وساطات في حرب أوكرانيا.. هل تكبح الدبلوماسية نزيف النزاع؟
وساطات دولية تحاول مد الجسور بين روسيا وأوكرانيا لوقف نزيف أسوأ نزاع تشهده أوروبا عبر تقديم الدبلوماسية بديلا عن الحرب.
ورغم أن كل الجهود لم تنجح حتى الآن في إنهاء النزاع، إلا أن بعض الاختراقات المسجلة ضمنها - من ذلك نجاح وساطة سعودية - إماراتية في تبادل سجناء بين موسكو وواشنطن، يبقي على بصيص أمل في نقل المعارك من الجبهات إلى طاولة الحوار.
وعقب اندلاع الحرب، جرت مفاوضات بين موسكو وكييف من أجل إنهاء النزاع، والتقى وزيرا خارجيتَي البلدين في مارس/آذار 2022 بتركيا لكن دون التوصل إلى نتائج جوهرية.
ومنذ أن تعثّرت المفاوضات، يتبادل الطرفان الاتهامات بالتسبب بهذا الجمود.
أفريقيا على الخط
على خط الوساطات تدخل أفريقيا في محاولة دولية جديدة لوقف النزاع المستعر منذ أكثر من عام شرقي القارة العجوز، حيث يعتزم 6 قادة أفارقة السفر إلى روسيا وأوكرانيا "في أقرب وقت ممكن" للمساعدة في إيجاد حلّ للنزاع "المدمّر".
وفي تصريحات إعلامية أدلى بها، الثلاثاء، في مدينة الكاب، قال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا، إن الرئيسَين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي "وافقا على استقبال البعثة وقادة الدول الأفريقية" في موسكو كما كييف.
وأضاف رامابوزا أنه أجرى "اتصالات منفصلة" مع كلّ من بوتين وزيلينسكي نهاية الأسبوع الماضي، قدّم خلالها مبادرة صاغتها زامبيا والسنغال وجمهورية الكونغو وأوغندا ومصر وجنوب أفريقيا.
كما أعلن أنه اتفق "مع الرئيسَين بوتين وزيلينسكي على بدء الاستعدادات للتعامل مع رؤساء الدول الأفريقية"، معربا عن أمله "بأن نجري محادثات مكثّفة".
ولم يقدّم رامابوزا جدولًا زمنيًا محددًا للزيارة أو أي تفاصيل أخرى، مكتفيًا بالقول إن النزاع في أوكرانيا له تداعيات "مدمّرة"، وأن القارة الأفريقية "تعاني كثيرًا هي أيضًا" بسببه.
الصين
تحاول بكين إعادة إشعال المحادثات بين كييف وموسكو عبر ورقة مؤلفة من 12 نقطة، نُشرت في الذكرى السنوية الأولى للحرب، إلى جانب الدعوة إلى وقف إطلاق النار.
وفي أحدث تعليق حول المبادرة الصينية، قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق ومستشار الأمن القومي، هنري كيسنجر، إن مفاوضات سلام روسية أوكرانية قد تبدأ بحلول نهاية العام، بفضل الجهود الأخيرة التي بذلتها الصين.
وأوضح كيسنجر، في مقابلةٍ مع قناة "سي بي أس نيوز" الأمريكية، أن الحرب الروسية الأوكرانية تقترب من نقطة تحول، متوقعا "إجراء مفاوضات بحلول نهاية العام، بفضل الجهود الأخيرة التي بذلتها الصين".
البرازيل
في أبريل/نيسان الماضي، أعلن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، أنه تباحث مع الصين ودولة الإمارات العربية المتحدة بشأن وساطة مشتركة لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا.
وخلال مؤتمر صحفي عقده حينها في أبوظبي، أعرب دا سيلفا عن أمله في التحاق الإمارات والصين، التي زارها في وقت سابق، إلى "مجموعة عشرين" سياسية لمحاولة إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقال إن الرئيس الروسي فلاديمير "بوتين لا يتخذ أي مبادرات لوقف الحرب و(الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي من أوكرانيا لا يتخذ أي مبادرات لوقف الحرب".
اختراق سعودي إماراتي
في ديسمبر/كانون الأول الماضي، نجحت وساطة سعودية - إماراتية في الإفراج عن أمريكية محتجزة في موسكو، وأعلن حينها بيان مشترك صادر عن الدولتين وصول لاعبة كرة السلة الأمريكية بريتني غراينر إلى أبوظبي على متن طائرة خاصة من موسكو، بعدما أطلقت السلطات الروسية سراحها.
وآنذاك، قالت الخارجية الروسية إنها أطلقت سراح لاعبة كرة السلة الأمريكية مقابل إفراج واشنطن عن مواطنها فيكتور بوت خلال صفقة تبادل سجناء،
الفاتيكان
في 12 مارس/ آذار 2022، أعرب الفاتيكان عن استعداده لأي نوعٍ مِن الوساطة وفعل كُلّ ما هو ممكن بهدف التوصّل إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
تركيا
في السابع من الشهر نفسه، دعا وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، نظيريه الروسي والأوكراني لحضور منتدى أنطاليا الدبلوماسي، قبل أن يستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المفاوضين الروس والأوكرانيين، ودعاهم إلى "وضع حدّ لهذه المأساة".
إسرائيل
وقبلها، أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، نافتالي بينيت، استعداده للقيام بوساطة، إذ زار موسكو قبل أن يتوجه إلى برلين، وفي 12 من الشهر نفسه، اقترح زيلينسكي على بينيت عقد المحادثات مع روسيا في القدس.
ولاحقا، أعلن بينيت عن إحراز تقدمٍ في الوساطة التي تقوم بها بلاده بين روسيا وأوكرانيا.
السعودية
خلال اتصالين مطلع الشهر نفسه مع رئيسي روسيا وأوكرانيا، أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود دعم المملكة للجهود التي تؤدّي إلى حل سياسي، مؤكدا أن المملكة على استعداد لبذل الجهود للوساطة بين كل الأطراف.
بيلاروسيا
مع بدء العملية العسكرية الروسية، عرض رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، استضافة محادثات سلام بين أوكرانيا وروسيا في العاصمة مينسك، وبالفعل شهدت ثلاث جولات من المفاوضات لم تفلح جميعها.
فرنسا وألمانيا
من قبل العملية العسكرية، سافر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وكذلك المستشار الألماني أولاف شولتز، إلى موسكو وكييف في محاولة لخفض التوتر بين الجانبين.
إلا أن جهودهما لم تنجح في نزع فتيل الحرب، وبعد ذلك أجريا العديد من الاتصالات مع موسكو دون أي تقدم.