حرب أوكرانيا.. كيف ينظم القانون الدولي التعامل مع الأسرى؟
مع استمرار حرب أوكرانيا سقط العديد من الأسرى، وهنا طرحت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تساؤلا حول كيفية معاملتهم وفق القانون الدولي؟
وقالت الصحيفة الأمريكية إن المقاتلين الذين تأسرهم قوات العدو خلال صراع يحميهم القانون الدولي، لافتة إلى أنه باعتبارهم أسرى حرب، يحصلون على امتيازات محددة، من بينها المعاملة الإنسانية، والرعاية الطبية، والعودة السريعة إلى أوطانهم عند انتهاء الصراع.
وقالت روسيا، الجمعة، إن أكثر من 1900 مقاتل أوكراني استسلموا من مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول خلال الأيام الأخيرة، ونقل بعض هؤلاء المقاتلين على الأقل إلى منشأة في الأراضي التي تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا، بحسب وزارة الدفاع الروسية.
وفي أوكرانيا، حاكمت السلطات بالفعل ثلاثة من الجنود الروس الذين أسرتهم بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
وتستعرض "واشنطن بوست" كل ما تحتاج معرفته عن أسرى الحرب والقوانين المنظمة لكيفية معاملتهم بموجب القانون الدولي.
أسرى الحرب
"أسرى الحرب" هم أفراد من القوات المسلحة، أو المقاتلين في مليشيات معينة أو قوات متطوعة "سقطت في قبضة العدو" خلال صراع عسكري، بحسب اتفاقية جنيف الثالثة، وهي الاتفاقية الدولية التي تم اعتمادها في عام 1949 كجزء من مجموعة من الاتفاقيات التي تنظم قواعد الحرب.
والمجموعات الأخرى التي تصنف ضمن تلك الفئة هم: أفراد الدعم العسكري، متعاقدو الإمدادات، والمقيمين في الأراضي غير المحتلة وحملوا السلاح طواعية للانضمام إلى القتال.
وقالت لوري بلانك، خبيرة قانون الصراع المسلح بجامعة إيموري: "أسير الحرب هي صفة مهمة للغاية لأنه يأتي معها امتيازات وحماية، وهي في الأساس الصفة الأكثر حماية للأفراد الذين تم أسرهم".
لكن تظل مسألة من يعتبر أسير حرب حقيقيا محفوفة بالجدل وغالبا ما يقررها الآسرون أنفسهم.
وطبقت الولايات المتحدة هذا التصنيف في بعض الأوقات بشكل متفاوت، حيث استخدمه بشكل واسع النطاق خلال حرب فيتنام، لكن واجهت انتقادات من الجماعات الحقوقية لعدم تصنيف مقاتلي طالبان كأسرى حرب في بداية العملية العسكرية الأمريكية في أفغانستان.
وفي أوكرانيا، يظل إجمال عدد أسرى الحرب الذين أسرهم أي من الجانبين غير واضح.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الخميس، إنها سجلت مئات الأوكرانيين أسرى حرب هذا الأسبوع من مصنع آزوفستال.
وتتضمن عملية التسجيل جميع البيانات الشخصية حتى تتمكن اللجنة من تتبعهم ومساعدتهم على التواصل مع عائلاتهم.
لكن لأن الكرملين أشار مرارا إلى المقاتلين الأوكرانيين في ماريوبول بـ"النازيين"، تشعر بعض الجماعات الحقوقية وخبراء القانون بالقلق إزاء احتمال أن تحرم روسيا الأسرى الأوكرانيين من أشكال الحماية التي يوفرها هذا التصنيف.
حقوق بالقانون الدولي
روسيا وأوكرانيا بين حوالي 200 دولة موقعة على اتفاقية جنيف الثالثة، والتي تحدد حقوق أسرى الحرب.
وتنص الاتفاقية على أنه يجب "معاملة الأسرى في كل الأوقات معاملة إنسانية"، ويمنع قتل الأسرى عمدا، أو تعذيبهم، أو إجراء تجارب علمية أو طبية عليهم. ويجب حماية الأسرى من "العنف أو التخويف والإهانات والفضول العام".
كما يجب أن توفر الدول الرعاية الطبية لأسرى الحرب وتأويهم في أوضاع لائقة، من بين شروط أخرى. ويجب احتجازهم في معسكرات محددة لأسرى الحرب وليس سجونا، وعند انتهاء الصراع يجب إعادتهم إلى أوطانهم بسرعة.
وبموجب الاتفاقية تتمتع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، منظمة حيادية، بحق الوصول إلى أسرى الحرب للتأكد من معاملتهم معاملة إنسانية. وقالت المنظمة يوم الجمعة إنها زارت أسرى جميع أطراف الصراع وأطلعت "مئات العائلات (على حالة) أحبائهم".
وتعهدت الحكومة الروسية والأوكرانية بمعاملة أسرى الحرب وفقا للقانون الدولي، لكن اتهمت الجماعات الحقوقية كلا الجانبين بارتكاب انتهاكات بحقهم.
محاكمة أسير الحرب
لا يمكن محاكمة أسرى الحرب على القتال في صراع، لكن يمكن محاكمتهم في ارتكاب جرائم حرب، والتي تتضمن استهداف المدنيين عمدا أو مهاجمة المواقع المدنية مثل المستشفيات أو المدارس.
ويحق لأسرى الحرب الحصول على محام مختص والخضوع لمحاكمة عادلة، ويمكنهم الاستئناف على الإدانة والحكم.
ومع ذلك، تعتبر مواجهة الأسرى لمحاكمة بينما لا يزال الصراع جاريا أمرا غير معتاد.
وقد يكون من المناسب فعل ذلك بينما لا تزال الأدلة جديدة، بحسب خبراء، لكن قد تلعب السياسة دورا.
وبدأت أوكرانيا بالفعل محاكمة جنود روس بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
aXA6IDE4LjE4OS4xNDMuMSA= جزيرة ام اند امز