دائرة الرئيس "تحت النار".. زيلينسكي "ينقلب" على صديق طفولته
لم تقلب حرب أوكرانيا إحداثيات الأوضاع شرقي أوروبا فحسب، بل يبدو أنها اجتاحت أيضا الدائرة الضيقة للرئيس وحتى أصدقاء طفولته.
تقرير إخباري ذكر أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يعتزم إعفاء رئيس المخابرات إيفان باكانوف من منصبه، رغم أنه كان صديق طفولته.
موقع "بوليتيكو" الإخباري الأمريكي قال إنه جرى استغلال باكانوف لإصلاح جهاز الأمن المثير للجدل في أوكرانيا، ولكن بعد سلسلة من الإخفاقات الميدانية في إطار الحرب مع روسيا، يبدو أن زيلينسكي يخطط للانقلاب على رفيقه.
ووفق الموقع، فإن زيلينسكي لا ينام كثيرًا هذه الأيام، والرجل الذي عينه لقيادة وكالة الاستخبارات والأمن الأوكرانية لا يمكنه المساعدة في الأمور، فالوضع يبدو مختلفا عما كان عليه حين كان باكانوف يدير شركته الترفيهية ثم حملته الرئاسية، والعلاقة بين الرجلين تمضي على "جليد رقيق".
وكان باكانوف يدير قبل توليه وكالة الأمن الأوكرانية الداخلية الشركة الترفيهية الخاصة بالرئيس زيلينسكي عندما كان الأخير ممثلا، وأدار لاحقا حملته الانتخابية للرئاسة.
وطفت نية الرئيس باستبدال رفيق الطفولة عقب الفشل المتكرر للمخابرات الأوكرانية خلال الحرب الحالية، حتى إن بعض عناصرها فروا من مواقعهم، ما ساعد القوات الروسية بشكل ملحوظ.
وقال الموقع إنه حصل على المعلومات نقلا عن 4 مصادر مقربة من الرئيس ودبلوماسي غربي قدم النصح لكييف بشأن الحاجة لإصلاح المخابرات.
وذكرت المصادر أن زيلينسكي يبحث عن شخص أكثر ملاءمة لهذا المنصب في زمن الحرب، مشيرة إلى أن الصديقين القديمين نادرا ما يتحدثان حاليا، باستثناء ما يتصل بأعمال الحكومة.
انتقال سلس
لكن ما يقلق الرئيس الأوكراني هو ضمان الانتقال السلس لمهام أرفع منصب أمني، إذ يبدو الأمر صعبا في ظل استمرار الحرب، وبحسب أحد المسؤولين فإن زيلينسكي يخشى بشأن ما سيثار في حال الإعلان عن طرد واحد من دائرته الضيقة.
وما يزيد من صعوبة القرار أن المعارضة الأوكرانية انتقدت تعيين باكانوف مديرا لوكالة الأمن في عام 2019، معتبرة أنه شخص غير مناسب لقيادة جهاز حساس معني بجمع المعلومات.
وبحسب الموقع الأمريكي، يرى البعض الآن أن هذه الانتقادات كانت في محلها، حيث فشل باكانوف في الرد على الهجوم الروسي وقيادة الجهاز الذي يضم أكثر من 30 ألف عنصر.
ونقل الموقع عن مصدر مقرب من زيلينسكي قوله: "نحن غير راضين تماما عن أدائه (باكانوف)، ونعمل على التخلص منه.. نحن غير راضين عن مهامه الإدارية، لأنك بحاجة إلى مهارات إدارة الأزمات التي نعتقد أنه لا يملكها".
في غضون ذلك، يرى خبراء أن القلق أكبر من مجرد باكانوف، بل يتعلق أيضًا بقرارات العديد من كبار موظفي الوكالة في الساعات والأيام الأولى من الحرب، وهي القرارات التي قد تكون كلفت كييف أراضي ثمينة مثل مدينة خيرسون الاستراتيجية.
aXA6IDMuMTQ1LjE3Ni4yMjgg جزيرة ام اند امز