80 عاما من تأسيس الأمم المتحدة.. فلسطين وإخفاق الوعود

قبل ثمانية عقود تأسست الأمم المتحدة بوعدٍ كبير بأن تكون مظلة لحفظ السلم الدولي، وصون حقوق الإنسان، ودعم الشعوب في تقرير مصيرها.
ومنذ اللحظة الأولى، حضرت فلسطين في قلب هذا الوعد الأممي، من قرارات التقسيم، إلى النصوص التي أكدت حق العودة، وصولًا إلى حضورها الدائم في خطابات الجمعية العامة ومداولات مجلس الأمن.
غير أن هذا الحضور لم يتحول إلى إنصاف فعلي، فالقضية الفلسطينية تحوّلت إلى مرآة تعكس عجز المنظمة عن فرض قراراتها أو حماية المدنيين أو ضمان العدالة، لتغدو فلسطين ضحية بارزة لإخفاق الوعود.
واليوم، ومع الذكرى الثمانين، تقف الأمم المتحدة أمام سؤال الإصلاح العاجل: كيف يمكن لآلياتها أن تستعيد قدرتها على حماية السلم، وتطبيق قراراتها بعيدًا عن قيود الفيتو والشلل السياسي؟
(1)
بدأت الرحلة من مؤتمر سان فرانسيسكو عام 1945، حيث تأسست الأمم المتحدة على وعدٍ كبير بالسلام، وحماية حقوق الإنسان، وتحقيق العدالة الدولية. هذه الانطلاقة الأولى مثلت لحظة أمل في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية.
مؤتمر سان فرانسيسكو (25 أبريل/نيسان – 26 يونيو/حزيران 1945)، حيث اجتمع ممثلو 50 دولة لوضع ميثاق الأمم المتحدة.
(2)
ومع قرار الجمعية العامة عام 1947 بتقسيم فلسطين، اقترحت الأمم المتحدة لأول مرة تقسيم الأرض بين دولتين عربية ويهودية بأغلبية 33 صوتًا مقابل 13، وامتناع 10 أعضاء عن التصويت وغياب عضو واحد.
منظر عام للجلسة العامة 128 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أكد أندريه غروميكو، مندوب الاتحاد السوفياتي، دعم بلاده لمقترح اللجنة الخاصة بفلسطين.
(3)
ما بين 1948 و1950، ظهرت قضية اللاجئين الفلسطينيين كواحدة من أولى القضايا الأممية، جنبًا إلى جنب مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
لاجئون يصطفون أمام مضخة المياه في مخيم ماغازي للاجئين في قطاع غزة 1954.
عدد من اللاجئين، معظمهم من النساء والأطفال، في مخيم خان يونس، ديسمبر/كانون الأول 1948.
(4)
ورغم التحديات المالية والسياسية التي تهدد استمرارها، وإنسانيا، تعمل المنظمات الأممية على إنشاء المدارس والدفع بفرق الإغاثة الطبية.
عام 1961 طالبات يصطففن في ساحة المدرسة في مخيم جبل حسين، ضمن مدارس الأونروا، بالقرب من الأردن.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يلتقي المدنيين الفلسطينيين من غزة وعائلاتهم في المستشفى العام في العريش بمصر، ويتحدث مع النساء والأطفال الذين أصيبوا خلال الصراع الدائر في غزة.
طالبات في مدرسة للبنات تديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين في عمان، الأردن.
(5)
إلا أن القصف الإسرائيلي الذي طال مدارس ومستشفيات، وسوى منازل بالأرض، ما زال يفاقم المأساة الفلسطينية في غزة ويقف عائقا أمام الجهود الأممية، في واقع استشهدت به تقارير لجان التحقيق التابعة للأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان.
طفل يسير أمام مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، تضررت جراء القصف الإسرائيلي على مدينة غزة.
فلسطينيون يبحثون بين أنقاض منزلهم الذي دمره القصف الإسرائيلي في خزاعة جنوب قطاع غزة.
مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، في الخلفية، تضررت جراء القصف الإسرائيلي على مدينة غزة.
(6)
ورغم تلك الممارسات الإسرائيلية، لم تجد القضية الفلسطينية في مجلس الأمن إنصافا، بل كشفت كيف أن سلطته مقيدة بالفيتو (حق النقض) الذي تملكه القوى الدائمة، والذي كثيرا ما عطل قرارات ملزمة.
كان آخرها يوم الخميس الماضي، باستخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لإسقاط مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي كان سيطالب بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في غزة ويطالب إسرائيل برفع جميع القيود المفروضة على إيصال المساعدات إلى القطاع الفلسطيني.
نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، ترفع يدها لاستخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في غزة. ( الوكالة الفرنسية)
منظر لمجلس الأمن أثناء استخدام سوزان إي. رايس، المندوبة الدائمة للولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، حق النقض (الفيتو)، نيابةً عن حكومتها، لمشروع قرار يدين النشاط الاستيطاني الإسرائيلي.
(7)
ويترقب العالم أن تكون الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة ليست مجرد احتفال بل لحظة مراجعة عميقة وإصلاح فعال، يعيد للأمم المتحدة دورها في إنصاف الشعوب، وفي مقدمتهم الفلسطينيون.
رُفع علم دولة فلسطين في مكتب الأمم المتحدة بجنيف خلال احتفال أُقيم في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2015، بعد قرابة شهر من قرار للجمعية العامة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTg5IA== جزيرة ام اند امز