الأمم المتحدة تقلص عدد موظفيها بالصومال إثر ممارسات فرماجو
الأمم المتحدة تؤكد تحويل وجهة وفد كان سيزور مقديشو في أمس الأحد واليوم الإثنين إلى نيروبي
قررت الأمم المتحدة تقليص عدد موظفيها في الصومال، بعد تعرض قاعدة "حلني" العسكرية التابعة لها لهجوم بمدافع الهاون، الأسبوع الماضي، وممارسات حكومة الرئيس عبد الله فرماجو.
وقال بيان صادر عن الأمم المتحدة، الإثنين، إنه تم تحويل وجهة وفد أممي كان من المقرر له زيارة مقديشو أمس الأحد أو اليوم الإثنين إلى نيروبي؛ بسبب المشكلات الأمنية في الصومال.
واعتبر خبراء أن الخطوة الأممية من شأنها إعاقة جهود البلاد في تحقيق الاستقرار، وستؤدي إلى تقليص المساعدات التي تقدمها المنظمة الدولية إلى البلاد.
ووصف المحلل السياسي الصومالي عبدالرحمن أبيدجاني، قرار الأمم المتحدة، بأنه "خطوة قاسية ومخيبة للآمال"، مؤكداً لـ"العين الإخبارية" أن القرار الأممي يأتي رداً على الموقف الأخير لحكومة الرئيس عبد الله فارماجو، وطردها المبعوث الأممي نيكولاس هاميسوم.
أبيدجاني حذر من التداعيات التي سيواجهها الصومال، بسبب قرار فارماجو الأخير، مؤكداً أنه يعكس فشل حكومته في إدارة الملفات الدبلوماسية الخارجية للبلاد، منبهاً إلى أن مواقف وتوجهات الحكومة تجاه البعثات الدولية والدبلوماسية ستقود البلاد إلى عزلة دولية وإقليمية.
وتشهد العلاقة بين الأمم المتحدة وحكومة فارماجو في الصومال توتراً ملحوظاً، بعد إعلان مقديشو طرد المبعوث الأممي نيكلوس هايسوم من البلاد، واعتباره شخصاً غير مرغوب فيه.
كان الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو أكد أن هايسوم شخص غير مرغوب فيه، وأمرته الحكومة الصومالية بمغادرة البلاد لاتهامه بـ"التدخل المتعمد" في الشؤون الداخلية.
وجاء قرار مقديشو بعد بضعة أيام من إعراب هذا المسؤول عن قلقه إزاء تصرفات الأجهزة الأمنية الصومالية التي تدعمها الأمم المتحدة، خلال أعمال عنف أسفرت في الآونة الأخيرة عن عدد من القتلى.
وأدان مجلس الأمن الدولي بالإجماع، السبت، قرار الرئيس الصومالي فرماجو بطرد المبعوث الأممي لبلاده، متوقعاً "تعاوناً كاملاً" بين هذا البلد والأمم المتحدة.
وكان مجمع الأمم المتحدة في منطقة حلني بمقديشو تعرض لهجوم بـ7 قذائف "هاون"، وأسفر الهجوم عن إصابة اثنين من الموظفين وأحد المقاولين بجروح طفيفة، وأعلنت حركة الشباب الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن الهجوم.
وخسرت حركة الشباب الإرهابية بعد طردها من مقديشو عام 2011، معظم المدن التي كانت خاضعة لسيطرتها، لكنها لا تزال تسيطر على مناطق ريفية تشن منها هجمات انتحارية وعمليات أخرى تستهدف مصالح حكومية وعسكرية وأمنية وأماكن مدنية.
واستمرارا لانتهاكات فرماجو للقانون الدولي، أمرت حكومة الصومال أكبر مسؤول بالأمم المتحدة في البلاد بالمغادرة، وذلك بعد أيام من المخاوف التي أثارها بشأن ممارسات قوات الأمن وانتهاكات حقوق الإنسان.
وكان المبعوث الأممي إلى الصومال، بعث برسالة إلى محمد أبوبكر إسلوا وزير الأمن في الحكومة الفيدرالية، يطلب منه تقديم تفسيرات عما حدث في مدينة "بيدوا" عاصمة ولاية جنوب غرب الصومال المؤقتة الأيام التي سبقت الانتخابات التي جرت فيها يوم 19 من ديسمبر/كانون الأول الماضي.