايا، لكنه يشير إلى نقص الأسلحة الحديثة على كلا الجانبين.
مسار
لا يعد الروس سباقين في استخدام هذه التقنية التي جرى تطويرها في الأصل من قبل القوات المسلحة الأمريكية في أربعينيات القرن الماضي.
وحينها كان الدافع لذلك هو إيصال قنبلة ذرية دون الاضطرار إلى التحليق مباشرة فوق هدفها، حيث تقوم الطائرة بتسلق شديد الانحدار قبل إطلاق قنبلة على مسار تصاعدي، ثم تنحرف بشكل حاد بينما تستمر القنبلة في الهبوط على هدفها، محققة أقصى مدى دون أن تصطادها الدفاعات الجوية.
ولاحقا، استخدم الإسرائيليون هذا التكتيك في حرب السادس من أكتوبر/تشرين الأول عام 1973، للابتعاد عن أنظمة صواريخ أرض-جو المصرية والسورية.
وهاهم اليوم الروس يمضون على ذات الخطى لتحقيق نفس الهدف، فطائراتهم مجهزة بصواريخ يبلغ مداها 4 كيلومترات تم تطويرها في السبعينيات، ويتم إطلاقها بهذه الطريقة في محاولة لأن يكون مداها أبعد من ذلك.
تأثير مضاعف
صممت رؤوس الصواريخ الحربية التي تطلقها هذه الطائرات بهذا التكنيك بهدف إحداث تأثير مضاعف، مما يسمح باختراق المركبات المدرعة.
غير أن المجلة تشير إلى أنه ما تأتي هذه التقنية على حساب الدقة، حيث يمكن للصواريخ التي يتم إطلاقها في أزواج أن تستهدف هدفا محددا، ولكن الإطلاق الكامل خلال "وثب" الطائرة للأعلى يطلق صواريخ في الاتجاه العام للعدو، لكن بشكل عشوائي.
وإجمالا، ترى المجلة نفسها أن لجوء روسيا وأوكرانيا لاستخدام هذه الصواريخ غير الموجهة يظهر مدى ضعف تجهيز قواتهما الجوية أو النقص الفادح في مخزون كل منهما.