بعد النجاح.. ما سر فشل الطائرات بدون طيار الأوكرانية أمام روسيا؟
من نجاحات "ساحقة" إلى "خيبة أمل" كبيرة، تحول مثير في فاعلية الطائرات بدون طيار الأوكرانية في الحرب التي بدأت رحاها قبل قرابة 5 أشهر.
فالطائرات بدون طيار والتي نالت إشادات كبيرة في بداية العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير/شباط الماضي، أصبحت الطائرات غير فعالة بشكل متزايد مع تكثيف روسيا لحربها الإلكترونية وتحسين أنظمتها الدفاعية.
وقالت صحيفة "إنسايدر"، إنه في الأيام الأولى للحرب في أوكرانيا، ظهرت الطائرات بدون طيار كمصدر غير متوقع للتفوق على القوات الروسية، مشيرة إلى أنها استطاعت تحقيق نجاحات "كبيرة" عرضت في مقاطع فيديو، وجرى بثها على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن استطاعت تحييد الدبابات الروسية.
روسيا تعلمت الدرس
إلا أن روسيا تعلمت الدرس سريعًا، فحسنت أنظمة دفاعها وبدأت بإسقاط والتشويش على العديد من الطائرات بدون طيار الأوكرانية، بحسب خبراء تحدثوا لـ"إنسايدر".
وقال صامويل بينديت، المحلل والخبير في الأنظمة العسكرية الآلية والروبوتية في مركز التحليل البحري، إن "ما يحدث الآن هو أن الحرب الإلكترونية والدفاعات الجوية لروسيا أصبحت أفضل تنظيماً وميدانية مقارنة بالأشهر السابقة للحرب".
وأشار إلى أن القوات الروسية تستخدم رادارات الإنذار المبكر للتعرف على الطائرات بدون طيار وأنظمة الحرب الإلكترونية للتشويش وتعطيل اتصالاتها، بالإضافة إلى أسلحة مختلفة مثل المدافع الرشاشة وأنظمة الدفاع الجوي، مثل نظام الصواريخ Tor، لإسقاط تلك الطائرات.
وبحسب مارك كانسيان، المحلل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، فإن أوكرانيا كانت في السابق قادرة على استخدام الطائرات بدون طيار بفعالية كبيرة؛ لأن روسيا لم تنظم أنظمتها الدفاعية.
نظام دفاع جوي
وتابع: "كانت الطائرات بدون طيار قادرة على لعب مثل هذا الدور؛ لأن الروس كانوا بطيئين في إنشاء نظام دفاع جوي. لقد كانوا بطيئين في إنشاء عملية الأسلحة المشتركة (الدروع، المشاة، المدفعية، الاستطلاع، المهندسين، الدفاع الجوي)"، مشيرًا إلى أن موسكو قامت بتنظيم ووضع دفاعها الجوي الأرضي بشكل أفضل في منطقة دونباس.
وتحد القوات الأوكرانية الآن من استخدامها للطائرات بدون طيار؛ لأن القوات الروسية تحبطها بسهولة أكبر، وقد يكون فقدان الطائرات بدون طيار مكلفًا.
وبينما تكلف الطائرات بدون طيار أحادية الاستخدام مثل Switchblade و Phoenix Ghost عدة آلاف من الدولارات لكل منها، يمكن أن تكلف الطائرات بدون طيار TB2 ما بين مليون إلى مليون دولار لكل منها.
وبحسب "إنسايدر"، فإن تقارير ظهرت مؤخرًا تفيد بأن الولايات المتحدة تخطط لبيع طائرات بدون طيار مسلحة من طراز جنرال أتومكس إم كيو -1 سي جراي إيجل من صنع أوكرانيا، والتي تتمتع بقدرات أكبر من طائرات تي بي 2.
دور محدود
إلا أنه مع ذلك، قال اثنان من طياري القوات الجوية الأوكرانية لم يتم الكشف عن هويتهما إنهما لا يدافعان عن الطائرات بدون طيار؛ نظرًا لارتفاع سعرها البالغ 10 ملايين دولار لكل منهما، حيث من المحتمل أن يتم إسقاطهما في مهمتهما الأولى.
ووفقًا لسانسيان، فإن الصواريخ والطائرات بدون طيار متوسطة المدى معرضة للخطر بشكل خاص لأنها تطير على ارتفاع منخفض وبطيء، مضيفًا: "الطيارون الأوكرانيون الذين تحدثت معهم يقولون إن دور الطائرات بدون طيار أصبح الآن محدودًا نتيجة لذلك".
من جانبه، قال بينديت الخبير في وكالة الأنباء المركزية، إنه في الوقت الذي أصبحت فيه الطائرات الأوكرانية بلا طيار أقل فعالية في هذه المرحلة الجديدة من الحرب، فإن روسيا تحلق بنفس العدد، إن لم يكن أكثر من طائراتها بدون طيار، خاصة لمهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.
ويفتقر الأوكرانيون إلى الأسلحة اللازمة لإسقاطها، بحسب أحد الجنود والذي قال لصحيفة "صنداي تايمز": "لا يمكننا رؤية الطائرات الروسية بدون طيار، لكن يمكنهم رؤيتنا. الشيء الوحيد الذي يمكننا فعله هو الاختباء".
aXA6IDUyLjE0LjI3LjEyMiA=
جزيرة ام اند امز