سلام أوكرانيا.. خلاف جديد يشق فريق ترامب
وسط الحديث عن خطة سلام أمريكية في أوكرانيا، يحمل فريق الرئيس دونالد ترامب آراء متعارضة بشأنها.
وبحسب صحيفة "تليغراف" البريطانية، فإن أمتارا قليلة هي كل ما يفصل بين مكتبي نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس ووزير الخارجية ومستشار الأمن القومي ماركو روبيو.
كما يتشارك الرجلان في حبهما للحلويات، وروح دعابة متشابهة، وتشير التقارير إلى أن كلا منهما أصبح المرجع الرئيسي للآخر في تنفيذ أجندة السياسة الخارجية للرئيس ترامب.
رؤى متباينة
لكن عندما يتعلق الأمر بأوكرانيا، فإن فانس وروبيو لهما آراء متباينة بشدة حول مسار السلام، وأي رؤية تنتصر ستترك بصماتها على البنية الأمنية للعالم الغربي.
وأشارت الصحيفة إلى أن فانس الانعزالي الذي يدعو إلى "الواقعية" بمواجهة تفوق روسيا في ساحة المعركة يقف في زاوية.
وفي زاوية أخرى، يقف روبيو الذي وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذات مرة بأنه "رجل عصابات"، وهو يجسد الجناح المتشدد للحزب الجمهوري التقليدي.
والأسبوع الماضي، تصدر فانس المشهد وهو الذي اتصل بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لعرض شروط خطة ترامب للسلام والمكونة من 28 نقطة، والتي وصفها البعض بأنها "قائمة أمنيات روسية".
وعقب المكالمة، قام دان دريسكول، وزير الجيش الأمريكي والصديق المقرب لفانس، بزيارة شخصية إلى كييف حذر خلالها من أن صبر ترامب ينفد وأنه يتعين عليها أن تعترف بمواجهة الانهيار على خط المواجهة وأن تتنازل عن أراضٍ لروسيا.
وغالبًا ما يتم رسم السياسات من الأسفل داخل البيت الأبيض، ففي حين يريد ترامب التوصل إلى اتفاق في أوكرانيا، إلا أنه ترك مكونات المنتج النهائي لغيره.
ولو كان قد دعم بالكامل الخطة المكونة من 28 نقطة، والتي وضعها ستيف ويتكوف، مبعوثه الرئيسي إلى روسيا، وكيريل دميترييف، كبير المفاوضين الروس، لربما أُجبرت أوكرانيا في النهاية على الاستسلام.
ليست "العرض الأخير"
في اللحظة التي قال فيها ترامب إن خطة مبعوثه ويتكوف ليست "العرض الأخير"، فإنه منح روبيو فرصة للتدخل، ومنذ ذلك الوقت قاد وزير الخارجية مفاوضات مكثفة مع وفد أوكراني في جنيف.
وبحلول عصر يوم الإثنين، أفادت تقارير بتقليص الخطة المكونة من 28 نقطة وإعادة صياغتها مما جعل قادة أوروبا يتنفسون الصعداء لعودة روبيو الذي اعتقدوا سابقا أنه أصبح الشخص الرئيسي في ملف أوكرانيا بعدما أفشل عقد قمة ثانية بين ترامب وبوتين.
لكنهم فوجئوا بعملية السلام الموازية التي أدارها ويتكوف.
ووفقا للتقارير، فإن روبيو لم يشارك في صياغة الخطة ولا في المناقشات المكثفة نهاية الشهر الماضي داخل منزل ويتكوف مع المبعوث الروسي كيريل ديمترييف وبحضور غاريد كوشنر صهر ترامب.
ولم يتم إطلاع روبيو على تفاصيل المقترح إلا قبل ساعات قليلة من إعلان موقع "أكسيوس" عن الخطة، وتم تسريب مكالمة هاتفية للوزير مع أعضاء مجلس الشيوخ تردد أنه قال فيها إن الخطة "مجرد اقتراح روسي".
لكنه تراجع لاحقًا وكتب على منصة "إكس" إن الخطة من إعداد الولايات المتحدة بمشاركة روسيا وأوكرانيا.
يعملان معا؟
وفي تصريحات لـ"تليغراف"، قال ستيف بانون، الذي يُعتبر مقربًا من فانس إن روبيو تعرض "لإهانة" من أعضاء مجلس الشيوخ الذين سربوا انتقاداته لمسودة الاتفاق.
وتقول بعض المصادر المقربة من البيت الأبيض إن فانس وروبيو لا يزالان يعملان معًا، وإن كان ذلك بطريقة غير مباشرة.
وقال مصدر لـ"تليغراف" إن روبيو منذ البداية كان خارج ملف أوكرانيا حيث تولى فريق الرئيس زمام المبادرة، لكنه زعم أنه تم اختياره في "المرحلة الثانية" لصياغة الاتفاق في صيغة يمكن قبولها في مجلس الشيوخ، الأكثر تشددًا تجاه روسيا من البيت الأبيض.
وحول مفاوضات جنيف التي يقودها روبيو، قال مسؤول أوروبي للصحيفة إن "الأهم هو مراعاة مخاوف أوكرانيا".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTA5IA== جزيرة ام اند امز