أزمة أوكرانيا.. "الناتو" يحذر من حرب طويلة وكييف تعترف بانتكاسة
رغم مرور قرابة 4 أشهر على اندلاعها، فإن الأزمة الأوكرانية لم تضع أوزارها بعد وسط سيناريوهات عدة عن مستقبلها أبرزها استمرارها لسنوات.
سيناريو عبر عنه ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، والذي أكد في تصريحات صحفية اليوم الأحد، أن "الحرب في أوكرانيا قد تستمر لسنوات، في الوقت الذي كثفت فيه روسيا هجماتها"، بعد أن وافق الاتحاد الأوروبي على ترشيح كييف لعضويته.
إلا أن ستولتنبرج قال إن إمداد القوات الأوكرانية بأحدث الأسلحة سيعزز فرصة تحرير منطقة دونباس بشرق البلاد من السيطرة الروسية، مضيفًا: "يجب أن نستعد لحقيقة أن الحرب قد تستمر سنوات".
"فيجب ألا نتوانى عن دعم أوكرانيا حتى لو كانت التكاليف مرتفعة"، يقول أمين "الناتو"، معللا وجهة نظره بقوله: "ليس فقط بسبب الدعم العسكري، لكن أيضا مع ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء".
حرب طويلة
من جانبه، أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي زار كييف يوم الجمعة، أن هناك حاجة للاستعداد لحرب طويلة، "ما يعني ضمان أن أوكرانيا تتلقى أسلحة ومعدات وذخيرة وتدريبات أسرع".
وأضاف "الوقت هو العامل الحيوي.. كل شيء سيعتمد على ما إذا كان بإمكان أوكرانيا تعزيز قدرتها على الدفاع عن أراضيها بشكل أسرع من قدرة روسيا على تجديد قدرتها على الهجوم".
وتلقت أوكرانيا دفعة كبيرة يوم الجمعة عندما أوصت المفوضية الأوروبية بمنحها وضع المرشح، وهو قرار من المتوقع أن تصدق عليه دول الاتحاد الأوروبي في قمة هذا الأسبوع.
ومن شأن هذا أن يضع أوكرانيا في طريقها لتحقيق طموح كان يُنظر إليه على أنه بعيد المنال قبل العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير/ شباط، حتى لو استغرقت العضوية سنوات.
هجمات مكثفة
وتصاعدت الهجمات الروسية في ساحات القتال في أوكرانيا، بحسب الجيش الأوكراني الذي قال إن مدينة سيفيرودونيتسك الصناعية، التي كانت هدفا رئيسيا في هجوم موسكو للسيطرة بشكل كامل على لوجانسك، وهي واحدة من مقاطعتين تشكلان منطقة دونباس، تعرضت لنيران مدفعية ثقيلة وصواريخ مرة أخرى.
وقال محللون في مركز أبحاث مقره واشنطن إن "القوات الروسية ستسيطر على الأرجح على سيفيرودونيتسك في الأسابيع المقبلة، لكن ذلك سيأتي على حساب تركيز معظم القوات المتاحة في هذه المنطقة الصغيرة".
وذكر سيرجي جايداي حاكم لوجانسك المُعين من قبل أوكرانيا للتلفزيون الأوكراني: "كل المزاعم الروسية بأنهم يسيطرون على المدينة هي كذبة. إنهم يسيطرون على الجزء الرئيسي من المدينة، ولكن ليس على المدينة بأكملها".
وفي مدينة ليسيشانسك التي تقع على الجانب الآخر من النهر، قال جايداي على تطبيق الرسائل تيليجرام إن المباني السكنية والمنازل الخاصة قد دُمرت، مضيفا أن "الناس يموتون في الشوارع وفي الملاجئ".
كييف تعترف
واعترف الجيش الأوكراني بأن روسيا حققت نجاحا جزئيا في قرية ميتولكين، جنوب شرقي سيفيرودونيتسك، فيما وقالت وكالة تاس الروسية الرسمية للأنباء، إن "العديد من المقاتلين الأوكرانيين استسلموا في ميتولكين".
وذكرت السلطات الأوكرانية أن صواريخ روسية أصابت محطة غاز في منطقة إيزيوم إلى الشمال الغربي، كما أصابت الصواريخ الروسية مبنى البلدية في إحدى ضواحي خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا، مما تسبب في نشوب حريق لكن لم تقع إصابات.
وقال رئيس الإدارة الإقليمية في رسالة عبر الإنترنت إن مستودعا لتخزين الوقود في بلدة نوفوموسكوفسك بشرق أوكرانيا انفجر اليوم الأحد مما أسفر عن مقتل شخص وجرح اثنين، وذلك بعد أن أصيب في وقت سابق بثلاثة صواريخ روسية.
وفي سياق متصل، قالت وزارة الدفاع البريطانية، بناء على معلومات من الاستخبارات البريطانية، إن القوات الروسية والقوات الأوكرانية تعانيان على الأرجح من معنويات "متقلبة" وحالات فرار من الخدمة.
فرار عسكريين
وكتبت الوزارة في آخر تحديث لها على موقع تويتر: "من المرجح أن تكون القوات الأوكرانية قد عانت من حالات فرار من الخدمة في الأسابيع الماضية، ومع ذلك، من المرجح بشدة أن تكون المعنويات الروسية مضطربة بشكل خاص".
ويضيف التقرير أن "حالات رفض وحدات روسية كاملة للأوامر والمواجهات المسلحة بين الضباط وجنودهم مستمرة".
وكتبت الوزارة أنه "من بين الدوافع وراء انخفاض الروح المعنوية الروسية القيادة السيئة المتصورة والفرصة المحدودة لتناوب الوحدات في الخروج من القتال، والخسائر البشرية الفادحة للغاية، وضغوط القتال، واستمرار ضعف الخدمات اللوجستية، ومشكلات الأجور".
وأشارت إلى أن الجانبين "واصلا عمليات القصف المدفعي المكثف" على شمال وشرق وجنوب منطقة الاشتعال في سيفيرودونيتسك في الأيام الأخيرة، مع "عدم تغيير يذكر في خط الجبهة".
وتصدر الحكومة البريطانية تحديثات استخباراتية منتظمة منذ بداية الحرب في أوكرانيا. وتتهم موسكو لندن بإدارة حملة تضليل مستهدفة.
aXA6IDE4LjIyNS41Ni43OSA= جزيرة ام اند امز