مفوض أممي لـ"العين الإخبارية": الأطفال الأكثر تضررا من الصراعات
رئيس فرع آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط في المفوضية السامية لحقوق الإنسان قال إن منطقة الشرق الأوسط تأثرت بالصراعات
قال فرانشيسكو موتا رئيس فرع آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط في المفوضية السامية لحقوق الإنسان: "إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تأثرت بشدة بالصراع المسلح والاحتلال العسكري في فلسطين لسنوات عديدة".
وتابع موتا، في حوار مع "العين الإخبارية": "ما شهدناه في السنوات الأخيرة أن أفراد المجتمع الأكثر ضعفا والأكثر تضررا من تلك الصراعات وتلك الاحتلالات العسكرية هم النساء والأطفال".
وأضاف: "لذلك قررنا عقد هذا المؤتمر مع جامعة الدول العربية؛ لنرى كيف يمكن لدول المنطقة أن تعمل وتعزز وتحسن حماية النساء والأطفال الضعفاء الذين يعانون من الآثار المباشرة والآثار غير المباشرة للعنف والنزاع المسلح والاحتلال العسكري في جميع أنحاء المنطقة".
وعقدت جامعة الدول العربية في مقرها بالقاهرة على مدار يومين المؤتمر الإقليمي العربي الثالث حول حماية وتعزيز حقوق الإنسان تحت عنوان "أثر الاحتلال والنزاعات المسلحة على حقوق الإنسان لا سيما حقوق الإنسان والأطفال".
مؤتمر الجامعة العربية حول حقوق الإنسان إيجابيا
وشدد موتا على أن هذا المؤتمر يأتي في الوقت المناسب، قائلا: "لقد جمع أعضاء جامعة الدول العربية وأعضاء المجتمع المدني والخبراء والمجتمع الدولي؛ لبحث مجموعة واسعة من القضايا واستكشاف أنواع من الإجراءات التي ربما يكون من الممكن اتخاذها لمحاولة مساعدة النساء والأطفال في تلك الظروف".
ولفت المسؤول الأممي إلى أن بعض نتائج المؤتمر كانت إيجابية للغاية أملا في أن تنظر جامعة الدول العربية في اتفاقية إقليمية لحماية الأطفال، على وجه التحديد فيما يتعلق بالنزاع المسلح حتى تُكمل الاتفاقية المبرمة بالفعل بشأن المرأة، داعيا الحكومات للبدء في تحسين سياساتها على أرض الواقع حتى تتمكن من تقديم وضمان حماية حقيقية للنساء والأطفال الذين يعانون من هذه الأحداث المروعة.
وقال: "أعتقد أنه كان حدثا مفيدا للغاية.. وأنا سعيد جدا لوجودي هنا للمشاركة فيه".
حقوق الإنسان قصة لا تنتهي
وحول حقوق الإنسان في المنطقة العربية، قال موتا: "إن المعدل مشابه لأي منطقة أخرى. حقوق الإنسان هي قصة لا تنتهي أبدا.. نحن نعلم بأن كل بلد لديه مشكلات تتعلق بحقوق الإنسان لا يوجد بلد مثالي".
وتابع أن حقوق الإنسان في العديد من البلدان غالبا ما تسير بمعدل خطوتين إلى الأمام وخطوة إلى الخلف، مضيفا أنه على الرغم من وجود نجاحات وأمور إيجابية في بعض المجالات مثل زيادة مشاركة المرأة في العملية السياسية والتمكين الاقتصادي لها ومشاركة المزيد من النساء في جميع أنحاء المنطقة في الأعمال والتعليم وتشكيل الحكومة لكن من ناحية أخرى هناك بعض أوجه القصور السلبية.
وحول أوجه تلك القصور، عدد موتا أمثلة عدة مثل "الأثار الرهيبة للاحتلال العسكري في فلسطين" وجميع الصراعات المسلحة على الضعفاء والنساء والأشخاص ذوي الإعاقة والأطفال وكبار السن، مشيرا إلى مجالات أخرى مثيرة للقلق تتعلق بحماية الأقليات الدينية والعرقية في المنطقة، معتبرا أنهم "يعانون كثيرا".
ولفت موتا إلى ما حدث مع تلك الأقليات من قبل الجماعات المتطرفة مثل تنظيم داعش الإرهابي الذي هاجمهم بشكل مباشر وقتل واستعبد أعضاء تلك الأقليات، مشيرا إلى أنهم بحاجة إلى "حماية خاصة".
واعتبر المسؤول الأممي أنه على الرغم من وجود بعض الإيجابيات فيما يتعلق بحقوق الإنسان بالمنطقة إلا أن هناك بعض السلبيات أيضا، مشددا على أن الأمم المتحدة مستعدة دائما للعمل مع الدول الأعضاء ومنظمات المجتمع وبالطبع المنظمات الإقليمية مثل جامعة الدول العربية للمساعدة في معالجة هذه القضايا.
لماذا الدول العربية الأكثر تضررا من الصراعات؟
وبسؤاله حول كون الدول العربية الأكثر تضررا من الصراعات، قال المسؤول الأممي: "لا أعرف. ربما يكون الأمر تاريخيا.. ربما يُنظر للأمر على أنه قضية اجتماعية.. ربما تكون قضية اقتصادية أو سياسية.. ربما يكون الأمر متعلقا بكل ما سبق".
ويعتقد فرانشيسكو موتا أن الشرق الأوسط كان دائما نقطة لتلاقي المصالح، معتبرا أن ذلك ربما يكون السبب في تعرضه لعدد من الصراعات، معتقدا أن الأسباب معقدة للغاية وأن بعضها يعود للفرص الاقتصادية، لافتا إلى أن هناك مجموعات عانت من الحرمان اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا في المنطقة.
واعتبر موتا أنه إذا كانت الحكومات تعمل بشكل إيجابي لمعالجة بعض هذه القضايا لضمان العدالة وضمان الأمن وضمان تكافؤ الفرص الاقتصادية مثل الحصول على التعليم والرعاية الصحية بغض النظر عن الميول السياسية أو الشريحة التي ينتمي إليها في المجتمع فإن ذلك يساهم في تقدم المجتمعات وجعلها أكثر سعادة وأمانا في المستقبل.
تحديات وآمال
استدرك موتا أن هناك بعض المشكلات الدائمة فإنهاء الاحتلال في فلسطين مشكلة دائمة تحتاج إلى معالجة ولكنها تحتاج إلى حل سياسي كما هو الحال في اليمن وليبيا؛ الأمر الذي يحتاج إلى حل مناسب وشامل وفقا للمسؤول الأممي.
وتمنى موتا أن شعوب تلك البلدان تجد حلولا لمشكلاتها بنفسها دون تدخل خارجي؛ لأنه يمثل مشكلة أحيانا.
واختتم المسؤول الأممي بالقول: "أنا متفائل.. هناك بعض التحديات الجدية لكني أيضا آمل يوما ما أن يكون شعوب المنطقة قادرين على التمتع بالسلام والازدهار.. وهو ما يستحقونه".
aXA6IDEzLjU4LjM0LjEzMiA= جزيرة ام اند امز