اليوم فرح وغدا حرب.. أزواج يحيون "زفافا عسكريا" بأوكرانيا
هل تخيلت زفافك وسط حرب؟ هذا ما يحدث في أوكرانيا هذه الأيام، إذ يحتفل أزواج جدد بأهم حدث شخصي في ظل هموم وطنية ومخاوف من المستقبل.
ولا يمكن استثناء مدينة لفيف في غرب أوكرانيا، التي تعد الملاذ الآمن في الوقت الحالي، من حالة الفرح المشوبة بالقلق، والاستعداد للسيناريو الأسوأ.
وتعتبر لفيف؛ الملاذ الآمن الأخير (المفترض) في أوكرانيا، إذ قامت عدة دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، بنقل سفاراتها من العاصمة كييف إلى المدينة الواقعة في غرب البلاد.
وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الأمريكية، نصحت الحكومة الأمريكية، الرئيس الأوكراني بنقل مقر إقامته الرسمي من العاصمة كييف إلى مدينة لفيف، "لأسباب أمنية".
لكن حتى في لفيف، يستعد السكان للحرب، وحتى الأزواج الصغار الذين يجب أن يستمتعوا بأسعد يوم في حياتهم، لا يستطيعون إخراح وضع البلاد من تفكيرهم، لأن يوم 22 فبراير 2022 كان بداية تصعيد كبير في التوتر مع روسيا، وموعد الزواج.
ويقول فيكتور (31 عامًا)، الذي تزوج أمس من جالينا (24 عاما)، بقدر من الدعابة: "المزاج مفعم بالحيوية"، ثم تابع بجدية أكبر: "اليوم سأتزوج. لكن العدو غزا بلادنا... لذلك، أنا مستعد لحمل السلاح غدا، لحماية أوكرانيا وجالينا".
وتابع فيكتور "قاتل والدي ٤ مرات في المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا شرقي أوكرانيا منذ ٢٠١٤، وأنا مستعد لفعل الشيء نفسه مثل والدي، والذهاب إلى الحرب من أجل بلادي".
أما أندريا (24 عامًا) الذي احتفل بحفل زفافه مع زوجته إيرا (20 عامًا)، أمس، لم يستطع فصل نفسه عن الأحداث في شرق أوكرانيا.
وقال "بسبب خطاب بوتين، لم أنم في الليلة السابقة لحفل زفافي. لم أنم طيلة الليلة السابقة."
ومثل العديد من الأوكرانيين، يتابع أندريا وإيرا كل شيء عبر الهواتف الذكية؛ كل خطاب في موسكو، وكل رد فعل من كييف أو واشنطن أو بروكسل، وكل حادث في شرق أوكرانيا الذي يمكن أن يقرر ما إذا كان غزو الروس لدونباس، يمكن أن يتوسع ليشمل أجزاء أخرى.
وفي وقت سابق اليوم، سمحت السلطات الأوكرانية، للمدنيين، بحمل السلاح، في ظل التوتر المتزايد مع موسكو إثر اعتراف الأخيرة باستقلال مناطق الانفصاليين الموالين لها شرقي البلاد.