من الاستقلال للحرب.. 3 عقود من الصراع والتشابك بين روسيا وأوكرانيا
تاريخ طويل ومتشابك من الصراع بين روسيا وأوكرانيا زادات حدته بعد إعلان استقلال أوكرانيا في عام 1991.
ويصادف اليوم الأربعاء الذكرى السنوية الـ 31 لاستقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفياتي، والتي تأتي في ظل حرب مع روسيا بدأت قبل 6 أشهر وسط غياب أي أفق لحل الأزمة بين موسكو وكييف، ومن ورائها حلفاؤها الغربيون.
وتتهم أوكرانيا وداعموها الغربيون موسكو بشن حرب عدوانية غير مبررة بهدف السيطرة على الأراضي ومحو الهوية الوطنية الأوكرانية.
لكن بوتين قال إن الهدف نزع السلاح من البلاد من أجل ضمان أمن روسيا بشكل استباقي أمام توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) وتخليصها من القوميين اليمينيين الذين قال إنهم يهددون روسيا.
وتستعرض وكالة "رويترز" تسلسلا زمنيا للأحداث الرئيسية في تاريخ السياسة الأوكرانية منذ فوزها بالاستقلال عن موسكو عام 1991.
1991: أعلن ليونيد كرافتشوك، زعيم جمهورية أوكرانيا السوفياتية، الاستقلال عن موسكو. وفي استفتاء وانتخابات رئاسية، دعم الأوكرانيون الاستقلال بغالبية ساحقة، وانتخبوا كرافتشوك رئيسا.
وحل محله ليونيد كوتشما عام 1994، عندما وافقت أوكرانيا أيضًا على التخلي عن ترسانتها النووية -ثالث أكبر ترسانة في العالم، الموروثة من العهد السوفياتي- مقابل ضمانات أمنية تستند إلى احترام استقلالها وسيادتها بموجب مذكرة بودابست التي وقعت عليها أيضًا روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا.
2004: جرى إعلان المرشح الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش رئيسا، لكن تسببت مزاعم تزوير الانتخابات في اندلاع احتجاجات فيما أصبح يعرف بـ"ثورة البرتقال"، ما أُجبر على إعادة التصويت. وجرى انتخاب رئيس الوزراء السابق الموالي للغرب، فيكتور يوشينكو، رئيسا.
2005: تولى يوشينكو السلطة على وعد بقيادة أوكرانيا بعيدا عن فلك الكرملين، والاتجاه نحو الناتو والاتحاد الأوروبي. وعين رئيسة سابقة لإحدى شركات الطاقة، يوليا تيموشينكو، رئيسة للوزراء، لكن بعد نزاع داخلي في المعسكر الموالي للغرب، أقيلت.
2010: فاز يانوكوفيتش في الانتخابات الرئاسية. وأبرمت روسيا وأوكرانيا صفقة لتسعير الغاز مقابل تمديد عقد إيجار البحرية الروسية بأحد موانئ البحر الأسود بشبه جزيرة القرم الأوكرانية.
2013: علقت حكومة يانوكوفيتش محادثات التجارة والشراكة مع الاتحاد الأوروبي في نوفمبر/تشرين الثاني، واختارت إحياء الروابط الاقتصادية مع موسكو، مما تسببت في مسيرات جماهيرية استمرت شهورا في كييف. واتهم بوتين الغرب بالتحريض على الاحتجاجات ودعمها.
2014: وتحولت الاحتجاجات، التي تركزت إلى حد كبير حول ساحة الميدان، إلى أعمال عنف، وقتل عشرات المحتجين. وفي فبراير/شباط، صوت البرلمان على عزل يانوكوفيتش، الذي هرب. خلال أيام، وبالتوازي سيطر مسلحون على البرلمان في القرم ورفعوا علم روسيا.
وضمت موسكو الأراضي بعد استفتاء أجري في 16 مارس/آذار الذي أظهر دعما ساحقا لانضمام القرم إلى روسيا.
أبريل/نيسان 2014: أعلن انفصاليون موالون لروسيا في منطقة دونباس شرق أوكرانيا الاستقلال. واندلع القتال واستمر بشكل متقطع حتى 2022، بالرغم من وقف إطلاق النار المتكرر.
يوليو/تموز 2014: أسقط صاروخ طائرة الركاب MH17 فوق شرق أوكرانيا كانت متجهة إلى أمستردام من كوالالمبور، مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 298 شخصا. وأرجع المحققون السلاح الذي تم استخدامه إلى روسيا، التي تنكر تورطها في الأمر.
2017: أبرم الرئيس بيترو بوروشينكو، رجل أعمال ملياردير موال للغرب ظل في السلطة حتى مايو/أيار عام 2014، اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي بشأن التجارة الحرة للسلع والخدمات. وحصل الأوكرانيون أيضًا على الحق في السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي بدون تأشيرة.
2019: يهزم فولوديمير زيلينسكي بوروشيكو في الانتخابات الرئاسية التي عقدت في أبريل/نيسان على وعد بالتصدي للفساد المستشري وإنهاء الحرب في شرق أوكرانيا. وفاز حزبه "خادم الشعب" في انتخابات البرلمان في يوليو/تموز.
2021: يناشد زيلينسكي في يناير/كانون الثاني الرئيس الأمريكي جو بايدن ليدع أوكرانيا تنضم إلى الناتو. وتحشد روسيا قواتها قرب الحدود الأوكرانية خلال الربيع فيما قالت إنها تدريبات.
وفي ديسمبر/كانون الأول عرضت روسيا مطالب أمنية مفصلة تتضمن ضمانة ملزمة قانونا بأن يتخلى الناتو عن أي نشاط عسكري في أوروبا الشرقية وأوكرانيا. وردا على ذلك، كرر الناتو التزامه بسياسة "الباب المفتوح" مع تقديم مناقشات "عملية" لمخاوف موسكو الأمنية.
2022: في خطاب متلفز في 21 فبراير/شباط، قال بوتين إن أوكرانيا جزء لا يتجزأ من التاريخ الروسي، وأنه لم يكن لديها تاريخ من صفة الدولة الحقيقية، وتديرها قوى أجنبية، وبها نظام صوري.
ووقع بوتين اتفاقيات للاعتراف باستقلال المناطق الانفصالية في شرق أوكرانيا. وفرض الغرب مزيدا من العقوبات على روسيا.
وفي 24 فبراير/شباط، أعلن بوتين الحرب في خطاب مسجل قبل الفجر وشنت روسيا الحرب، مستهدفة القوات الأوكرانية والقواعد الجوية بالصواريخ والمدفعية وقصف مناطق داخل المدن. ومع فرار الآلاف من منازلهم، أمر زيلينسكي بتعبئة عامة.