«حدث أمني غير عادي».. كيف تستعد «الخدمة السرية» للجمعية العامة؟

اختناق مروري وانتشار للقناصة، وعناصر جهاز الخدمة السرية، كلها أمور تعلن عن انطلاق أسبوع من الفعاليات السنوية للأمم المتحدة في نيويورك.
وتجمع الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تنطلق بعد غد الثلاثاء، أكثر من 150 من قادة العالم ومرافقيهم في وسط مدينة نيويورك على مدار أسبوع من الفعاليات التي تصنفها السلطات الأمريكية باعتبارها "حدثا أمنيا وطنيا خاصا"، وهو نفس التصنيف الذي يُطلق على حفل تنصيب رئاسي يتطلب تعبئة حكومية شاملة.
وهذا العام، تنطلق أعمال الجمعية العامة في ظل خلفية متوترة بشكل خاص بعد اغتيال الناشط الأمريكي اليميني تشارلي كيرك، وهو الحادث الذي درسته الخدمة السرية عن كثب لاستخلاص الدروس، وذلك وفقا لما ذكرته وكالة "بلومبرغ" الأمريكية.
وتقود الخدمة السرية خطة تأمين اجتماعات الجمعية العامة، وقال مات ماكول، العميل الخاص المسؤول عن المكتب الميداني للجهاز في نيويورك "هذا أكبر حدث أمني لنا هذا العام".
وأضاف "التنصيب حدث كبير آخر. ولكن هنا لديك زعماء أكثر من 150 دولة، بالإضافة إلى زوجاتهم، كلهم في مكان واحد. هذا الحجم يجعله فريدًا".
وأوضح ماكول أن التخطيط للجمعية العامة يجري على مدار العام، في حين تزداد كثافة العمل خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، حيث تدرس اللجان الفرعية تفاصيل المواكب والفنادق وبروتوكولات التفتيش، وتستعد مئات من سيارات الدفع الرباعي وسيارات الليموزين المدرعة في مستودعات على أطراف المدينة، في انتظار الوفود.
وقال ماكول "إنها مهمة لوجستية ضخمة. مئات من سيارات الليموزين المدرعة، وآلاف الليالي الفندقية. يجب أن ترى الأمر من الداخل لفهمه".
ومع تشديد الإجراءات الأمنية، أُعيد توزيع آلاف من ضباط شرطة نيويورك وتم نشر حراس جويين فيدراليين، وقوارب خفر السواحل، وفرق مكافحة القنص بينما يحجز جهاز الخدمة السرية ما يعادل 30 ألف ليلة فندقية لعملائه.
وعلى مدار أسبوع، سيتحول شارع مانهاتن الأول والشوارع المحيطة بمبنى الأمم المتحدة إلى ممر محصّن للزعماء والرؤساء ورؤساء الوزراء.
كان المقر الرئيسي للأمم المتحدة قد تم تصميمه في سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية المفعمة بالأمل، واكتمل بناؤه في أوائل خمسينيات القرن الماضي بجدران زجاجية وساحات مفتوحة تُجسّد الشفافية والسلام.
وفي سبتمبر/أيلول من كل عام، تتداخل مع هذا التصميم بنادق على أسطح المنازل، وأجهزة كشف الإشعاع عند نقاط الاختناق، وطبقات من التكنولوجيا والقوى العاملة لم يتخيلها مصمموه أبدا.
وقال مايك براون، رئيس خدمات السلامة والأمن في الأمم المتحدة، إن التعقيد ازداد مع توسّع الحدث، فداخل المبنى يُدير فريقه تدفق الوفود وكبار الشخصيات عبر نقاط تفتيش ومصاعد وممرات لم تكن مبنية لاستيعاب آلاف الأشخاص الذين يتنقلون تحت حراسة مشددة.
وأضاف "صُمّم المقر الرئيسي في حقبة مختلفة.. علينا دائمًا التكيف".
ومن غرفة التحكم، تم اصطحاب المراسلين إلى الأنفاق التي تمتد أسفل المجمع، وهي متاهة مربكة، حيث لا يمكن معرفة أي مبنى إلا من خلال لون الجدران.
وتربط هذه الممرات، التي يستخدمها الموظفون ورجال الأمن يوميًا، مباني الأمم المتحدة بعيدًا عن أنظار الساحات العامة في الأعلى.
وقال الملازم هنري ميزا، قائد وحدة الكلاب البوليسية "إذا رأيتموني أركض، فالحقوا بي، فهذا يعني أن كلبي عثر على شيء ما" حيث أن كلاب لابرادور الاثني عشر مدربة على اكتشاف المتفجرات.
فوق الأرض، يكون الانتشار الأمني أكثر وضوحًا فعلى سطح مكتبة "داغ همرشولد"، يرفع الضباط المناظير وينصبون بنادقهم، ويمسحون أبراج الشقق التي يزدحم بها محيط الأمم المتحدة في تتويج لأشهر من التحضير، بما في ذلك التدريبات المشتركة مع جهاز الخدمة السرية في مركزه بولاية ماريلاند.
وحتى مع هذا التدريب، يعتمد جهاز الخدمة السرية على التعزيزات من أجهزة الأمن الداخلي وضباط المارشال الجوي الفيدراليين، وإدارة أمن النقل كما تنشر شرطة نيويورك آلاف الضباط.
بالإضافة إلى ذلك يحضر كل وفد أجنبي ومعه فريق حماية خاص به، وأحيانًا يكون مدججًا بالسلاح، والذي يجب دمجه في النظام دون التسبب في مخاطر.
وفي قلب كل ذلك، يوجد مركز قيادة مشترك، يعمل به أكثر من 12 وكالة، حيث يتم نقل معلومات استخباراتية عن التهديدات والتغييرات المفاجئة دقيقة بدقيقة.
وقال مسؤولو نيويورك إنه لا توجد تهديدات محددة أو موثوقة ضد دورة هذا العام، لكن الإجراءات الأمنية تم تعزيزها في حين ستؤدي العواصف الثلجية المتتالية إلى توقف حركة المرور كلما تحرك موكب سيارات، وقد دعا المسؤولون سكان المدينة لاستخدام مترو الأنفاق والحافلات.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTg5IA== جزيرة ام اند امز