"البعثة الأممية" بليبيا تستضيف اجتماعا لبحث اشتباكات طرابلس
الاجتماع ضم وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني بليبيا وسفراء دول أوروبية، وذلك بعد اشتباكات بين المليشيات أدت لمقتل وإصابة العشرات
استضافت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، اليوم الخميس، اجتماعا ضم وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني وسفراء دول أوروبية، لبحث الأوضاع الأمنية في العاصمة طرابلس، وذلك بعد اشتباكات شهدتها العاصمة بين المليشيات وأدت لمقتل وإصابة العشرات.
وقالت البعثة الأممية، بحسب مكتبه الإعلامي إن الاجتماع يستعرض فيه وزير الداخلية لدي حكومة الوفاق فتحي باشاغا رؤيته وخطة العمل لتطوير وتمكين الإدارات الأمنية في الوزارة والاحتياجات المطلوبة لتنفيذ هذه الخطة.
وافتتح المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة ونائبته للشؤون السياسية ستيفاني ويليامز أعمال الاجتماع الموسع بين قيادات وزارة الداخلية برئاسة باشاغا وسفراء المجتمع الدولي بحضور سفير بريطانيا لدى ليبيا ومندوب عن السفير الأمريكي.
وأكد سلامة، خلال الاجتماع، على أن هذا اللقاء ضروري لأن هناك قرارا حاسما من قبل الحكومة وداخليتها بأن تمارس الداخلية كافة المهام المنوطة بها وبسط سلطة الدولة.
بدوره، دعا وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا المجتمع الدولي لتوفير احتياجات بلاده من التدريب المتطور والتقنية والتجهيزات اللازمة للمراقبة والرصد ومكافحة الجريمة والإرهاب، موضحا أن أبرز التحديات التي تواجه "التشكيلات المسلحة، انتشار السلاح خارج سيطرة الدولة، الجريمة المنظمة، الإرهاب وداعش، الهجرة غير الشرعية، حظر استيراد السلاح، الانقسام السياسي وانقسام المؤسسات الأمنية”.
وشهدت العاصمة طرابلس، أمس، اشتباكات مسلحة بين المليشيات المسيطرة على العاصمة والتي تعرف بـ "قوة حماية طرابلس"، و"اللواء السابع مشاة" الرافض لسيطرة تلك المليشيات، ما أدى لمقتل 5 أشخاص وجرح نحو 20 آخرين.
وكان مصدر أمني أكد، في تصريحات لـ "العين الإخبارية"، الأربعاء، أن عددا من العائلات من منطقة قصر بن غشير جنوب العاصمة، نزحت خوفا من التوترات الأمنية والحشود العسكرية، إضافة إلى إغلاق عدد من المحال بالمنطقة وإخلاء أحد المستشفيات الكبرى من المرضى.
من جانبه، أعلن المجلس البلدي لمدينة ترهونة الليبية أمس، وقف العمل داخل المؤسسات التعليمية والإدارات الخدمية إلى حين إشعار آخر، مستثنيا بذلك المرافق الصحية، وأضافت البلدية -في بيان صحفي وصل لـ "العين الإخبارية" نسخة منه- حظر التجول داخل المدينة على مدار 24 ساعة، مطالبة الأهالي بالتقيد بذلك.
وكان "اللواء السابع مشاة"، الذي تنحدر قواته من مدينة ترهونة في غرب البلاد، أكد في بيان قبيل الاشتباك مع المليشيات المسلحة التي تسيطر على مفاصل الدولة الليبية بالعاصمة طرابلس أن التحشيدات العسكرية والتوتر الأمني جنوب العاصمة طرابلس يهدفان إلى زعزعة الاستقرار وجر المنطقة إلى حرب جديدة.
وحمّل "اللواء السابع" رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج مسؤولية أي تصعيد عسكري، داعيا إياه إلى لجم المليشيات المسلحة وإلزامها بتنفيذ الترتيبات الأمنية المتفق عليها.
وفي السياق، أصدر المدير العام لمستشفى الزنتان أمس، حالة الطوارئ بمستشفى الزنتان التعليمي نظراً للظروف الأمنية الراهنة التي تمر بها البلاد وتسجيل عدد من الإصابات، داعيا جميع العاملين الالتحاق بمقار عملهم بأقسام المستشفى المختلفة والامتثال إلى تعليمات لجنة الأزمة المشكلة.
وتأتي تلك الاشتباكات بعد نحو ثلاثة أشهر من اشتباكات بين تلك المليشيات، بدأت في 26 أغسطس/أيلول واستمرت لنحو شهر، ووصفت بانها "الأعنف" في العاصمة الليبية منذ 2011.