كنز المحيطات المفقود.. الأعشاب البحرية مصدر للغذاء ومواجهة تغير المناخ
أطلقت الأمم المتحدة خطة رائدة تتطلع إلى تحويل أنظمة الأغذية الزراعية في العالم من مصدر للانبعاثات إلى مخزن للكربون بحلول عام 2050.
وقد حددت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) 10 مجالات ذات أولوية - مثل الثروة الحيوانية والتربة والمياه والمحاصيل والنظم الغذائية ومصائد الأسماك - حيث يمكن أن يساعد اتباع خريطة طريق منظمة في دفع العالم أقرب إلى تحقيق هدف "القضاء على الجوع"، وهو الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة ويشمل الهدف تحويل أنظمة الأغذية الزراعية - التي تشمل كيفية زراعة الطعام الذي نأكله، وكيفية نقله، وكيف وأين نتخلص منه - وزيادة الحصاد من مصادر الانبعاثات الصافية إلى مخزن للكربون بحلول عام 2050، لالتقاط 1.5 غيغا طن من انبعاثات الغازات الدفيئة سنوياً.
- الطريق للحياد الكربوني.. ممارسات مستدامة لمواجهة تغير المناخ
- المنتدى الاقتصادي العالمي يُشيد بنجاح COP28.. خمسة إنجازات مضيئة
نقطة انطلاق جيدة
وقال كبير الاقتصاديين في منظمة الأغذية والزراعة، ماكسيمو توريرو، إن الهدف من خارطة الطريق هذه هو تحويل أنظمة الأغذية الزراعية من خلال إجراءات مناخية متسارعة "للمساعدة في تحقيق الأمن الغذائي والتغذية للجميع، اليوم وغدًا".
ومع وجود حوالي 738 مليون شخص يعانون من سوء التغذية المزمن في جميع أنحاء العالم، قال السيد توريرو إن الغذاء يجب أن يكون جزءًا من النقاش حول المناخ ويجب أن يجذب الاستثمارات المناخية، التي لا تتجاوز حاليًا 4%.
ووفقاً لتقرير صدر فيما يتعلق بخريطة الطريق، قالت الفاو إن تدفق تمويل المناخ إلى أنظمة الأغذية الزراعية منخفض بشكل لافت للنظر ويستمر في التناقص مقارنة بتدفقات تمويل المناخ العالمي، في وقت هناك حاجة ماسة لهذا النوع من التمويل.
وقال إن العمل الذي تم إنجازه في COP28 هو "نقطة انطلاق جيدة"، ويمكن لخارطة الطريق هذه أن توفر إرشادات لتنفيذ إعلان الإمارات بشأن الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة والعمل المناخي، الذي تم إطلاقه في الافتتاح الرفيع المستوى لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP28.
وفي رسالة إلى الحدث رفيع المستوى، قالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، إن الإعلان هو "بيان قوي للإرادة السياسية لدفع التحولات التي نحتاجها، مع اقتراب الموعد النهائي لتحقيق خطة عام 2030 بسرعة. ومع بقاء سبع سنوات لتحقيق أهدافنا المتعلقة بالتنمية المستدامة والمناخ، نحتاج إلى تعزيز جهودنا الجماعية بشكل عاجل باستخدام النظم الغذائية كأداة لتسريع التنفيذ."
وأضافت أن أي طريق لتحقيق الأهداف طويلة المدى لاتفاق باريس بشكل كامل يجب أن يشمل الزراعة والنظم الغذائية، التي يصدر منها أكثر من ثلث الانبعاثات.
ثورة الأعشاب البحرية
ويمكن العثور على أحد الحلول المبتكرة لبعض التحديات العالمية الأكثر إلحاحًا التي تواجهها البشرية اليوم في الأعشاب البحرية، وهي توصف بأنها "أعظم مورد غير مستغل لدينا على هذا الكوكب". وذلك وفقًا لما قاله فنسنت دوميزل، كبير مستشاري الاتفاق العالمي للأمم المتحدة لشؤون المحيطات، الذي أخبر فريق أخبار الأمم المتحدة في مؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرين لتغير المناخ أنه كان يقود "ثورة الأعشاب البحرية" التي يمكن أن تساعد ليس فقط في معالجة أزمة المناخ، ولكن أيضًا الأمن الغذائي والاجتماعي.
وسلط السيد دوميزل الضوء على القدرة الهائلة للأعشاب البحرية على امتصاص الكربون، وكيف تكون بديلاً مستدامًا للمواد البلاستيكية، مما يجعلها أداة عظيمة للتخفيف من آثار تغير المناخ واستعادة التنوع البيولوجي.
وتابع: "يمكن أن تنمو الأعشاب البحرية بسرعة كبيرة - تصل إلى 40 سم يوميًا لتصل إلى ارتفاع 60 مترًا. لذلك، فهي غابة حقيقية، وتمتص الكربون أكثر من غابات الأمازون.
وقال خبير المحيطات: "إن النظم الغذائية التي عفا عليها الزمن هي من بين أكبر المساهمين في تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، وندرة المياه، واستنزاف التربة".
وذكر أن زراعة الأعشاب البحرية في شرق أفريقيا أثبتت بالفعل قدرتها على خلق فرص العمل وتمكين المرأة في شرق أفريقيا حيث "يذهب 80% من الإيرادات إلى النساء".
وأشار السيد دوميزل إلى أنه على الرغم من كونها مغذية ومليئة بالبروتين، إلا أن معظم الأعشاب البحرية الصغيرة التي نتناولها اليوم يتم جمعها على الشواطئ.
aXA6IDMuMTQ1LjExMC45OSA= جزيرة ام اند امز