من كاسترو لعرفات.. لقطات لا تُنسى من اجتماعات الأمم المتحدة

تُعد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك واحدة من أكثر الفعاليات السياسية متابعة في العالم.
ففي خريف كل عام، يجتمع رؤساء الدول والملوك ورؤساء الحكومات تحت سقف واحد، ويُمنحون فرصة لإلقاء كلماتهم من على المنصة الشهيرة ذات الرخام الأخضر.
وبغض النظر عن موقعهم على الساحة الدولية أو سمعتهم بين الشعوب، يملك كل زعيم الحق في التحدث بحرية شبه مطلقة أمام عدسات الكاميرات وأنظار العالم.
هذه الخصوصية جعلت من منصة الأمم المتحدة مسرحًا لأكثر المشاهد غرابة وطرافة، وأيضًا للتوترات الحادة التي طُبعت في ذاكرة التاريخ السياسي.
ولعل أحدث مثال على ذلك كان ظهور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي لجأ إلى وسيلة بصرية غريبة: رسم كرتوني لقنبلة وقلم أحمر، ليشرح للعالم "الخط الأحمر" الذي ينبغي وضعه أمام طموحات إيران النووية. لقطة غير مألوفة، لكنها ذكّرت العالم بأن الأمم المتحدة لطالما كانت مسرحًا للحظات استثنائية.
فيما يلي، نستعرض أبرز 7 لحظات تاريخية لا تُنسى من مؤتمرات الأمم المتحدة بحسب موقع "غريت سبيتش".
7 - خطاب فيدل كاسترو الماراثوني (1960)
رغم أن القاعدة الرسمية تحدد 15 دقيقة كحد أقصى لكل خطاب، فإن الزعماء اعتادوا تجاهلها. لكن كاسترو حطّم جميع الأرقام عندما تحدث لمدة 4 ساعات و29 دقيقة.
خطاب ماسترو اشتعل بانتقادات للإمبريالية الأمريكية، ولم يخلُ من السخرية اللاذعة للرئيس الأمريكي جون كينيدي، حين وصفه بأنه "مليونير، أميّ، وجاهل".
وهو ما جعله أطول خطاب في تاريخ الأمم المتحدة، ومن أكثرها استفزازًا.
6 - عيدي أمين يشبّه رئيس وزراء بريطانيا بهتلر (1973)
لم يكن الديكتاتور الأوغندي عيدي أمين غريبًا عن إثارة الجدل، لكن خطابه أمام الجمعية العامة تجاوز كل التوقعات. فقد أشاد برئيس الوزراء البريطاني إدوارد هيث، مقارنًا إياه بهتلر — على سبيل المدح!.
وقد حاول لاحقًا التراجع، قائلاً إنه قصد تشرشل، لكن الضرر وقع بالفعل، وتحولت القاعة والصحافة العالمية إلى ساحة سخرية وضجة سياسية.
5 - عرفات بين الزيتون والبندقية (1974)
شكّل خطاب ياسر عرفات علامة فارقة؛ إذ كان أول ممثل لمنظمة غير حكومية يخاطب الجمعية العامة بعد الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية.
لكن خطاب عرفات دخل التاريخ بفضل صورته الشهيرة: حزام المسدس على خاصرته وغصن الزيتون في يده، قائلاً: "لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي"، في مشهد جمع بين التوتر والرمزية، وصار جزءًا من الأرشيف العالمي.
4 - هوغو تشافيز يشم "الكبريت" (2006)
بعد يوم من خطاب الرئيس الأمريكي جورج بوش، صعد الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز إلى المنصة، وافتتح حديثه بعبارة غير مسبوقة: "لقد جاء الشيطان إلى هنا بالأمس، وما زالت رائحة الكبريت تفوح حتى اليوم".
أثارت الجملة ضحك البعض وحرج البعض الآخر، لكنها جسّدت كيف يمكن للمنصة أن تتحول إلى أداة تهكم سياسي. ولاحقًا، خفّف تشافيز لهجته قائلًا إن انتخاب أوباما "أزال رائحة الكبريت".
3 - كولن باول وقارورة الجمرة الخبيثة (2003)
واحدة من اللحظات الأكثر تأثيرًا في تبرير غزو العراق، عندما وقف وزير الخارجية الأمريكي كولن باول أمام مجلس الأمن، مستعرضًا "أدلة" على امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، قبل أن يرفع قارورة صغيرة قال إنها قد تحتوي على الجمرة الخبيثة، في مشهد أيقوني، لكنه لاحقًا أصبح رمزًا للتضليل السياسي.
2 - خروتشوف يخلع حذاءه 1960
من أكثر المشاهد إثارة للجدل. تقول الروايات إن الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف، بدأ بضرب الطاولة بقبضته ثم خلع حذاءه وضرب به الطاولة بقوة غضبًا من اتهامات مندوب الفلبين.
وتعطلت الجلسة، واضطر رئيسها إلى رفعها، فيما وصف خروتشوف الحادثة لاحقا بأنها كانت "ممتعة للغاية". سواء حدثت حرفيًا أم لا، فقد أصبحت جزءًا من الأسطورة الأممية.
1 - الطفلة التي أبهرت العالم (1992)
في قمة الأرض بالبرازيل، ألقت الطفلة الكندية سيفرن سوزوكي (12 عامًا) خطابًا قصيرًا لكنه صادق ومؤثر، دعت فيه قادة العالم لحماية البيئة من أجل أطفالهم. المفاجأة لم تكن في كلماتها فقط، بل في الصمت التام الذي عم القاعة لخمسة دقائق كاملة، لحظة أثبتت أن صوت البراءة قد يكون أقوى من خطابات السياسيين الكبار.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTg5IA==
جزيرة ام اند امز