اجتماعات الأمم المتحدة.. الأجندة و«الميثاق المنتظر»
دارت عجلة اجتماعات الأمم المتحدة السنوية، ويتطلع العالم إلى كلمات واجتماعات وقرارات تضع الضوء على التحديات العالمية، من الأمن للاقتصاد.
وانطلقت اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 10 سبتمبر/أيلول، وتشمل الأجندة العديد من البنود، من قمة المستقبل إلى النقاش العام، واحتفاء بجهود إزالة الأسلحة النووية.
ومن المقرر أن يجتمع رؤساء الدول والحكومات في مقر الأمم المتحدة في نيويورك يومي 22 و23 سبتمبر/أيلول 2024 لمعالجة التحديات والثغرات الحرجة في الحوكمة العالمية التي كشفت عنها الصدمات العالمية الأخيرة.
ميثاق منتظر
وتهدف هذه القمة إلى إعادة التأكيد على الالتزامات بأهداف التنمية المستدامة وميثاق الأمم المتحدة مع تعزيز التعاون وإرساء الأسس لنظام متعدد الأطراف متجدد النشاط.
ووفق الأمم المتحدة ستسفر القمة عن ميثاق من أجل المستقبل تم التفاوض بشأنه، وهو وثيقة عملية المنحى تهدف إلى تعزيز التعاون العالمي والتكيف مع التحديات الحالية بفاعلية لصالح الجميع ومن أجل الأجيال القادمة.
ومن المنتظر أن يؤكد الميثاق دعم السلام من خلال نظام أمن جماعي محدث لمنع نشوب الصراعات وإدارتها وحلها في المجالات التقليدية وغير التقليدية على حد سواء.
وفي هذا السياق، يمكن أن تؤدي هذه الالتزامات الجديدة إلى الحد من التوترات الجيوسياسية والاستفادة الكاملة من الدبلوماسية الوقائية وآليات الوساطة، بما في ذلك المساعي الحميدة للأمين العام، وفق الأمم المتحدة.
أهم عناصر الأجندة
وبالإضافة إلى ذلك سيعقد الأمين العام للأمم المتحدة يومي 20 و21 سبتمبر/أيلول 2024 أيام عمل قمة المستقبل لإتاحة فرص إضافية لمشاركة جميع الجهات الفاعلة.
وبالإضافة إلى ذلك من المقرر أن تبحث الجمعية العامة خلال اجتماعاتها السنوية هذا العام، صون السلم والأمن الدوليين، بما يشمل مناقشة تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حول وضعية السلم والأمن في العالم، وتقرير قسم حفظ السلام.
أما المناقشة العامة -التي تتضمن كلمات رؤساء الدول والحكومات- فتجري في الفترة من الثلاثاء 24 سبتمبر/أيلول إلى السبت 28 سبتمبر/أيلول، ثم يوم الإثنين 30 سبتمبر/أيلول 2024.
وعلى هامش المناقشة العامة يجري الاجتماع العام الرفيع المستوى للاحتفال باليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية، والترويج له في 26 سبتمبر/أيلول.
افتتاح الدورة
وافتتحت الجمعية العامة دورتها التاسعة والسبعين الثلاثاء الماضي، إذ حدد رئيسها الجديد أولوياته الرئيسية، وهي تعزيز النمو الاقتصادي، ومنع نشوب النزاعات وحلها، وحماية حقوق الإنسان، وتعزيز القانون الدولي.
وأكد رئيس الجمعية العامة، فيليمون يانغ (الكاميرون) "المسؤولية الهائلة" الملقاة على عاتقه، قائلا "إنني أقبل هذا الشرف المميز كشهادة على تطلعاتنا المشتركة من أجل عالم أفضل".
وأشار إلى أن العالم يواجه العديد من التحديات، بما في ذلك الفقر والجوع والتغير المناخي والصراعات المشتعلة في السودان وهايتي وأوكرانيا وقطاع غزة.
قبل أن يقول إن "القائمة تتسع مما يثير الشك في قدرتنا الجماعية على التكاتف من أجل الصالح العام".
وإذ أشار إلى أن الجمعية العامة تتمتع بعضوية شبه عالمية 193 دولة عضو، ذكر أن هذه الهيئة "تمثل أقوى منبر" لمواجهة التحديات العالمية.
مضيفا "حجر الزاوية في رئاستي للجمعية العامة سيكون مبنياً على مبادئ الوحدة والتنوع، وتعزيز بيئة لا يُسمع فيها كل صوت فحسب، بل يُقدّر فيها كل صوت"، مضيفاً أنه سيضمن أيضاً تعدد اللغات والمساواة بين الجنسين في عمل الجمعية العامة.
ومضى يفصّل أولوياته التي شملت النمو الاقتصادي المستدام الذي يتحقق من خلال الابتكار والاقتصادات الخضراء وضمان أن تكون فوائد التنمية الاقتصادية متاحة لجميع الدول.
وأضاف أن السلام والأمن سيظلان يكتسيان أهمية قصوى، داعياً إلى زيادة الاستثمار في جميع الجهود الرامية إلى الحد من التوترات وبناء الثقة بجميع أنحاء العالم.
حل النزاعات
كما حث الجمعية العامة، من جانبها، على إعطاء الأولوية لحل النزاعات -مثل تلك الموجودة في غزة وهايتي وأوكرانيا- وإيجاد حلول دائمة للوضع في منطقة البحيرات الكبرى وأماكن أخرى في أفريقيا.
وفي كلمته، سلّط الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الضوء على خبرة يانغ الثرية، بما في ذلك خبرته كرئيس وزراء الكاميرون ودبلوماسي وأفريقي فخور، وتعهد بدعمه الكامل للرئيس الجديد.
غوتيريش قال "لقد كانت الأمم المتحدة منذ اليوم الأول المكان الذي تُطرح فيه الحلول المتعددة الأطراف"، مضيفا "كانت الأمم المتحدة المكان الذي يتم فيه احترام بعضنا بعضا واحترام كرامة وحقوق الإنسان التي تخص كل فرد من أفراد الأسرة البشرية"، وأكّد "هذه المهام تقع الآن على عاتقكم".
aXA6IDQ0LjE5Mi45NS4xNjEg جزيرة ام اند امز